رد: محمد حليمة رسائل حب إلى نور الأدب في ذكرى ميلاده
دائما ما كان الصبيان ، من الأقرباء وصبيان حارتنا ، يكلفونني أن أكتب رسالة
حب لمحبوباتهم ، فكنتُ ألبي الطلب ( بلا أجر طبعا... )
ثم أشرع بكتابة رسالة لمحبوبة ، ليست حبيبتي ، ولا أعرفها ، ولا حتى أعرف
اسمها ... ومع نهاية الرسالة ، كنتُ أشعر بها باردة ، ينقصها الحنان ، والدفىء،
وحتى الشعور .. ربما لأن الرسالة مرسلة إلى شخص لا يمتّ لي بصلة ....
أما الآن ، ومع قراءة دعوة الأستاذة القديرة ماري .. فإني سأكتب رسالة حبّ ،
وهذه المرّة لحبيب أعرفه ، وصاحبته زمنا ليس بالطويل ، وخبرتُ روحه النقية ،
الطاهرة ، وجماله الساحر ، وكلامه البليغ ، المبين الأخاذ ...
فيا أيها الحبيب ... لقد مُزجَتْ روحك في روحي ، كما يُمزج النور في الفراغ ،
وشكـّلتَ لي مجالا وسع فكري وأفكاري ، وأرضا خصبة، زرعتُ فيها حروفي
وكلماتي ، ونهرا عذبا فراتا ، أبحرتُ فيه حدّ الغرق ...
حبيبي ... يقولون ( أن البعيد عن العين ، بعيد عن القلب ) لكنك أيها الحبيب ،
قلبتَ مفهوم هذه المعادلة الشعـبيّة ، المتوارَثة .. فقد أحببتك من دون أن أراك ،
وشممتُ عطركَ من غير أن ألمَسك ، وكـَلـِفـتُ بك، ولم أسمع حتى صوتك..
وقبـّلـتُ خدّك، رغم المسافات البعيدة بيننا ...
رحم الله جرير .. حين قال ..( والأذن تعشق قبل العين أحيانا )
أدامك الله .. أيها المحبوب ... لن يزول حبـُّك من قلبي أيها النور ، لأن الحبّ عين
المُحبّ ، وما دام النور لا يزول أبدا ، كذا حبك لن يزول ...
ورحم الله صاحبَ الفتوحات ...( .. فـصِفْ بالحبّ من شئتَ من حادث وغيره ،
فليس الحبُّ سوى عين المحبِّ ، فما في الوجود إلا مُحِبُّ ومحبوب ..)
التوقيع : المُحبّ .. محمد حليمه
فـتـى سـوريـا ..
|