عرض مشاركة واحدة
قديم 17 / 01 / 2011, 57 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رحلة الذات وعلاقتها بالعالم

رحلة الذات الشاعرة وعلاقتها بالعالم
قراءة في ديوان مدثر الخياط


إذا كانت الرحلة المعرفية هي غاية الشاعر وقصد القصيد عنده, فإن التجربة الشعرية للشاعر هي غاية الإبحار الذي يعد صراعا تحاول من خلاله ألذات الشاعر الوصول إلى العمق, حيث توجد رؤية الجماعة الإنسانية في أسرار اللغة العامية ولهجاتها المختلفة وسقفها الدلالي المحيط بالشاعر , لذلك كان خروج الشاعر بقصيدته من هذه الرحلة هو غنيمة الإياب
هذه الغنيمة تعد مؤشرا يمكن من خلال تأمله معرفة سمات السياق الثقافي والفكري للشاعر, وهذا السياق هو مساحة ذات صلة وثيقة بالسياق الثقافي للتجربة الإنسانية كلها والبيئة المحيطة بالشاعر والذي يحمل الجينات الثقافية المتصلة أيضا بسياق الثقافة الإنسانية على المستويين التاريخي والآني
إن هذا المدخل يساعدنا كثيرا على قراءة الكثير من النماذج الشعرية للشاعر مدثر الخياط في ديوانه " ليلة الزفاف" قراءة هذه النماذج بوصفها رحلة أبداعية تسعى إلى إنجاز القصيدة العامية من خلال مشروع شعري له سماته الخاصة به , وإذا كانت القصيدة في هذا الديوان تمثل تشكيلا جماليا مقصودا فإن هذا لا يعنى أنها غاية في ذاتها فقط , غاية منبتة الصلة أو مقطوعة عن الرصيد الثقافي للذات المبدعة والعالم المحيط بأبعاده المعرفية والجمالية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية أيضا وبالتالي فإننا لا نستطيع التسليم هنا وفى هذا الديوان بمفهوم اللغة الغائية في تفسير الإبداع ولا الفن للفن ولا النظرة النقدية الجمالية للنصوص المتراكمة فيه , وذلك على اعتبار أن العمل الإبداعي شكلا جماليا غايته ذاته, وهذا مالا يتوفر في هذا الديوان ,لأن الفن بشكل عام أفق يمتد ليحتضن الفرد والمجتمع والإنسانية ويقدم عالما تأمليا وتداوليا يشارك في تأسيس المنظومة الثقافية للمجتمع بكل ما فيها من نوازع واتجاهات وأخلاقيات ورؤى , وهذا ما نلاحظه في هذا الديوان
ولذلك فإن الرؤية النقدية وحسب هذا الفهم لطبيعة الفن ستنظر إلى قصائد مدثر الخياط في هذا الديوان بوصفها مغامرة تخوضها الذات الشاعرة ساعية إلى إدراك نفسها المبدعة التي حين تخرج إلى الفعل الإبداعي تقوم بعملية ترجمة تحاول فيها الإبانة عن الإنسان ذلك الكائن الذي يعيش رحلة حياته ساعيا إلى إنجاز ذاته واكتشافها في الوقت نفسه , وهنا يصبح التشكيل الجمالي للقصيدة معادلا موضوعيا وتشكيليا لرحلة الإنسان في الكون, وكما ترحل الذات الشاعرة في العالم الداخلي والخارجي في سعى غايته إدراك حقيقة الأشياء يرحل العالم أيضا في حركة تقابلية في الذات الشاعرة
وهنا أيضا يصبح التشكيل الجمالي والدلالي للقصيدة هو ناتج الحركة الجدلية بين مفردات العالم ورؤى الذات الشاعرة عند مدثر الخياط وهذا الديوان محصلة هذه العلاقة الجدلية بين ذات الشاعر وبين الواقع الذي يحيط به
, وهنا يلح علينا سؤال مشروع وهام
ماذا وجد مدثر فيمن حوله؟ وماذا وجد في سيره في دروب هذا الواقع الذي يحيط به؟ وماذا وجد في علاقته بالآخر؟ والإجابة عن هذا السؤال تكمن في قلب النصوص الشعرية التي تقع بين دفتي هذا الديوان
لقد وجد مدثر الإنسان المتعب الملقى في العراء في زوايا العالم فتحول إلى إنسان مغاير يوسم بالسرقة والنصب والمحسوبية والرشوة وغير ذلك من ذوى الذمم الخربة, وهو في رحلته الشعرية التقط هذه النماذج ونحت من خلالها القصيدة بتشكيلاتها الجمالية وإسقاطاتها الدلالية ففي قصيدة " الحرامى" يقول الشاعر
"اسمعها نصيحة يا صاحبى / وخليك معاى بجد بجد/ اهبش / فرفش/ مشِّى أمورك / سلِّك نفسك/ / أوعى مره تخاف من حد/ تبقى أمير / وابن أمير/ ويقولوا عن جدك/ كان باشا كبير/ تدخل بنك / من ورا بنك/ تطلع شايل بالملايين/ تعمل شركة/ بأهل البركه / فيها بنات زى القشطة/ كام إعلان فى التلفزيون /على كام إعلان فى الجرانيين/تسرق تحويشة العمر/ تسرق عرق المساكين"إنه رصد ساخر لمجتمع فاسد وآليات سياسية واقتصادية نفعية منذ عصر الانفتاح حتى ألان , والشاعر هنا يختزل من خلال رحلته الشعرية حقبة زمنية لا زلنا نعانى آثارها حتى ألآن حولت النماذج الإنسانية إلى شخوص ترقص فى السيرك والمتفرجون يتمنون لو كانوا هم الراقصين
وفى مثل هذه القصائد نكتشف إن الذات الشاعرة مسكونة بهذا الوطن وهى تسعى لإخراج هذا العالم بما فيه من خراب وانهيار يوشك أن يميد به لتوقظ فينا الماء الآسن وتضعنا على نفس وجدان الشاعر وهذه مهمة الفن الأولى والأعلى وفى قصيدة " الوساطة" تمتد رحلة الشاعر الشعرية إلى رصد آخر لمساوئ هذا العالم ليضعنا في كادر شعري جديد يعرى من خلاله فساد المسئولين ويكشف ضياع تكافؤ الفرص وغياب قيم العدل والحق والخير والجمال عن هذا المجتمع حيث يقول"غصب عنى يا امى / لو شفت المنظر قدامِك/ لازم يبكى / لما دخلنا للمسئولين / كنا اتنين / واحد فينا شرب القهوة / وفورا صدر التعيين/ أما أنا فقالوا لى الصبر / ما انا صابر بقالى سنين"
وفى قصيدة " الديك" ينحت لنا نصا شعريا نحتا جميلا كأنه يضع صورتين متقابلتين ليظهر الجمال في مواجهة القبح حيث يقول
" الديك دا حويط / عايش بالفتنة والتسليط /اتحكم فى الديك الاحمر/ واتربع وحديه فى البيت / الديك عفريت / تطلب يديك /لكنه عينه تبقى عليك / لازم يتحكم فيك / وتقلوا شبيك لبيك"
هذا ومثله الكثير ما وجده مدثر الخياط في سياحته الشعرية التي وضع خلاصتها في هذا الديوان ,فقد رأى في استقباله الايجابي لمفردات بيئته وعالمه قيمة شعرية تجعلنا حين نقرا شعره نرى أفق الحياة حافلا بالحياة والطبيعة والكون وكل الأسرار التي تبحث عنها الذات الشاعرة والتي حين تزداد وعيا وانفتاحا على هذه المفردات تصبح مسكونة بالوطن من الداخل ومفرداته المختلفة وترمى عينها إلى الخارج لترصد أيضا الآخر الذي يتربص بهذا الوطن ويهدده ويضع هذا الرصد في نصوص شعرية باذخة ممن مثل قصيدة "سيئة السمعة" فهو في هذه القصيدة يخلط بين الأنثى السيئة والتي مقومات الفجر والعهر وفق معطيات ثقافة الشاعر الداخلية وبين إسرائيل رمز القبح والفجر الدولي وفق رؤية الشاعر الخارجية حيث يقول
"يا ام لسان طويل / عقربة /وسيرة زفرة منتنه/ لحد امتى ها تفضلى / سياقه العوج والافترا /ولحد امتى هاتفضلى / قاعده ما بينا /كا لبلا /ملعونه يا بنت الحرام / من يوم ما جيتى فى وسطنا / لا ليكى عهد / ولا امان /فيك الخيانة / ما اصله / لولا الكلاب / اللى وراكى / ما كنتى تسوى خردله"
هكذا تصبح رحلة مدثر الخياط الشعرية في هذا الديوان سياحة رصد شعري للذات الشاعرة والعالم وتفجيرا لطاقات القصيدة الشعرية المحملة بالحزن تارة والبحث عن الذات تارة وتعرية مثالب هذا الواقع العفن تارة أخرى وحمولة بحمولات جمالية وتشكيلة للنص ربما أهمها استخدام اللغة المحايدة التي لا تنحاز إلى لهجة معينة من لهجات العامية ومثل هذه اللغة الرشيقة يمكنها أن تنفتح على فضاءات اللهجات المختلفة وهى اقرب إلى الفصحى في سعى من الشاعر إلى تفصيح القصيدة العامية فلت تعد القصيدة العامية الآن تعتمد على النطق اللهجي وإنما تحولت من كونها فن قولي شفاهي إلى شعري كتابي يمتلك كل خصائص القصيدة الشعرية وجمالياتها وهذا الإيقاع الهادئ الجميل للنصوص الشعرية الزى يطرب العين والأذن أيضا فضلا عن توظيفه للسخرية وقرب معانية من ألفاظه بما يحقق للقصيدة عنده مشروعيتها الشعرية والجمالية



نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس