06 / 01 / 2011, 05 : 04 PM
|
رقم المشاركة : [12]
|
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
|
رد: الذكرى الثانية للحرب على غزة
آثار حرب غزة النفسية على الأطفال ستستمر عشرات السنوات
[ 26/12/2010 - 12:46 م ]
غزة: المركز الفلسطيني للإعلام
الأطفال زهور صغيرة تترعرع بالحب وتذبل بالألم والخوف، ولذا كانوا دائما هم أول الضحايا للحروب في أي زمان أو مكان؛ لأنهم يتأثرون وبشدة بعد أي عدوان, فحرب غزة لم تكن بالصورة العادية التي يمكن إزالة آثارها من العقول بسهولة، خاصةً وأن الحصار لازال مستمراً حتى الآن, وتمارس دولة الكيان في عدوانها على غزة أبشع أنواع التهديد على جميع الموجودين ، مما يؤثر مباشرة في نفسياتهم، ويدمر شعورهم بالطمأنينة والأمن والحياة المستقرة.
ويرى عدد من الأطباء النفسيين بأن آثار الحرب على قطاع غزة ستستمر لعشرات السنوات، وستؤسس لجيل جديد من المقاومين الفلسطينيين أكثر عداوة للكيان الصهيوني.
أثار مستمرة
الأخصائي في مركز غزة للصحة النفسية سمير زقوت, أكد أنه عند الحديث عن الآثار النفسية للحرب يجب التفرقة بين أمرين, موضحاً أن الأمر الأول هو الضرر الذي يصيب الأطفال نتيجة الحروب وهذا لا يمكن إنهاءه خلال عام أو عامين لأن آثاره لازالت موجودة.
وقال:" على سبيل المثال: الحصار لازال مستمراً حتى الآن وآثاره موجودة , وأيضاً القصف الصهيوني لازال مستمراً مما يعطي انطباعاً لدى الكثيرين وخاصة الأطفال أن هناك حرباً جديدة قادمة", لافتاً إلى أن الصدمة النفسية لتبعات الحرب مستمرة لذلك فهي تعيد الذكرى للأطفال والكبار.
وأفاد بأن دراسة نفسية في غزة أثبتت أن 20% من الأطفال يعانون حتى الآن من حالات تبول لا إرادي وتأخر في الدراسة؛ إضافة إلى السلوكيات العدوانية التي يمارسونها في المدرسة, مؤكداً أنه لا يمكن الحديث عن انتهاء صدمة الحرب بمرور عام أو عامين.
وأضاف:"عندما حدثت الهلوكوست ضد اليهود أقاموا العالم كله ولازالوا حتى الآن يحصلون على تعويضات لأن الصدمات تنتقل عبر الأجيال", مشيراً إلى أنه لا يمكن إزالة آثار الصدمة بهذه السهولة.
وزاد:" يوجد شيء إيجابي في الأطفال رغم كل الصدمات، فهم لازالوا قادرين على العطاء وعلى الذهاب إلى مدارسهم", ذاكراً أنه يوجد فئة كبيرة من هؤلاء الأطفال عانت من صدمات نفسية كبيرة ولازالت تعاني حتى الآن.
تعويض واجب
وطالب زقوت المجتمع الدولي بتعويض أهالي قطاع غزة عن هذه الصدمات؛ لأنه أينما وجد المجتمع الفلسطيني وجدت معه الحرب, مؤكداً أن برنامج غزة للصحة النفسية قام بدور كبير في مساعدة الأطفال في المدارس والتعامل مع الصدمات النفسية.
وبين بأن العلاج الذي استخدمه البرنامج كان بالتركيز على الجانب الوقائي من خلال تدريب المعلمين والمعلمات على التعامل مع الأطفال الذين تعرضوا للصدمات النفسية, مضيفاً:"هناك مؤسسات كثيرة مثل وكالة الغوث والمدارس الحكومية والأهلية والعالمية قامت بدورها لأن الكارثة كانت عامة على الجميع".
ووصف الفئات المتضررة من الحرب بأنها ثلاث فئات ، أصيبت بشكل مباشر في الحرب , مبيناً أن الفئة الثانية هي التي شاهدت أو سمعت عبر وسائل الإعلام الحية أحداث ومشاهد من الحرب.
وزاد:"أما الفئة الثالثة فهي الأشد تأثراً وأوضاعها النفسية متردية، وهم الفئة التي أصيبت بشكل مباشر والتي تدمرت منازلهم أو استشهد كافة أفراد أسرتهم".
ويبدو من خلال الإحصاءات المتوفرة أن نسبة الأطفال الذين يعانون من أعراض الصدمة التي تشمل ليس الأطفال فقط، بل المجتمع الفلسطيني بكامله أصبح يعاني من الآثار النفسية التي ربما تصل إلى 100%، وهي نسبة لم تسجل في العالم سوى في رواندا إثر المذابح التي حدثت هناك، أما الآثار النفسية أو الصدمات بالنسبة للأطفال فتشمل عدم القدرة على النوم والتعثر في الكلام والالتصاق بالأم (إن وجدت).
فئات مختلفة
من ناحيته أكد رئيس قسم الخدمة الاجتماعية في الجامعة الإسلامية, أن الحرب لها تأثيرات سلبية تستمر لفترات زمنية طويلة على الناس بمختلف فئاتهم, مشيراً إلى أن آثار حرب ال48 لها آثارها عند كبار السن, وزاد:" ليس فقط حرب الفرقان كلها ذكريات مؤلمة جداً عند الناس".
وأضاف:"هناك قرى بأكملها في شمال غزة تدمرت مثل عزبة عبد ربه، وهناك عائلات بأكملها أبيدت عن وجه الأرض", موضحاً أنه لا يمكن إزالة أثر العدوان نفسياً عن غزة بسهولة.
وبيّن أن الآثار النفسية التي أصابت الناس كانت بنسب متفاوتة من الأكثر تضرراً إلى الأقل , موضحاً أن المؤسسات النفسية كان لها دور بارز في العلاج من خلال البرامج المقدمة بالدعم الاجتماعي والنفسي وبرامج الترفيه.
ولفت الانتباه إلى دور الأخصائيين الاجتماعيين في معالجة الآثار النفسية والاجتماعية للعدوان على غزة, ذاكراً أن هذا العلاج كان من خلال المؤسسات الأهلية ووكالة الغوث في المدارس والمنازل ليساعدهم على التكيف الاجتماعي.
وقال:"من ضمن الحالات التي عانى منها الأطفال, التبول اللاإرادي والسلوك العدواني والخوف وتم معالجتهم بتعويد الأطفال على الخوف, وتابع:" الشعب الفلسطيني تعود على مثل هذه الحرب", مشدداً على أن آثار الحرب ستستمر عشرات السنوات، وستكون عالقة في ذاكرة الأطفال داخل الأسرة وفي البيئة.
وبحسب الأخصائيين النفسيين فإن الحرب التي خاضتها دولة العدو الصهيوني ضد الفلسطينيين، وخاصة هذه الحرب على قطاع غزة سوف تظهر آثارها النفسية قريباً لتحصد (إسرائيل) ثمن ما زرعته من خوف ورعب وقتل وحصار وتشريد، وذلك بانتقام ضدها.
حالات مختلفة
وخلال جولة للمركز الفلسطيني للإعلام مع مجموعة من الأطفال في عزبة عبد ربه شاهدوا العدوان بأم أعينهم , التقينا بعدد من الأطفال أولهم أحمد عبد الوهاب (14 عاماً) وهو أحد الأطفال الذين أصيبوا بمرض التبول اللاإرادي بعد الحرب، واستطاع أن يتجاوز هذه الأزمة من خلال بعض الجلسات النفسية لبرامج وكالة الغوث.
وأوضحت أم الطفل أحمد أنه ومن خلال جلسات ترفيه الأطفال ودعمهم نفسياً ومادياً بتقديم الهداية والألعاب استطاع ابنها الخروج من حالة الانعزال التي كان يعاني منها, معربةً عن شكرها البالغ لبرامج الدعم النفسي التي قدمتها المؤسسات الأهلية وخاصة وكالة الغوث.
أما الطفل مصطفى عبد ربه (12عاماً) من حي الزيتون فلم يستطع أن يتجاوز أزمته بعد الحرب حتى الآن فهو يعاني من سلوك عدواني حاد خاصة مع أصدقائه في المدرسة, وأكدت والدته أنه لم يستطع تجاوز هذه الأزمة من خلال جلسات العلاج التي قدمتها المؤسسات التابعة لمنطقتهم.
وأفادت بأنه تراجع بشكل كبير في دراسته ولم يعد نشيط كما كان في السابق ولا تعرف حتى الآن ماذا تفعل, مشيرةً إلى أن طفلها يستيقظ من النوم في منتصف الليل ويجلس طويلاً يصرخ ويقول:"صاروخ يا ماما بدو يفجر بيتنا".
وأكدت أنه يُخيل له كلما يسمع صوت طائرات في الجو أنه سيتم قصف منزلنا يقوم بوضع يداه على أذنيه ويرقد على الأرض ويصرخ بأعلى صوته.
|
|
|
|