القصيدة الخامسة
حسـرة الشّـعر
للشاعر / منير خلف . سورية
البدرُ لولا سنــاهُ ما ألِفْنـــــاهُ
من خالص الحبِّ للمختار سيّـدِنا
شوقي يجدّدهُ طوفانُ لهفتــــهِ
لولاهُ ما اكتحلتْ ألوانُ فرحتنــا
هو الرسولُ ، سحابُ الضوء مقدمه
مشى على الأرض قرآناً .. وكم نهِلَتْ
وانشقّ بدرٌ ، وفاض الماءُ من يده
وسبّحَ الرّملُ في كفّيه .. يا فرحاً
إنْ لامسَ الأرضَ صارتْ جنّةً ، وإذا
في ذكرهِ القلبُ يسمو كالسّماء سنا
يا من يحنّ إليه الجذعُ في ولهٍ
الفجرُ غرّتُهُ والصّبحُ مبسمُهُ
بذكْرِ نعلَيه نعلُو حين رحلته
لقد أساءَ أناسٌ في تمرُّدِهِمْ
لم يحصدوا غيرَ سَخْطِ الله .. إنهُمُ
لو لم نكنْ قد أسأْنا نهجَهُ زمناً
آهٍ علينا..على قلـبــي وما حصدَتْ
وكيفَ نطلبُ عفْواً وهْوَ وابلُهُ
فاليومَ مولــدُ ( طه ) والهوى قلِقٌ
إنّ الحياةَ غرامٌ في دمي.. ودمــي
حبيبيَ المصطفى قلبي يحمِّلنـــي
ماذا أقول لفرط النار في جسـدي
قد يسلك القلبُ غيرَ الحبِّ منعطفاً
يا أيّهـا القمرُ الملتاع من سفــرٍ
خذْ للحبيب غـرامي إننـي كلِـفٌ
خذ كلّ ما فيَّ من حزنٍ ومن فـرح
يا خيرَ مَـنْ أثمرتْ في كفّه لغــةٌ
لا تعجبوا ! شعريَ المجبولُ من تعبٍ
إنْ كــان حزني حراماً عند صبِّكمُ
لا تطفئوا ظمئـي فالعشقُ ملتهـبٌ
يا حسرة الشعر ! لا تبدو محاسنُــهُ
الكـلُّ يسعى إليـهِ حينَ رؤيتـــه
والليلةَ البدرُ يشدو مـا حفظنــاهُ ..
محمّدٍ أشـرقتْ أحلى مزايـــاهُ
إلى لقـاءِ حبيبٍ قد عشقنـــاهُ
لولاه مـا زُفّتِ الأعيــــادُ لولاهُ
وغيمةُ الرحمة المهداة كفّاه
منه الأنامُ .. وكم فاحَتْ سجاياه
فهو الكريمُ .. وربّ الكون أعطاهُ
في الكفّ صلّى .. فما أزكى مُصَلاّهُ !
تنفّسَ الأفقُ خلْتَ النجمَ مرآه
ما أعذبَ الذكرَ في الذكرى وأصفاه !
يا ليتني الجذعُ .. إني لستُ أنساهُ
وطلعةُ البدرِ بعضٌ من محيّاهُ
إلى السّماء .. فربّ العرش أعلاهُ
إلى الرسولِ .. وهم في غَيّهم تاهُوا
كُفرٌ وصفْرٌ وبهتانٌ .. وأشباهُ
مَنْ كان يقدرُ أن يحظى بمعناهُ ؟
يداهُ من إثـْمِ ما كنّـا زرعنــــاهُ
تجودُ بالصّفحِ يُمناهُ ويُسراهُ
من شدّة الشوقِ يخشى ما تمنّـــاهُ
يظلّ يحلُمُ ..كي يرقى بلقياهُ
آهـاتِ شوقٍ وحـولي كلُّـــهُ آهُ
والحبُّ لولا ضــرامٌ مـا عرفنـاهُ
لكنّه لن يرى في الحسن إلاهُ
خذني إليــهِ فإنّـي الدهرَ أهــواهُ
في حبّـهِ وخذِ التسبيحَ أحــــلاهُ
وللحبيب صلاتـي حين تلقــــاهُ
مـا ازّيّنتْ حولنـا الأفــلاكُ لولاهُ
هـو السعادةُ لا مــالٌ ولا جــاهُ
فأصدقُ الحبِّ كان الحزنُ فحـواهُ
أتُطفئُ الشّمسُ درْبَاً قد سلَكْناهُ!؟
إنْ لم يكنْ عابقاً من طيْبِ ذِكْـــراهُ
والخيرُ .. ألخيرُ فيمـا اختــارهُ اللهُ