رد: من صفحات التاريخ : 1.الفينيقيون
الفينيقيون بنوا تجارتهم على أسس صحيحة
لم يكتف الفينيقيون بنقل المواد التي ينتجها غيرهم لبيعها في أسواق جديدة بل سعوا لتطوير منتجاتهم أيضا وإذا كان الفراعنة قد استطاعوا قبل ما يزيد عن ال 3000عام أن يخترعوا زجاجا غير شفاف ويصنعوا منه أوان اعتبرت ثمينة فإن الفينيقيين نجحوا في أن يطوروا ماأخذوه عنهم ويصنعوا زجاجا شفافا .
من صيدا وصور خرج الزجاج الشفاف إلى الوجود و صارت الأواني الزجاجية الفينيقية بمختلف الأحجام والأشكال والأنواع تعرف طريقها إلى أسواق العالم المختلفة.
إلى جانب صناعة الزجاج وتسويقه صقل الفينيقيون العاج وصنعوا به الحلي و غيرها وباعوها كما أنه صنعوا الأواني الفخارية التي وجدت بقاياها في أماكن مختلفة واشتغلوا بالحدادة وحولوا الذهب و الفضة والبرونز إلى حلي و قطع فنية جميلة باعها تجارهم.
روى هيرودوتس أن أحد القرطاجيين أخبره أن التجار الفينقيين حين ينزلون في شواطئ جديدة ينزلون بضاعتهم أولا للعرض و يعودون لمراكبهم فيشعلون نارا حتى ينتبه سكان المكان .يأتي المشترون بعد ذلك ويضعون كمية من الذهب أمام البضاعة فإن رآها التجار الفينيقيون كافية يأخذون الذهب و يتركون البضاعة وإن لم يروها كذلك فإنهم يعودون لمراكبهم و ينظرون عرضا أفضل و زيادة للذهب.
هكذا كانت أسس التجارة الفينيقية مبنية على العرض و الطلب و فتح الأسواق و التصدير و كذلك الاستيراد باعتبار أنهم كانوا يحصلون في موانئهم على بضائع من مختلف البلدان.
|