الموضوع: عشقٌ عليٌّ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 06 / 12 / 2010, 14 : 05 PM   رقم المشاركة : [13]
محمد حليمة
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية محمد حليمة
 





محمد حليمة is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: عشقٌ عليٌّ..

السلام عليكم.. تحية مسلم عربي سوري ...
هذه مداخلة بسيطة ، ولا ترقى إلى رتبة علمكم ووعيكم ـ أيها السادة من شارك في هذا الموضوع ـ ولكن هو الفضول من دفعني ، إلى ما سأقول ...
أبدأ بيت شعري للمتصوف الحلاج :
مزجت روحك في روحي كما تمزج الخمرة بالماء الزلال
فإذا مسَّكَ شيء مسّني فإذا أنتَ أنا ، في كل حال
بسبب هذه الأبيات وغيرها للحلاج ، اتهمه كبار علماء وفقهاء عصره ، بالزندقة والحلول ، وهي نظرية ، ليس المقام مناسب لذكرها ...
وقد نفى الحلاج نفسه ، عن نفسه شبهة الحلول ، حين قال :
وظنوا بي حلولا واتحادا وقلبي من سوى التوحيد خال ِ
هذا اعتراف صريح منه ، أنه لا يقصد من أبياته التي أنشدها والتي كانت تعبر عن
ولعه بالله وحبه الشديد له ـ حتى صار لا يرى إلا بعين الله ـ حلولا ولا إنشاء نظرية تخالف قواعد الدين ... ويقول السهروردي : ( إن الناس حين يبعثون ، من قبورهم يوم القيامة، فإن من بين كل ألف منهم ... تسعمئة وتسعة وتسعين شخصا ، قد قتلوا بالعبارات وذبحوا بسيوف الإشارات .....) وهذا الوصف ينطبق تماما على الحلاج ، فهو قتيل العبارة ، ذبيح الأشارة ، وقد نبهه لذلك أستاذه الجنيد حين قال له ( ستحدِث في الإسلام ثغرة ، لا يسدها إلا رأسك ..) وفعلا كما قال الجنيد فالكثير من أعداء الإسلام والمستشرقين ، يتخذون من هذه الأفكار مطعنا بالإسلام ، ويتشدقون قائلين : أن إيمان المسلمين مهلهل ، هش ، قائم على أفكار إلحادية .... وقد يكون الحلاج عندما أعلن هذا السر الذي اختصه الله به ، لا يريد إلا التعبير عن هذا السر والحب ، ولكنه تعبير أودى به إلى الهلاك ...
ومن وجهة نظري الفقيرة والمتواضعة .. أن الحلاج كان على حق ، وليس في إيمانه ثغرة ، و لكن الثغرة ، كانت في عقول الناس الذين حكموا عليه بالكفر ، ولكن أرجعُ وأقول .. ما ذنب هؤلاء الناس إن لم يعطهم الله من أسراره ما أعطى الحلاج ، وغيره من الأولياء والمتصوفين ( المعتدلين )
كل ما قلته مقدمة ، لأصل إلى نتيجة ـ هي وجهة نظر ـ أن الأستاذ عادل.. كان محقا عندما قرر ، إيجاب حذف البيت الذي أثار هذا الخلاف ، ولكن ليس لأن الشاعرة أرادت خلاف المقصود ..بل لما قاله الأستاذ الكبير عبد الحافظ متولي ، ليس كل مَن يقرؤون، لهم من الوعي وسعة الأفق ما يؤهلهم لفهم المراد من وراء الكلمات .... وعطفا على ما تفضل أستاذي الكبير حسن سمعون ، لكل مقام مقال ، فالنجعل مقام الأدب للأدب ، ومقام الدين للدين ، لنسلم من تبعة الفهم الخاطئ الذي قد يقع به بعض مَن لما تؤهلهم ثقافتهم وقراءاتهم بعد لفهم ما نورده من إشارات ، تحتاج إلى بيان ، قد لا يكون من المناسب إيراده ، في مقام ما نكتب ...
وفي رأيي المتواضع ، وغير الناضج بعد .. أنّ العبقرية ، ليست في أن نخاطب الناس، بما لا يفقهون ، وإنما أن نخاطبهم بما يرقى إلى مستوى عقولهم ، وبما يحقق غرضنا ، بشكل متناسب مع ما نريد ،وما يتطلبه واقع الحال .... أرجو أن لا يكون كلامي ثقيلا عليك ـ أستاذة أمل ـ هذا من جهة ، ومن جهة ثانية.. الفكر ليس حكرا على أحد .. ومن جهة ثالثة .. لك أن تهملي كل ذكرته ..
ولك ـ أستاذة أمل ـ كل الاحترام والتقدير .. من أخ لك في الله ... ولجميع الأستاذة الكبار الذين سبقوني بالقول السديد ، أن يسامحوني على تطفلي هذا ....

فتى سوريا ..
توقيع محمد حليمة
 إنّ الـحـياة لا تقـف عـند مرض ٍ، أو نـائـبَةٍ ، أو حـِقـبة تـاريــخ ٍمـَريــر ..
فـمــا هـي إلا حـواجـز ، خـُلـقـتْ فـي طـريـقـنـا الـطـّويـل ..
ولا بـدّ لـنـا إلا وأن نـمُـرّ عـلـيـهـا ...
فـتجـلـدْ إنّ الـطـّريـقَ مـا يـزالُ طـويــلا .
محمد حليمة غير متصل   رد مع اقتباس