![]() |
كلّ ما أشتهي
[frame="1 98"]
أحياناً أشعر بأنّي أصبحت خارج حدود الجذب. تفاجئني الفكرة، تعصف بكياني مرّة واحدة، ترميني عند حدود الذاكرة. هذه خاطرة، أفلتت من حدود التيه، ومضت تعصف بجذور النسيان. أنسى ماذا؟ أتناسى ماذا؟ وكيف أقذف بجسدي المتعب بين يديك؟ أستمع إلى شهيق الرغبة المجبول بين شفتيك. أنا العاشق، وأنت كأس النبيذ المعتّق في سراديب الهوى. ويمضي الليلُ الليلةَ كلّها ما بين العتمة وضوء عينيك وأهمس صارخاً أحبّك. نداءُ العندليب في صحراء الروح، وأغنّي، كما لم أفعل من قبل. جمعتنا ذات مساءٍ خشبةُ المسرح الصيفيّ. شاهدتُ فناناً يكتب بعضلات الوجه وجع القلب واللسان نحن اليتامى في حضانات البوح والكلام لا نفتأ نسافرُ بين محطّات الهوى يا شرق أعِدْ لي ابتساماتي أعدْ لي شوقي. لا تبخل عليّ بما تبقّى من فضلات النهار. والأعراسُ أشتهيها، والحلوى المغمّسة بشهد العرائس أشتهيها. والأحلام والكوابيس والنوى وغدر الأصدقاء وغيرة النسوة والحمائم يغرِّدنَ بين سطور قصائدي وأنا وأنت، نرحل على أجنحة الغمام في تشرين وكانون الأول ينتظر على أحرّ من الجمر انقضاء العام ويحين يوم مولدي بعد ألف عام وعام من الحنين. لماذا يبكي الشاعر قبل السماء أحياناً؟ ينتحر كلّما تنهّد الصباح، وتطير قبّره من فوق العشّ كانت تبحث عن صغارها بين الرماد ويتساءل الطير والغربان، لماذا كلّ هذا الحريق يا إنسان؟ ولماذا يهرب القدر من أيدي الشعوب المهزومة في عُرْيِسْتانْ زارَني في المنامِ طيفك كنتِ ترسمين أضغاثَ أحلام وتبنين بيتاً من كلام كيف وَثِقْتِ بنداء شاعر؟ كيف أضعتِ يا حبيبتي رحيقك وسطَ هذا الزحام. تركتُ كلَّ ما أشتهي بين يديك ومضيتُ أبحثُ عن بديلٍ لطيفِ أمّي حين فاجأني الموّال. تركتُ كلّ ما أشتهي بين يديك ومضيتُ أبحثُ عن نورسٍ قد يهاجرٍُ نحوَ جَنوب لكنّ أجنحته تحطّمت قبل أن يحطّ فوق كثبان العنبر وغاصَ في بحرٍ من الذكريات قبل أن يلفظ أنفاسه المعدودة يوماً ما .. كنت ذاك النورس وكثبان العنبر في وطني جفّت وصديقٌ لي نسي حقيبةَ الجسدِ في حلب ومضى يبحث عن هويته بين العواصم وأخاديد العشق لا تنتهي وفنجان القهوة يندلق في أصل الروح أسودٌ كما عينيك وسيجارة الصباح غيمة زرقاء تعيد الدفء إلى الخلايا قبلَ أن يطرق الموت عتبات المدى. تركتُ كلّ ما أشتهي بين يديك واعتصمت في المحراب بضع سنين وحين استعدتُ ذاكرتي كان القارب قد مضى، وكان يعبُّ المياهَ مرحاً وطيفك ينادي، يؤرقُّ كِسَرَ النهار .. نهاري المسفوح عندَ الأصيل تركت كلّ ما أشتهي بين يديك ومضيتُ نحوَ الخريف لا أخشى اليوم تساقط أيامي، فقد أكملت بعضاً من قصائدي الشاردة لا أخشى اليومَ تساقُطَ شَعْري، فقد وُلِدْتُ في عصر الوِصايَة [/frame] |
رد: كلّ ما أشتهي
دمت و دام نبض روحك العذب فعلا تواجدك سيدي و معلمي كنز و اثراء لنا تحياتي |
رد: كلّ ما أشتهي
أحلى ما نكتب هو ما يفلت على غير وعي منا .. وها أنت أرخيت اللجام ولم تكبح جماح ما كتبت فجاء النص مزدانا مرصعا بتعابير قل نظيرها إشراقا و توهجا .. أصبت في ذكر النورس .. الشاعر هو النورس المعرض لكل الأذى من كل الاتجاهات .. وهذا ماعناه beaudelaire في قصيدته التي تحمل نفس الإسم ..
أخي خيري .. متعة فريدة نحس بها و نحن نقرأ ما تكتب .. تحية لك و دمت مبدعا . |
رد: كلّ ما أشتهي
أخي العزيز ماهر جمال عمر
حضورك يسعدني. كلّ عامٍ وأنت بألف خير. أتمنّى أن تكون أيّامك مليئة بالنجاح والسعادة. أحياناً يفقد الإنسان القدرة على الكلام فيلجأ إلى دلق الروح على الصفحات البيضاء لعلّها تتحدّث بالنيابة. دمت بخير |
رد: كلّ ما أشتهي
[frame="1 98"]
أخي العزيز رشيد الميموني بداية كلّ عامٍ وأنت بالف خير قرأت بودلير مترجماً للغة البلغارية، وهناك قصائد أخرى قرأتها باللغة العربية. لا بدّ أن القراءة بالفرنسية والتي أنوي تعلّمها قريباً تحمل في طيّاتها جمالية أجواء هذا الشاعر الكبير. لا أذكر قصيدته التي تحمل العنوان نفسه. وهذا إطراء بالنسبة لي. على أيّة حال، أعتز بالتواصل الإبداعي مع وعيك المتفتّح، وثقافتك الواسعة العريضة. أعتذر عن الغياب لبعض الأسباب التقنية، ولي عودة قريبة بإذن الله [/frame] |
رد: كلّ ما أشتهي
اقتباس:
علي ان اعترف بأن الإبحار في قصائدك ليس بالمهمة السهلة ، فالكنوز التى تحتويها بحار قصائدك متعددة الأشكال والألوان لدرجة انها تدير الرأس وتجعل قارئك في حالة يصعب تشخيصها. أشعر بالإنبهار من الأفكار والصور العديدة التى اوردتها بالنص ، أشعر بالدهشة واتسائل كيف تستطيع ان تجمع كل هذه الخيوط لتنسج قصيدة بهذا التميز ، أشعر بالعجز عن الإلمام بكل ما جاء فيها من قراءة واحدة أشعر بشئ من الغيرة الصحية لأنني اتمنى ان أصل لهذه المرحلة من الإبداع أشعر بالإمتنان لوجود مثل هذه النصوص الإبداعية التى تثري ذائقتنا اشكرك سيدي على هذا العطاء الذي جاء كعيدية بعد طول غياب. تقبل مروري وصادق مودتي وتقديري، سلوى حماد |
رد: كلّ ما أشتهي
رياح الحنين و الشوق حاضرة في هذه القصيدة ، يبدو أن مواويل الأم أقوى من نغمات الحب وأن شمس الشرق تخترق بشعاعها الساحر سراديب الذاكرة .
جميل ما قرأت لك أستاذ خيري |
رد: كلّ ما أشتهي
جميلة لغة خاطرك سيدي
لك التحية |
رد: كلّ ما أشتهي
اقتباس:
كل الشكر لحضورك الكريم مودتي |
الساعة الآن 42 : 06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية