رد: (( لا دوحة جديد ، ولكن ! ))
لا يحتاج المرء في هذه الأيام وهو يعيش تحت ضغط حرب كونية مُعلنة على لبنان
الوطن والوطنيين إلا أن يُكثر من شرب أكواب اليانسون ؛ ومع أني أفعل ذلك ،
فلا يغالبني النعاس ولا تهدأ ذاكرتي ولو للحظه :
يسأل بعض الأشخاص سؤالا مشروعا يقول : لماذا يخاف حزب الله وحلفاءه
من صدور القرار " الظني " إن كان يثق ببراءته وغير متورط لا من قريب أو بعيد بعملية الاغتيال ؟!
ليتهم يتوقفون أمام ما تردده المعارضة وحزب الله ويعيرون بانتباه مخاوفهم ليس من صدور
القرار إنما الأهداف التي سوف يُعمل على تحقيقها من وراء العملية كلها - أي منذ
ما قبل الاغتيال – حتى قرار الاتهام وصدور الأحكام بحضور أو عدم حضور المتهمين .
;
هناك حكومة لبنانية وقعت والتزمت ومولت ، وهي داعمة للمحكمة ، وهذه الحكومة
( حكومة السنيورة ثم الحريري ) ما كانت لتأتي أصلا لولا الاستثمار السياسي الذي غيّر
في وجه لبنان وكان بمثابة " انقلاب " متستر " بالشرعية بعد عملية القتل وقيام ما يُسمى
" ثورة " الأرز كما وصفها " بوش " ؛ ! هذه الحكومة صار من واجبها تنفيذ قرارات المحكمة
في حال صدورها وسوف تعمل على تكليف القوى الأمنية القبض على المتهمين
( بحسب المصادر الإسرائيلية ) قياديين كبار في حزب الله وربما قيادات في أحزاب لبنانية
أخرى لسوقهم إلى " العدالة " . وحزب الله ولا قوى المعارضة تعترف بهذه المحكمة ..
فإن أصّرت الحكومة على التنفيذ سوف تقع الفتنة أولا ما بين الجيش اللبناني والقوى
الأمنية الأخرى ثم ما بين تلك الجماهير التي وصفناها " بالمطيّة " لتأييد عمل السلطة
ويخرج إلى العلن ما يقال همسا : بأن قادة الشيعة قتلوا قادة السنة بل قتلوا زعيمهم الأقوى .
وفي جميع الأحوال ستخسر المعارضة معنويا حين يُصبح قادتها يحملون صفة " المجرمين "
وستخسر ماديا في حال انقسام مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسات الأمنية . في رأيي
المتواضع فإن المعارضة قامت بخطوة ممتازة حين أقالت الحكومة التي ربما كان رئيسها
المقال من أسعد الناس لأنه لا يستطيع لا مهما كان داعمه تنفيذ بند واحد من بنود ما سيُلقى على لبنان .
:
أما الذين يطلقون على هذه التحرك صفة " الانقلاب " يجب أن يعلموا بأنهم إنما ينهون
مفاعيل انقلاب أمريكي – إسرائيلي وقع منذ ست سنوات .
السؤال الأكثر إلحاحا يقول : هل ستعود الاشتباكات المسلّحة إلى الشوارع ؟!
ربما زيارة قائد الجيش اللبناني العماد قهوجي إلى دمشق هذا النهار واجتماعه مع الرئيس
بشار الأسد ثم مع نظيره قائد الجيش السوري يجيب باكرا على هذا السؤال ؛ وليس تلك
الوساطة الحميدة بأي حال - التركية القطرية - التي تحاول إنقاذ الحريري وفريقه الخروج
المشرّف من الساحة السياسة بدل إخراجه ونهائيا بطريقة دامية مبكية لا نتمناها.
|