![]() |
الأوليغارشيا العربية
النخوة العربية...الحمية...الإباء...العرب ظاهرة صوتية...و أنسى دائما تلك الحقيقة الساطعة...حقيقة الأوليغارشيا العربية
[align=justify] لم تحظ شبه الجزيرة العربية بأي وزن دولي مهما كان مفترضا أو واقعيا قبل اكتشاف البترول، فقد كرست الصراعات الدينية بين الاسلام و المسيحية لنوع تقليدي من العلاقات السياسية على المستوى الجغرافي. المنطقتين الغربية و الشرقية خضعتا وقتئذ لأنظمة حكم تعشق الطراز الأوليغارشي الذي يشتهر بارتباطه بسخافة المجاملات و الأحداث السياسية الجانبية كالحفلات القبلية. ضمن تفاصيل حكاية تاريخية تدور أساساتها حول العلاقة الندية بين هارون الرشيد و الإمبراطور شارلمان، أرسل الخليفة العباسي ساعة يدوية متقنة الصنع إلى عظيم فرنسا و ألمانيا زمان اتحادهما. برزت مؤقتا رابطة تسابق علمي بين امبراطوريتين مرتكزتين على البروباغاندا الخرافية و الجنيالوجية المستمدة من تأويلات جانبية للأنثروبولوجيا الدينية. هارون الرشيد استخدم الانتساب إلى العائلة النبوية بهدف تبرير أو بالأحرى تشريع توسعه الجغرافي على حساب أراض متعددة تسكنها قوميات غير عربية و غير مسلمة، و هو نفس التبرير الذي آلت إليه العائلة العلوية لترسيخ سلطتها السياسية في المغرب، تبرير مفاده :"الإنتساب إلى الصحابي علي بن أبي طالب أو الصحابي العباس بن عبد المطلب أو أي قريب عائلي من الرسول حقيقة كافية تتيح لمالكها الدخول الى السلطة" هكذا، و بالفعل فقد تجلت هذه الفكرة في حقيقة الغياب الشامل ل:"تداول السلطة" في مبادىء الخلافة منذ وفاة الرسول، فالخليفة يمسك بزمام السلطة و لا يتخلى عنه إلا في حالتين قسريتين :"الوفاة" أو "الإغتيال". و قبل اندثار الخلافة العباسية، كان العالم الإسلامي منقسما إلى شطرين متضادين : الشطر الشرقي و يحكمه العباسيون و الشطر الغربي و يحكمه العلويون، لم يكن الصراع من أجل مصالح استراتيجية بقدر ما كان يعكس خلافا بسيطا بين أبناء العمومة داخل بيت عربي واحد دفعت ثمنه شعوب و أمم كاملة. لا أستطيع تحديد ملامح دقيقة للصفة الكاريكاتورية لمثل هذه التبريرات و الوقائع الأوليغارشية التي غزت التاريخ السياسي، أقصى ما يمكن أن يقال حيالها هي أنها أفكار تستحق التسجيل التاريخي تطبيقا لمبدأ تعددية الآراء و حرية التفكير. و لدى الإمبراطور شارلمان، ارتكزت الشرعية السياسية في مؤداها القانوني على خرافة تمثيل الحاكم للإرادة الإلهية، و قد تقدم شارلمان في هذا الإعتقاد الذي دعمه الإكليروس على الفكرة الباثولوجية للملك لويس الرابع عشر الذي كان يردد :"أنا الدولة" على غرار مقولة الفرعون المصري و التي نقلها الله إلى المعرفة الإنسانية :"أنا ربكم الأعلى". لقد أفرز الحكم المطلق المتجسد في الخلافة الإسلامية بعد الإطاحة بنظام عثمان بن عفان و في تاريخ الملكيات الأوروبية قبل نشوب الثورة الفرنسية، منطلق الإشكالية الاجتماعية التي حاربتها الماركسية بواسطة الغاء الدين الذي ساهم في اخراجها إلى الوجود. الإسلام و المسيحية و اليهودية و كافة الديانات مهما كان مصدرها النشوئي منظومات يسيطر عليها مفهومين رئيسيين :"الديونتولوجيا" و "السلوك"، و القاعدة التقليدية تفرض تكييف السلوك مع الإملاءات الديونتولوجية. مثل هذه الأفكار لم تغادر النطاق النظري إلا خلال فترات حياة الإنبياء و المؤسسين، ثم تحولت إلى منابع إعاقة للإستنارة الإنسانية كما وقع في قصة حياة الفيلسوف ابن رشد و في ظاهرة :"علماء السلاطين" التي أضافها ابن خلدون كمصباح متوهج ينير مسار التاريخ العربي الذي احتجز الشعوب العربية في غياهب سجن اخترعه العرب باستعمال الدين اسمه :"القبلية" أو "العشائرية"، و لا غرو إذا قيل إن الأوليغارشيا العربية أنتجت مفهوم :"الدولة-العشيرة". إن الملاحظة التاريخية تثبت أن الإفتقاد الشامل إلى الديمقراطية أتاح فرصة نحيفة للتقارب بين الغرب و الشرق من خلال علاقة شخصية بين دكتاتوريين باسم الله و كتبه و أنبيائه المقدسين هارون الرشيد في الشرق و شارلمان في الغرب، أوصلتهما باثولوجيا المزج بين الدين و السياسة و الوضع الإنساني إلى مستوى بناء ترادف لغوي و أحيانا فونيتيكي بين الدولة و الملكية الخاصة (بكسر الميم). و لا زال الفكر الأوليغارشي قائما في عقلية النظام الرسمي العربي رغم أنه فقد مقومات الفعالية الموضوعية، مما يدل على أن الأوليغارشيا ثقافة يمارسها الإنسان العربي مهما اشتدت قتامة مستطاعه الموضوعي. و هي ثقافة لا إسلامية تفوقت على ما يعتبره الأوليغارشيون :"الخصوصية الشرقية" (الإسلام). [align=justify] مصطلحات واردة في النص : ** الأوليغارشيا : نظام حكم يعتقد أن ديمومة السلطة مرتبطة بإقامة ترادف فعلي بين العائلة و السلطة ضمن مقاربة أمنية شاملة. و المعنى المشهور للأوليغارشيا قريب من ظاهرة "الدولة-العشيرة" التي كرس لها التراث العربي. ** الديونتولوجيا : تعني في هذا السياق الأخلاق[/align]. |
رد: الأوليغارشيا العربية
اخترعه العرب باستعمال الدين اسمه :"القبلية" أو "العشائرية"، و لا غرو إذا قيل إن الأوليغارشيا العربية أنتجت مفهوم :"الدولة-العشيرة". إن الملاحظة التاريخية تثبت أن الإفتقاد الشامل إلى الديمقراطية أتاح فرصة نحيفة للتقارب بين الغرب و الشرق من خلال علاقة شخصية بين دكتاتوريين باسم الله و كتبه و أنبيائه المقدسين هارون الرشيد في الشرق و شارلمان في الغرب، أوصلتهما باثولوجيا المزج بين الدين و السياسة و الوضع الإنساني إلى مستوى بناء ترادف لغوي و أحيانا فونيتيكي بين الدولة و الملكية الخاصة (بكسر الميم). و لا زال الفكر الأوليغارشي قائما في عقلية النظام الرسمي العربي رغم أنه فقد مقومات الفعالية الموضوعية، مما يدل على أن الأوليغارشيا ثقافة يمارسها الإنسان العربي مهما اشتدت قتامة مستطاعه الموضوعي. و هي ثقافة لا إسلامية تفوقت على ما يعتبره الأوليغارشيون :"الخصوصية الشرقية" (الإسلام
|
الساعة الآن 36 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية