منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   عندما تجَمل الوحش (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=9228)

نصيرة تختوخ 21 / 02 / 2009 25 : 07 PM

عندما تجَمل الوحش
 
نظر الوحش مليا لوجهه في المرآة ، أحس أن لا شيء تغير لكن ما كان يقرأه في عيون الآخرين ينم عن حقيقة مختلفة.
قرر أن يضع قناعا، تساءل أي الأقنعة أريح و أكثر جدوى:اللطافة، الصداقة، الأبوة، الأخوة، التحضر، المجاملة، المحبة...
كان ذكاءه الذي يفوق المتوسط كفيلا بأن يوحي له بقناع يجمع فيه أساسي كل الأقنعة ويمده بالسلوك الأمثل للتماشي مع مظهره الجديد.
مضى ينثر وجوده على من يصادفهم:إشارة، تحية، بسمة،تواصل، تعاطف...
رغم كل الإتقان ظل الحذر يرافقه كظله ،في قلوب بعض البشر أحاسيس غامضة تولد الريبة وتخرج التردد ليقابل الأقنعة،وهو كان يسعى إلى قتل كل الشكوك الخفية والظاهرة.
مضى منتشيا يقطف ثمار اختياره وسلوكه الجديد إلى أن قابل عيونها ونظراتها العفوية كانت أصدق من كل المرايا وأبلغ من كل الألسنة؛ عيونها كانت ترى ماوراء القناع وماوراء الوحش وكانت تربكه لدرجة انفلات عدوانيته.
وضع قناعه جانبا وأشعل وقود شره ليحرقها و يرتاح ، فعل كلما شاء وأكثر وحين همَّ للذهاب وجدها تتجمع من رمادٍ بنفس العيون ونفس النظرات ، سألها لِما تأبى الموت؛ فأجابت: "لازال هناك أمل بأن تغلب بذرة الخير والمحبة الحقيقية استيلاب وهوس الوحوش، ومادام هناك أمل فعيوني المُحِبة لجوهر روح الإنسان الطيبة لن تحترق."
لعنها للمرة الألف ووضع قناعه ومضى.

Nassira

هشام البرجاوي 21 / 02 / 2009 03 : 08 PM

رد: عندما تجَمل الوحش
 
الأستاذة نصيرة :
يبدو أن إحساسا متأخرا بكون الصراع التقليدي بين الشر و الخير قد تسرب إلى أعماق الذات الإنسانية ساور القاصة قبل أن تنهمك في إحياء مفرداتها، إذ لم يعد مقيدا بالوجود المادي للأعداء، بل إنه عبر نصك السردي تحول إلى حالة متقدمة من أنواع السكيزوفرينيا، فالواضح أن اعتبارات شخصية تقف وراء تخلص القاصة من كل الإنطباعات السيئة التي ارتسمت في ذهنها.
إذا كان القناع فاصلا موضوعيا بين الوهم و الحقيقة فسؤال معنى وجوده يظل قائما. و هذه الملاحظة أدرجتها في تعليق ضمن مجموعة :"عواء الذئب الماوي" في النفق التاسع للأستاذ طلعت سقيرق و سبق لي أن ربطت "القناع" بحالة العجز الثقافي التي تجتاح عالمنا العربي برسم مقالة:"المثقف العربي، كيف يرتدي القناع الشفاف". مما يضفي روعة لا تضاهى على السرد هو تبعيته التامة للراوي، فيكون بذلك مجمعا لكل أنواع العلاقات الإنسانية و المصاعب التي تواجهها. و الأكثر إثارة للهدوء، هو الرحيل النهائي لذلك المارد الذي يثبت النص السردي أن رحيله ترك آثارا في مسار القاصة، كانت نهاية مناسبة للسرد، فقد غادر المارد باتجاه الإنسانية.
نص جميل...تحياتي

نصيرة تختوخ 21 / 02 / 2009 01 : 09 PM

رد: عندما تجَمل الوحش
 
لكل واحد طريقته في قراءة المضمون و الرموز ورؤية الوحش إنسانا أو جانبا شريرا من إنسان و العيون خيرا أو امرأة أو غير ذلك..
فمثلا أنت سميت الوحش ماردا و رأيته متوجها نحو الإنسانية و غيرك قد يراه متمردا ماضيا إلى الإنهزام أوإسقاط القناع...
هي قراءات تختلف باختلاف العيون و التجارب فأنت فكرت في صراع الخير و الشر و انفصام الشخصية ونص الأديب طلعت سقيرق ,ونصي هذا من أرشيف ذكريات ارتبطت بقصة الكاتب إحسان عبد القدوس :أنا لا أكذب ولكنني أتجمل..
جميل هو الاختلاف و بديع أن تفتح الكلمات أبوابامتعددة للخيال...
دمت بخير أستاذ برجاوي هشام



الساعة الآن 47 : 02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية