رد: الأديبة خولة الراشد في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين عرعار
ما موقع الحب في كتاباتك ؟ وهل أنت من مؤيدي الإثارة في القصص و الروايات ؟
كانت نسمات الشتاء اللذيذة تطل من شفق سؤالك ، أخذت خيوط الفجر تتسلل من وراء الأفق الفضي معلنة قدوم الصبح ونهار جديد ،كنت أحاول الترفيه عن نفسي، تحسست المكان وأطلقت ساقي للريح مخترقة جموع الثلوج ، كنت أهيم وفي رأسي الكثير من الخيالات ،أردت أن أطفئ لهيب حروفي التي تبحث عن فكرك.... عن ألوان لا أستطيع أن أميزها !!
وإني والله يا – رشيد - أكتب كلمتين وأحذف واحدة ،فمنذ أن أُغلق المنتدى بشكل مؤقت كانت الرؤيا غير واضحة لي ، وإني ألاحق إجابتي لأقذف بها إلى الحوار، وهل الكلمات تُقذف، والله إني لأخاف أن تُجرح كلماتي فتتكسر حروفي ، لذا قررت أن أحضنها وأتمهل ،فرقصت معها بجوار شجرة الزيتون ، وداعبت شعري بحروف أكتبها، و دون أن أتحرك حلّقت في زوايا الحياة، كان هنالك سكون و أثير يجتاح إجابتي و يخترق أروقة نغمات سؤالك
وإني أرى لهفتك يا- رشيد- تلاعب عينيك وأنت تبحث عن الجواب ،لا تقاطعني ولا تسافر بفكرك، أراك تهز رأسك بالموافقة لكنك تتأفف بعصبية تريد أن تقرأني وتفر إلى – عشك -!
فكرت بإلحاح ...اختلطت مفاهيم بداخلي وكأني أسبح بأعماقي، احترت هل الكلمات هي التي تكتبني أم أنا من يمسك بالحروف !، فتركت الإجابة لك، إن الكتابة جزء من حياتي بل هي طبقي اللذيذ هي الكلمة الحرة الراقية وإن للكتابة جمال سامي بديع
وإن الحب في حياتي لا يولد فجأة ولكنه يأتي مع الأيام فينمو...وإن قلمي لينمو ببطء واعتياد وألفة، وبجذور ثابتة .. و لا يمكن لأحد أن يقتلع كلماتي حتى لو تعرضت إلى هزات طارئة أو عاصفة هاوية ، ولن يكسر أحد ما غصونها أنا من سيزرع كلماتي وإن أوراقي الكثيفة لحظة الشروق تحلق مع الطيور وتعود في الغروب،ولا أعلم لما العاصفة والقطار يجولان من بين كلماتي ! قد تلحظ ذلك يا - رشيد -،قد يكون بسبب الخيال الذي بات جزء من واقعي ،والله إنه لشيء خطير فإني أخاف على كلماتي أن تتساقط من شجرة الزيتون
فانطلقت في حافلة كلماتي من بين الزحام وانتابتني موجة عصبية وخرجت مني سلسلة من الضحكات السريعة ، فجأة توقفت عند مطعم فاخر مليء بالأدباء فاستفاقت نفسي وأنا أشاهد هؤلاء الأدباء والأديبات، شعرت بقلبي ينبض مع قلوبهم ورأيت في عيونهم جوعا للحروف، فأرسلت خيال أعماقي من بينهم وكأني أريد الجلوس معهم ،كنت أتخيل أشياء كثيرة حتى وقع نظري على أوراق قد كتبتها منذ زمن، فأخرجت منديل من حقيبة يدي ومسحت بها عرقي المتصبب، ومن بعد أن غسلت يدي في زاوية تنهمر منها الكلمات وتعطرت ،ابتسمت ابتسامة موسيقية ترقص عليها الحروف في لحظة انقباض قلبي، وهزتني ريح من الحب، وسرعان ما غادرت ذلك المطعم ، حتى رحت أختلس نظراتي إلى حافلة كلماتي كانت ضحكتي لها لحن جميل ترنمت بها إلى درجة أني شعرت أني أرحل إلى مكان بعيد مزروع في دمي، فتخيلت نفسي أني أكتب قصة بتألق وبهاء، فابتسمت ابتسامة لونت أحلامي، كان جوابي سراب من الأوهام ،لم أفهم يا- رشيد - ما الذي يصيبني ،فسحبت أدرج مكتبتي إلى الوراء فتوّجت نفسي بالحياء وحملت ريشة ألون مرسمي ،وتناولت أوراقي وبهدوء ودون أن تشعر اخترقت نهر الأدباء والأديبات الصافي فرأيتهم يحملون أقلامهم ويتمايلون بحروفهم الراقية، وقلبهم يخفق بنبض الكلمات، وكنت أنت تحمل قلمك من بينهم و تعيش قصة حبك مع حليمتك..وغادتك .. في- عشّك -ومع الطبيعة والكلمات ،وأنا أجري بتمايل من وراء الأدباء لأمطر عليهم كلماتي، وأردد عليك السلام بصوت أقرب إلى الهمس فانطلقت لأبلغ هدفي وما كاد بصري أن يستقر على حروف سؤالك
إلا و وجدت نفسي أتسائل هل الحب يكتب الكلمات.. أم القلم يكتب الحروف ! ، هنا أيها - القاص والمعلم -أقف من أمامك وأبتسم لك ابتسامة راجفة خفية أعاتب بها كلماتي عندما تعاندني ، ألم تقف الكلمات من أمامك يوما يا - رشيد -أراك تقول صدقت.... إنه لشيء طبيعي
، لا أعلم لقد حرت بأمري حتى هالني شيء من الصمت الذي بات يسكن وحشة المكان فنظرت من نافذة كلماتي المستديرة ورأيت الأمواج تأخذ كلماتي إلى ألوان الغروب وإلى السماء وهي ترحل شيئا ..فشيئا إلى العتمة ... فأقبل الليل والبحر وهطلت الأمطار، و في أقل من ثانية عانق الليل أوراقي واختبأت في كوخ قد أهداه لي صياد مبحر أسير، ولما تكاثرت الأمطار أسرعت بكلماتي واحتضنت أوراقي وجلست من أمام المدفأة ، حتى جفت صفحاتي وأعدت كتابة حروفها ، و من خلال النافذة الصغيرة أخذت أترقب توقف الأمطار ، فقررت أن أبات يومها هنالك كنت أرتدي فستاني النيلي الفاخر الذي كان يضيء أفاق الكوخ ، وما زلت غارقة في أحلامي فتسللت إلى الشاطئ من بعد أن أغلقت الكوخ
أراك تمرر بيديك على جبينيك وتمسح ما في ذهنك من أفكار حاملا قلمك الأحمر وتعدل بإصبعك الشاهد نظارتك لتدقق في إجابتي وحروفي أيها المعلم ...مهلك ..مهلك .. على تلميذة تلبس رداء تاج من الرقي ...مهلك ..لا...لا .. تمل و تفكر بالفرار .....
وعند الشروق وقفت على ظهر السفينة وأنا ألوَّح لحروفي فبدت كلماتي كسفينة ترحل بشراعها، والرياح تتجه بها إلى جهات متباعدة
وإني لأبصم أن الحب له دور فعال في كتاباتي منذ أن كنت في السادسة عشر من عمري إلى يومي هذا ، كنت أكتب بعض الخواطر وكان لا بد لي أن أكتب الحرف الأنثوي الذي يعيش مع عالمي الخيالي الراقي ، ومن الطبيعي أن أقع في قصة حب مع الكلمات ، وإن أي كاتب لا بد له أن يعشق حرفه بأسلوبه ، ولكني أرقص مع حروفي وأعانقها حتى تخرج من أعماقي وإني لأعترف أن كلماتي ليست ككل الكلمات ...كلمات باتت تسكن في خاطري ، كلمات ترقص مع قصائدي ومع الحروف على ألحان شاعري وفي تلك الليلة عانقنني قلمي وخفق فؤادي وصب حنيني في أعماقي له ...
حينها يا- رشيد- خفقت عاصفتي لكل عين تقرأني وتدعي لي بالتوفيق
. فكان عنوانها...- عاصفة من الكلمات-
حب الكلمات
- كلماتي..كلماتي... في خاطري لكِ ابتسامة الأمجاد ..
- سأقتحمكِ برغبتي ...
-.وأُزْهر بكِ عُمري وهَواي و فؤادي و صِباي...
-وأَتطلُّع إليكِ بروحٍ ورعْشةٍ وخيال ..
-إني أَنْتفِض لبركانكِ المَغْرورْ ..وأذوبُ لعناقِ حروفكِ في الظلام
-أنتِ زاهيَة مُشِعَّة نَضِرَة بأحاديثكِ وحركاتكِ وتراتيلكِ..
-ويْحكِ ..ويْحكِ.. من كلمات
-وحروفكِ تَفضح شوقي و سِرُّ حبِّي لكِ..
-وأنت خفايا ذكرياتي وشُجوني وشَقائي وعشقي وفرحتي ..
-وأنتِ مِحْبَرة أوراقي و غصوني ..وماضي صِباي حروفكِ الناعسات
،إذا الكلمة هي موطن الكاتب وهي تسكن في أعماق أعماقي ولكن لكل كاتب أسلوب مع حروفه أسلوب يهيمن على أحاسيسه التي تنمي موهبته حتى يبدع ويدمن على حب الكتابة
وإن حب العطاء والشوق خلق لي نوع عمل أدبي مختلف ألا وهو
إهداء الكلمات لأبي –علمني-
-حبي لوالدي -
-علمني الفكر وسَهد الليالي
-علمني حديث الخيال ولهفة العشق
-علمني سِرّ غامض في واحات الوَلع
قال لي:
هكذا يا حلوتي يحيا القلب
-سرد عليْ أجمل القصص
-أمسك بيدي لنَخُط معا سطور ترتعش
-أيْ نوعِ من العلم يُلقن.. هل يفسر لي حلم..؟
وكانت هديتي -لنور الأدب- –كم أهواك يا زهرة الكتاب-
وإن هذا لقليل على منتدى قد وهبني الثقة فبت من سكانه وأضحى دار لكلماتي وروايتي الأولى
-حب الأقلام والأدباء والكتاب في نور الأدب-
-كم أهواكِ يا زهرة الكتاب يا أدب الشعراء، تُسحرني أوراقك وتُذيب خيالي فتنتثر منّي الكلمات وأرسم لكم خطوط تفوح بالحب وجمال الكلام..
- وأهدي روضتي ونور الأدباء أنامل أزرع فيها المجد وحسن الألفاظ والقصص والروايات..
- ومن الشرفة يُطلّ الأدباء على الصفحات ليزخرفوا كل لفظ، وفكر، وخيال ،وإبداع
- ويتجلَّى نوركِ بالحب وتتكلمين بأجمل الكلمات والألفاظ.. وببعض اللغات فتترجمين التعبير وبعض الأعمال من بين الكتب والأشعار
- كمْ أعشق نوركِ وأحب كبرياءكِ يا داري.. عندما تَعْتَزِّين ببلاد القدس والأعراب، ويسحرني إطاركِ الخلاَّب فأبحث فيه عن ذاتي
- نور الأدب ..والعشاق.. يموجُ الكتَّاب والقرَّاء فيك ثقة يحتضنها كبار الأدباء وتهتزُّ أرضكِ بكلمات تكشف عن المعاني والأسرار
- نور الأدب.. أنتِ الحبّ ..أنتِ كل النساء ..وشغف الرجال.. ولهفة القرّاء
إذا كلماتي وأحاسيسي هي التي تحرك مشاعري، وإني أرحمك يا قلمي عندما تعاندك الحروف وتحد من خيالها ،وإني لأقف أمامك وأمام كل كاتب تعانده الحروف وتبكي كلماته ،وإن خيالي لا يستطيع أن يلحق فكري ويستولي على نبضات حروفه لا أعرف ما الحل وإن ذلك ليس فقط مع كلماتي بل يبدو في عيني النجلاوين عندما تقرأ صفحات الكتاب عندما يتوقف فكري ولا يتزحزح من مكانه ،هنا أبكيك يا حروفي وتدمع عيني لكتابي ،فهل من مخرج إن كنت تعلم فيجب أن تفهم، وإن قلمي يسألني عن العشق.. وإن كتبي تصرخ من بين مكتبتي لأقرأها ،قلمي تتدفق وتمايل بكلماتي الأنثوية وإني لأمح ووجوه من الناس تكاد ترهف حواسها وتتقلب نظرات الحروف العاشقة من حولي
وإن حب الكتابة هو حب أسلوب اللغة والمعاني والبيان والبديع والموهبة وما الكاتب سوى سفينة
فإن كان شاعر أحب قافيته ووضع لها أساس يبني عليها قصيدته لتتماسك
بينما إن كان قاص يحلق إلى سماء قصته فيتنقل ويسافر بفكره من مكانه إلى مكان وأنا دوما أسافر وأحلق مع القصص والخواطر بإسهاب
وإن اعتزازي ب عروبتي له أثر على صلابة كلماتي على فأشعر أني أريد لكلماتي أن تكون أقوى من الحجارة وأقوى من الأكاذيب والنفاق فيسيل قلمي تدفقا وغيرة على وطني ويبكي بدمعة حمراء الظلم والاستبداد عن حرمان طعم الهناء والأمان وإن وطني كل الأوطان وحدود بلادي من الحرمين الشريفين إلى بيت المقدس إلى كل بيت ومسجد إن حدودي لا خط له، فقلبي ينطلق إلى كل قلب يفتح لي حضنه بكلمات راقية سامية ،
حروفي تعزف أنين كلماتي
- حب الوطن-
حروفي تعزف أنين كلماتي
_____________
تبحث حروفي عن مسكن يأويها من طعنات صفحات جارحة
تبحث عن سيف يقضي على الحياة طريدا من ضعف الهزيمة
وأرسم بريشة فنان محارب ابتسامة تفيض دموعا
والأجداث تتساءل في ثنايا روحها صميم العذاب
والكل يهمس من نكون حتى نبكي دموعا...، متاهات تؤجج شعلة العالم
وعلى موج البحر أخط كتاباتي لتمتد على شاطئ الحرية
رسومات أكتبها على رمال الكون الحزين على العروبة المعذبة
وبقيت أنادي قلبي الدامي عن كل حرف أكتبه طائر بين الجداول والغدير
التقط أنفاسك ,فأنا ما زلت باقية على حبك ألحن لك أنين صوتي الشجي
أسأل قلبك أن يشكو لي ضارعا من مآسي هذا الزمان عن حب صامت
تكلم وأطفئ اللهيب الذي يذيب أحزاني , وسأغني لك يا قلبي بحروفي الباكية
ووحدتي لن تنسيني ذكراك..فأنت حب عمرته بكلماتي الشامخة ...
وعانقته في وحدتي القاتلة, يا ملاكي الطائر , ياوطني الدامي
ما الفضاء إلا مشاعر ترف على بلاد مستحلة
وطني ليس واحدا ,وطني يعيشه الملاين من الرضع والأطفال
وإنما الحرف هو مرآة يعكس كلماتي الأنثوية و خيالي وأحلامي وإسهابي فأعيش مع الطبيعة وأجري من بين الأنهار والليل والنهار وكتاباتي تتنقل بسفينة تحملها إلى عالم آخر قد تحلق بخياله معه وقد ترحل إلى بلاد لتبحث عن الكلمة الحرة الصادقة فأنوثتي لا تتحمل أن تُخدش، لذا تجدها أحيانا كالطيور المهاجرة يبحث عنها القارئ فلا يستطيع الإمساك بها واصطيادها
وإن حبي لكتابة الرواية هو حبي لإبراز الثقافة وهجر الجهل والذي يقلل من هيبة المجتمعات العربية فأنا أعيش في وطن عربي ومن الواجب علي أن أعصر فكري لأخرج منه سلبيات وإيجابيات المجتمع بهذا تجد حبي للرواية يكمن في أعماقي – دموع الخريف -
أما بالنسبة للشعر فأحبه ولكن لا أنظم حروفه
وإن للنقد لي محاولات معه ولكن لم أستطيع الوصول إليه فقد جذبتني الكثير من المقالات و قراءة كتب النقد لكن لم أستطيع أن أسمع تعكس في أعماقي صدى صوتها فهي تحتاج لدقة وواقع وأنا دوما محلقة فالمقالات الساخرة تعجبني ربما لأنها تصرخ بطريقة غير مباشرة ولا أعرف لما أشعر أنها أعمق من المقالات الأدبية الأخرى
وإن للبلاغة أثر على سيطرة الكتابة وعشوائية الكلمة والإسهاب
وإن حب الحرف للحرف والكلمة للكلمة له فن في عالم الأدب
كيف لا وهي التي تحرك حروفي وهي أوراقي الجامعية التي هيمنت على أسلوبي في الكتابة
وإن ذلك كله يعيش في أعماق فكري القارئ فأنا لا أشبع من القراءة وعشقي لها جعلني أخطو نحو الكتابة
....................................
لم أكتب قط إلا عن الدراما الاجتماعية والقصص العاطفية ، وعن المشاكل التي تسيطر عليها العنصرية... وقد تلحظ هذا في كتاباتي ذلك..
وأنا لا أستمتع إلا في قراءة الدراما الاجتماعية لأنها تعيش في بيت كل انسان عربي
وإني أحب الفنون المسرحية.. والموسيقية ...والأدبية ...بشكل سامي راقي
وإني لأبصم أن القراءة هي التي تحرك قلم كل كاتب ،وأنا لا أقرأ هذا النوع .. بالتالي قلمي السامي لا يكتبه ولا يحبه لا يكتب هذا النوع الرديء من ،وكيف لكلماتي تتجرد من أنوثتها الراقية
إذا بالنسبة لي.... لست من مؤيدين الإثارة في القصة ..أو الرواية !!!!!!!!!!!!!!!
.....................................................
أرجو أن أكون قد كفيت وأوفيت وأصبت
خولة الراشد
|