منتديات نور الأدب - عرض مشاركة واحدة - عاجل: رسّامُ الكارتون البرازيليُ كارلوس لاتوف يستحق أن تشكروه

11 / 03 / 2008, 31 : 11 PM

[align=justify]
الأستاذة العزيزة آنست نارا:
تستحقين أن أعد لك طبق الأرز حسب المواصفات المغربية لكنني لا أتقن فن المطبخ، عندما دخلته لإعداد وصفة الأخت الكريمة وفاء النجار انقلب المكان إلى فوضى مضحكة. لكنني سأحاول تحضيرها. دون شك سيتحول المطبخ إلى سيرك، بيد أن المحاولة تبقى مهمة للتجربة.
سيدتي العزيزة:
العقل العربي لا يعاني من مشكلات في البنية و في المحتوى، إنه يرزح بصمت تحت انحلال جسيم على المستوى الحركي، يتسم بخضوعه للظروف السياسية و السوسيو-اقتصادية الرديئة التي وضع فيها، يمتلك قدرة التغيير و منطلقاته(الدين الاسلامي و التاريخ) لكنه لا يتحرك. أستاذتي، إسألي أي مواطن عربي عن الآلام الأمة و أوجاعها، ستلاحظين بكل السهولة الممكنة أنه قادر عى وصف المشكلات و تدقيقها. نحن ندرك مشاكلنا، أي أن التمثل و التحليل و التأمل التي هي خصال عقلية تتوفر في العقل العربي، و تحديدا في القسم النظري، يبقى الإنتقال إلى الواقع غائبا، يبقى المفعول الجماهيري الذي ازدهى خلال الخمسينات و الستينات غائبا، رغم بعض الأخطاء التي أصابته، و التي كان من المرتقب أن يواصل جدلية نهضته(الجمهور و الإرشاد) بمحاولة اصلاح أخطاء الماضي، غير أنه شهد انهيارا قاسيا. هنا تبرز اشكالية الحركية عند الانسان العربي؟ هل هي متاحة، و تمتد الاشكالية لتشمل تأثير التاريخ.
لقد أتاح لنا الدين الإسلامي منظومة قيم متفوقة، تعالج مسائلنا الكبرى و مسائلنا الجزئية، و عبر هذه الملاحظة المشهورة يبرز مجددا سؤال حركية العقل العربي. إذا كان المعتقد قد زوده بالمنطلقات الموضوعية للتطور فلماذا يعيش التطور ضمن دائرة حياة تاريخية، أ ليس الدين ملائما لكل مكان و لكل عصر. لا شك أن المسؤول عن تحول الصيرورة الإسلامية إلى دائرة تاريخية تتخللها مراحل تقدم و تصدع هو العقل العربي، لأنه المكون الإنساني الأول الذي تعامل و حاور الخطاب الإلهي. مثلما هو بديهي، فإنني لا أتحدث عن مساهمات الرسول عليه الصلاة و السلام فقد اعتبره القرآن الكريم ناطقا بالحق و ساميا عن الهوى و التحيز. الأهم هو هذا العقل=الإنسان=الماضي=الحاضر=المستقبل. العقل المستنير يهزم أزمة الانقسام الزمني، إنه يدمج الماضي و الحاضر و المستقبل و يكتسح الخوف بكل أشكاله.
لك تحياتي أستاذة الغالية على تأملاتك الثاقبة و سعيد جدا بهذا الحوار الدقيق الذي جمعني بمفكرة عربية متميزة.
[/align]

11 / 03 / 2008, 31 : 11 PM	رقم المشاركة : [5]
هشام البرجاوي ضيف	رد: عاجل: رسّامُ الكارتون البرازيليُ كارلوس لاتوف يستحق أن تشكروه [align=justify] الأستاذة العزيزة آنست نارا: تستحقين أن أعد لك طبق الأرز حسب المواصفات المغربية لكنني لا أتقن فن المطبخ، عندما دخلته لإعداد وصفة الأخت الكريمة وفاء النجار انقلب المكان إلى فوضى مضحكة. لكنني سأحاول تحضيرها. دون شك سيتحول المطبخ إلى سيرك، بيد أن المحاولة تبقى مهمة للتجربة. سيدتي العزيزة: العقل العربي لا يعاني من مشكلات في البنية و في المحتوى، إنه يرزح بصمت تحت انحلال جسيم على المستوى الحركي، يتسم بخضوعه للظروف السياسية و السوسيو-اقتصادية الرديئة التي وضع فيها، يمتلك قدرة التغيير و منطلقاته(الدين الاسلامي و التاريخ) لكنه لا يتحرك. أستاذتي، إسألي أي مواطن عربي عن الآلام الأمة و أوجاعها، ستلاحظين بكل السهولة الممكنة أنه قادر عى وصف المشكلات و تدقيقها. نحن ندرك مشاكلنا، أي أن التمثل و التحليل و التأمل التي هي خصال عقلية تتوفر في العقل العربي، و تحديدا في القسم النظري، يبقى الإنتقال إلى الواقع غائبا، يبقى المفعول الجماهيري الذي ازدهى خلال الخمسينات و الستينات غائبا، رغم بعض الأخطاء التي أصابته، و التي كان من المرتقب أن يواصل جدلية نهضته(الجمهور و الإرشاد) بمحاولة اصلاح أخطاء الماضي، غير أنه شهد انهيارا قاسيا. هنا تبرز اشكالية الحركية عند الانسان العربي؟ هل هي متاحة، و تمتد الاشكالية لتشمل تأثير التاريخ. لقد أتاح لنا الدين الإسلامي منظومة قيم متفوقة، تعالج مسائلنا الكبرى و مسائلنا الجزئية، و عبر هذه الملاحظة المشهورة يبرز مجددا سؤال حركية العقل العربي. إذا كان المعتقد قد زوده بالمنطلقات الموضوعية للتطور فلماذا يعيش التطور ضمن دائرة حياة تاريخية، أ ليس الدين ملائما لكل مكان و لكل عصر. لا شك أن المسؤول عن تحول الصيرورة الإسلامية إلى دائرة تاريخية تتخللها مراحل تقدم و تصدع هو العقل العربي، لأنه المكون الإنساني الأول الذي تعامل و حاور الخطاب الإلهي. مثلما هو بديهي، فإنني لا أتحدث عن مساهمات الرسول عليه الصلاة و السلام فقد اعتبره القرآن الكريم ناطقا بالحق و ساميا عن الهوى و التحيز. الأهم هو هذا العقل=الإنسان=الماضي=الحاضر=المستقبل. العقل المستنير يهزم أزمة الانقسام الزمني، إنه يدمج الماضي و الحاضر و المستقبل و يكتسح الخوف بكل أشكاله. لك تحياتي أستاذة الغالية على تأملاتك الثاقبة و سعيد جدا بهذا الحوار الدقيق الذي جمعني بمفكرة عربية متميزة. [/align]
هشام البرجاوي ضيف