عرض مشاركة واحدة
قديم 17 / 01 / 2011, 53 : 08 PM   رقم المشاركة : [1]
ماجد وشاحي
كاتب نور أدبي مشارك
 





ماجد وشاحي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

اليمامة المشردة

في روضةٍ عند الأصيلِ يمامةٌ = وقفت تنوحُ على علٍ مياسِ

فسألتها يا ذي الجميلة ما جرى = ولِم البكا يا متعة الجُلاس

فالنوحُ – ما تدرينَ- شؤمٌ خالِصٌ = ودموعك ابتلت بها قرطاسي

مسحت مدامعها بذيلِ ردائها = والوجه ينبئ بالأسى والباس

قالت بصوتٍ خافتٍ ومُحشرَجٍ = لم يُبكني إلا الشديدُ القاسي

فأثارني حبُ الفضولِ وشجوها = ودموعها مع حرّة الأنفاسِ

فأخذتُ أسأل عن حقيقةِ أمرِها = فلعلني مما تنوحُ أواسي

ردتْ - وغصتْ بالدموع- فإنني = ما قد علمتَ رقيقةُ الإحساس

قد عشتُ أصدحُ بالرياضِ وديدني = بين الغصونِ وفوق طل الآس

الحبُ ديني والغناء معيشتي = والسلمُ أنشره لكل الناسِ

لكن بقائي بالسعادةِ لم يدُمْ = إذ جرعتني السودُ مرَّ الكاسِ

هذي الرياضَ جميعها كانت لنا = واحتلها الغربانُ بالإغلاسِ

قتلوا الكثيرَ وشردونا عنوةً = ومع التشردِ لوعة الإفلاسِ

والآن آتيها بكلِ تيقظٍ = حذِراً أراقبُ غفلةَ الحراسِ

هذا الذي صدع الفؤاد وغمهُ = فجراح قلبي ما لها من آسِ

كيف المعيشةُ في الشتاتِ تطيبُ لي = والروضُ أصبح موطن الأنجاسِ!!

باللهِ قل لي يا ابن آدم ناصحاً = كيف الخلاصُ من العدا في الناسِ؟؟

فالله كرمكم بعقلٍ نيرٍ = ولكم مِراسُ في الحِجا والباسِ

لم أدرِ كيف أجيبها وكأنني = من قولها كُبِّلتُ بالأمراسِ

فسألتها ألكم زعيمٌ ناصِحٌ = قالت : نعم بالذلِ والإبلاسِ

ما زال يهذي بالسلام مردداً = الحرب والتقتيل شر لباسِ

وسألتُ عن قاضي الطيورِ فأنبئتْ = كالهرتينِ وقسمةُ النسناسِ

قلتُ اسمعي فنصيحتي مِن واقعٍ = عايشتهُ وخبرتهُ في الناسِ

ما عاد حقٌ في الدُنا لِمفرِّطٍ = أو خائنٍ لبلادهِ أو ناسِ

الحقُ يُرجعهُ غيورٌ مخلصٌ = خبِرَ الحروبَ وصحبةِ المتراسِ

فالحربُ دربُ الطالبينَ لِحقهمْ = ليس النحيبُ ومنطقُ الأيّاسِ

فالسلم لن يُجدي لنيلِ حقوقكم = من كف وحشٍ ظالمٍ خلاّسِ

فرأيتها طارتْ تُرددُ بالفضا = لا حلّ إلا باجتثاث الراسِ

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
ماجد وشاحي غير متصل   رد مع اقتباس