![]() |
العش للعصافير
العش للعصافير
كان المنظر بديعاً . العصافير تمرح وتزهو بألوانها الجميلة التى تزين السماء . وصوت زقزقتها يملأ الجو بالموسيقى الجميلة . العصفور ذا الذيل الأحمر شعر بالتعب فذهب إلى العش حتى يستريح . لكن قبل أن يدخل العش شعر بالخوف الشديد . لم يجد أبويه فى العش . وجد طائراً غريباً لونه أسود ومنقاره كبير . أسرع العصفور عائداً إلى أصحابه . أخبرهم بما رأى في العش . بعضهم لم يهتم . وواصل اللعب والزقزقة . والبعض الأخر لم يصدقه . فقط صديقه العصفور الصغير ذا الذيل الأصفر صحبه عائداً إلى العش ليرى بنفسه . قابلها الطائر الأسود ذو المنقار الكبير عند العش . صاح بهما : لماذا تجيئان إلى عشي ؟ تغلب العصفور ذو الذيل الأحمر على خوفه ورد عليه : هذا العش ليس عشك . أبى وأمى أحضرا القش وتعاونا معاً فى البناء . وقد خرجت من البيضة هنا فكيف يكون عشك ؟ ضحك الطائر الأسود ذو المقار الكبير قائلاً : لو كان العش لأمك وأبيك لكان صغيراً على قدر حجم العصافير لكنه عش كبير يتسع لغرابين وليس لغراب واحد . بكى العصفور وهو يرجو الغراب أن يخرج من العش لكن قلب الغراب لم يرق . قال له : لقد وجدت عشاً كبيراً جاهزاً فلماذا أتركه وأتعب نفسى فى بناء عش غيره ؟ همس العصفور أصفر الذيل فى أذن صديقه فطارا معا مبتعدين . أعادا الحكاية على أسماع العصافير . سألاهم . ماذا نفعل حتى نستعيد العش من الغراب ؟ فطالبوهما بالإنتظار حتى يأتى العصفور الأب صاحب العش قال العصفور أحمر الذيل : أخاف على أبى أن يؤذيه الغراب . ردوا عليه : لاتخف . سنذهب معك وننتظر على فرع الشجرة حتى يعود أباك ؟ إنتظرت العصافير حتى عاد العصفور الأب والعصفورة الأم حاملين الطعام لصغارهما . أسرع إبنه العصفور أحمر الذيل وحكى له باكياً . أنقذ عشنا يا أبى لقد أخذه الغراب . سمع العصفور الأب من إبنه حكاية الغراب فهم بمواجهته وطرده من العش . لم يجد الغراب بمفرده . كان يحتمى بغرابين آخرين . الغربان طالبت العصافير بالإبتعاد عن الشجرة كلها وليس العش فقط . هددتها بأن العصفور الذى لا يؤثر السلامة ويمضى بعيداً سيفتكون به . العصفور أصفر الذيل تسلل مبتعداً ذهب إلى العصفور الأكبر طالباً منه إنقاذ العصافير ذوات الذيل الأحمر . العصفور الأكبر قام بدعوة كل العصافير إلى إجتماع . حذرهم من أن الغربان ستحتل جميع الأعشاش إن ظفرت بهذا العش . طالبهم بأن يساندوا أصحاب العش المحتل وبالإتحاد فى مواجهة الغربان . ولما أنهى خطبته طار قاصداً العش المحتل ومن خلفه أسراب العصافير . عند العش وجدوا العصفور الأب مصاباً . ضربه الغراب وكسر أحد جناحيه . تحلقت أسراب العصافير حول العش . إندفعوا جميعاً بإتجاهه . ضحكت الغربان . قال أحدهم : - هذه العصافير حمقاء . منذ متى إنهزم غراب من عصفور . قال أخر : مناقير العصافير لا تصلح إلا لإلتقاط الحب . إستمرت العصافير فى إندفاعها . أحاطت بالغربان الثلاثة . وظلت تنقرها . النقرات الأولى لم تؤثر . لكن توالى النقر أصاب الغربان التى شعرت بالخوف فطارت مبتعدة عن العش . العصفور الأكبر أصر على مطاردة الغربان وفى أثره أسراب العصافير . ولم يأمرهم بالعودة إلا حينما إختفت الغربان من سماء العصافير . حينئذ عادت العصافير تزين السماء بألوانها الزاهية وعادت زقزقتها تملأ الجو بالموسيقى |
الساعة الآن 24 : 10 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية