رد: رسائل القلوب
قالها عثمان لعمر رضي الله عنهما : _لقد أتعبت من يأتي بعدك_ ها أنا أستجير بمعالي المعاني حين يعجز بياني .. وينعقد من خجلٍ لساني .. ويحار فيك قلمي وبناني .. إن كان التواضع من شيم الكبار الكبار .. فالعفو من شيم الكرام .. وأنت كريم أيا عبد الكريم .. فأقل عثرتي فيك وقد جئتك ببضاعة مزجاة .. وقد أوفيتَ الكيلَ كرمًا وتفضلاً .. فتصدق عليّ أيها الكريم أخو الكريم ابن الكرام النشامى.. كما فعل الصديق الكريم ابن الكريم ابن الكريم .. وقد قال الملك ( طلعت) آتوني به أستخلصه لنفسي ..وما قلت اجعلني على خزائن النثر ..إني حفيظٌ عليم ..ولكنه يعلم أنك حفيظ عليم رقيق راقي وكيف لا وأنت أحد منابع النثر الثرة .. والشاعر الشاعر .. أيها القريب إلى نفسي وقلبي .. البعيد حين أمد يدي لقطف ثمار نخيلك العالي المعاني .. فلا يسعني إلا هز الجزع ليسقط علي شعرًا جنيًا .. أنت عندي سماء لا تطال إنما أستظل بها وأسرح فيها واسبح .. أنتظر مطرها كما تنتظر الأرض المطر لتهتز وتربى وتؤتي من كل بيتٍ بديع .. سألتك يومًا .. أي مداد لقلمك .. أي قارورة عطر تنسكب حين تزيح عن قلبك الغطاء وتتركه ينساب .. أي نجوم تتلألأ حين تختال سماء صفحتك وتزهو .. أي قمر يطل بلا دبيب ولا صخب ناشرًا نوره وسحره في نفوس الساهرين والعاشقين ..
أخي وحبيبي .. أخذني في البدأ شعرك المميز فقلت أنك نغمة غير مكررة ولا مقلدة لأحد .. ثم أخذ قلبي إليك جميل طبعك وهدوءك وشديد احترامك لنفسك في تواضع جم .. ثم الشبه بيني وبينك في الشكل إلى حد ما وفي الطبع الذي أرجوه بصحبتك ..
أعلم أنك ورطتني بالرد على رائع كلماتك وجميل تشبيهاتك وبالغ مبالغاتك .. ولكن ما كان لي ألا أرد على من أكرمني بعطاءه ولو بالشكر وهو قليل ولكن ماذا يملك الزرع للمطر إذا سقاه .. والليل للقمر إذا أضاء سماه .. لا شيء غير الشكر والامتنان لك .. وتمنياتي بدوام التوفيق .. وللجميع بدوام المودة والحب في الله ..إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
|