![]() |
أسفار
[frame="5 98"]
يمتدّ البحرُ في الذاكرة، ينداح مع الحلم، يكاد يلتهم حطام الجسد، ويتوه الليل مع العتمة، يرتحل الجسد كلّ لحظة عن الأفق، يدوس ما تبقى من حطام النهار. إن كان حبيبي بعيداً عن متناول الشفاه، فسأرحل إلى آخر الدنيا، وسأجده كالبحر الذي أكل رأس الفلاسفة، وبقي يدعو اليابسة. ليته لم يفعل! منطق الأشياء يقلب جميع الموازين، وإلا أصبحنا كالأسماكً، تتآكل ويقضم بعضنا الآخر. قد أستمرّ في السقوط في حالة من العشق سيدتي، قد ينفجر الفؤاد لوعة عند مشارف القرية. قد يعود المسيح أدراجه نحو البدء، نحو الكلمة، وقد أتوقّف عن البحث عن خيوط الحكاية التي نسجتها يداك ذات مساء، قبل أن أغمض عيني ويسرقني الحلم من واقعي المغلوط، قد أختزل لحظات الجمال في زرقة عينيك، وأمضي نحو الفلك، وأصلّي حتى المغيب وبعد الإفطار. وأصلّي قبل أن تغلق المساجد أبوابها وتعلن الكنائس ولادة أخرى، ونهاية لنهايات العذاب. معذرة يا وردة تدلّى عبقها فوق عناقيد العنب، وبان أثر الحبّ على جيدك يوم طرقت بابك. بات النعاس ثقيلاً وعينك الكحلى لا تغمض، لا تطرف لا تدمع. كلّ هذا الغزل من أجل لحظة تعربد فوق منشار الوقت. لا تَعُدّي القبلَ قبل أن يُغْلِقَ النوم جفنيّ. لا تحضري على حين غفلة، قد ينسى السرير تقاطيع جسدك وثنايا نهديك في فراشي. أتملكين القدرة على نثر بذور النرجس على شاطئي هذا الشتاء؟ سألني الحكيم ذات يوم، لماذا نرحل في عيون النساء؟ أنا لا أخشى الغرق، أنا لا أخشى منطق الأشياء سيدي، دعني أتوه في ينابيع القلق. [/frame] |
رد: أسفار
كلما قرأت لك سيدي عشت لذة حقيقية و متعة لا تضاهى ... أجدك معجماً بحد ذاته و أبجدية ابداع لا متناهي دمت و دام نبض روحك العذب |
رد: أسفار
اقتباس:
لماذا نستمتع يا ترى بقسوة الأشياء ونستعذب الوجع عندما يكون الحبيب في الإطار؟ ربما لأننا نؤمن بأن قيمة الأشياء تأتي من انتظارنا لها هنا ارى مغامر لا يخشى الغرق لأنه على ثقة بأنه يملك كل سبل النجاة يملك قلب مفعم بالحب ، ورغبة في الانصهار على اطراف اناملها حباً وهياماً للرحيل في عيون النساء طقوس لا يعرفها كل الرجال، فهنيئاً لمن عرف الطريق استاذي الفاضل خيري، تفاجئنا دوماً بفكرة جديدة اقف عندها مبهورة، واتمتم بامتنان " اشكرك ايها الأديب الراقي" دمت بخير ومودة، سلوى حماد |
رد: أسفار
سألني الحكيم ذات يوم، لماذا نرحل في عيون النساء؟
أنا لا أخشى الغرق، أنا لا أخشى منطق الأشياء سيدي، دعني أتوه في ينابيع القلق. جميل هو هذا الجواب لذيذ هو ككل التساؤلات التي تجعلنا ننتظر الغد بشغف لمعرفة الإجابة.. تحياتي لك و دمت بخير أستاذ خيري |
الساعة الآن 13 : 06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية