رد: موضوع للنقاش (( استهداف المسيحيين من الذي يقف خلفه ؟!))
الاستاذةالفاضلة هدى .. كما أنت دومًا مهتمة ومهمومة بهذه الأمة وهمومها .. وقد كنتُ بحمد الله أول من أثار الموضوع بالمنتدى من خلال مشاركة سريعة بعنوان حادث كنيسة الإسكندرية .. نقلة نوعية شديدة الخطورة على الأمة كلها ..
وقصدت بالطبع طريقة التفجير على طريقة الاستشهاد وهو ليس كذلك ومفجر نفسه في الحادث مجرم وآثم بكل المقاييس ولا يتبنى عمله أي ملتزم بالدين الإسلامي فضلا عن علمائنا وسادتنا .. وبداية أؤكد أن أهل الزمة والمعاهدين من غير المسلمين لهم حقوق كفلها الإسلام وأكد عليها القرءان وأثبتتها السنة قولا وفعلا ولنا في سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته من بعده خير الأسوة وكلنا يعلم تصرف الرسول مع جاره اليهودي وكان سيدنا عمر يمر في السوق فوجد يهوديًا يتسول فاخذه وأعطاه من بيت مال المسلمين وأمر له براتب شهري كمعاش ولما سُئل في ذلك قال أنأكله لحمًا ونلقيه عظمًا ؟! لقد كان اليهودي يطحن للناس مسلمين وغير .. وهذا ابن عمر رضي الله عنه وعن أبيه يقول لخادمه وهو يذبح إبدأ بجارنا اليهودي ويكرر حتى يقول الغلام لقد أزعجتنا بجارك اليهودي هذا فيقول بن عمر في شديد حلم وأناة على خادمه لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ! هذا هو الإسلام الذي يلصقون به كل قبيح من الأفعال في زمن هان فيه على أهله فهانوا ..! ولا شك أن النصارى اقرب لنا من اليهود الذين نسوق فيهم الامثال في حسن المعاملة مع غير المسلمين وهذا بنص القرءان .. بسم الله الرحمَن الرحيم : لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود ..الآية--- ولتجدن أقربهم مودة الذين قالوا إنا نصارى .. الآية ..والآية واضحة في عداوة اليهود التي تطل بوجهها القبيح في كل زمان ومكان وإن كنت لست من مؤيدي نظرية المؤامرة التي نضعها كثيرًا كشماعة لتقصيرنا وغبائنا أحياتًا ..! ولكن اليوم أبحث عن مستفيد من هذا العمل فلا أجد غير أعداء هذه الأمة وهذا الدين بعد الوقيعة بين السنة والشيعة بدأوا بوضع النصارى على أجندة الجهاد الإسلامي وهنا تكمن العبقرية والخطورة في آن .. ففى الوقت الذي يتمنى كل مسلم غيور على دينه يطلب الجهاد والاستشهاد على باب الأقصى الحبيب ولا يجد لذلك سبيلا في ظل رؤية من بيدهم الأمر سوف يجد هؤلاء من يغرر بهم ويدفعهم للجهاد المتاح ضد النصارى وتقع الكارثة بحروب أهلية يمنون النفس بها ولن تحدث بإذن الله فمصر في رباط إلى يوم الدين وقد لا يعلم الكثيرون ممن يقرأون حديث رسولنا الكريم في التوصية بأهل مصر أنه كان يقصد أقباط مصر النصارى في ذلك الحين فلم يكن الإسلام قد دخل مصر بعد ..قيقول صلى الله عليه وسلم إن الله سيفتح عليكم بلدًا يذكر فيها القيراط (يقصد مصر )-فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم زمة ونسبًا .. لأمنا هاجر أم إسماعيل جد الرسول ولماريا القبطية أمنا التي أسلمت على يدي الرسول وأنجبت له إبراهيم ..
والإسلام يفرق بين الولاء والبراء وبين البر والقسط لغير المسلمبن فالبر يشمل كل المعاملات من إحسان وحسن جوار ووفاء بالعهود وتزاور وتهاني في المناسبات وتعازي وغيرها من صور البر والإحسان للناس على السواء .. أما الولاء لدين الله وأهله والبراء من الشرك وأهله فهذا عمل القلب وهذا الكون كون الله لو اراد ان يكون للموحدين فقط لكان ولكن الله خلقهم وجعل لهم حقوقًا ورزقهم وأسبغ عليهم من نعمه ظاهرة وباطنة لعلهم يشكرون ويهتدون ولله المثل الأعلى لنتعلم أن أخلاق المسلم وسلوكه القويم أكبر داعي لغيره للدخول في هذا الدين ..
الموضوع كبير وذو شجون والكلام فيه يطول ولكني أكتفي في انتظار مشاركات الجميع ويدا بيد من أجل إظهار عظمة هذا الدين وعذرًا إن لم أركز كغيري على فكرة المؤامرة مع اقتناعي التام بها فأنا وقتنع اكثر ان العيب فينا ولو اصلحنا شأننا وعدنا لشرع ربنا ما استطاعت كلاب الأرض أن تنبح علينا فضلاً عن عضنا ..
وملحوظة أخيرة فقط تعليقًا على كلام الأستاذ الفاضل الكبير أ.نبيل نقلاً عن الزعيم الراحل عبد الناصر من أن المسيحي الذي يسكن أرضنا أقرب من المسلم في باكستان ..
أقول لسيادتك وهو رأيي ولا يلزم احد ان انتماءنا الاول للإسلم ثم للعروبة وللعربية لأنها لغة القرءان والمسيحي وغيره في أرضنا مكرم وقريب في السكن وفي المحن ..
تقبل تحياتي وتقديري والله أسأل أن يوفقنا للخير والصلاح ..
|