[حسن ابراهيم سمعون]

الأخت الفاضلة ناهد , لعل ماتطرحين من أعقد القضايا ,, الإنسانية
لاتصاله مباشرة بحياتنا اليومية , ولعدم قدرتنا بالتحكم الكامل بوظيفة الذاكرة , وصورها المتراكمة من السمعية, للبصرية , للشمية , والحسية , فكل الجوارح ترفد هذا المستودع الهائل من التقارير, وهي على عمل دائم شئنا أم أبينا .
أختي ناهد ,, سأتناول الموضوع بالشكل المعرفي والموضوعي للظاهرة ثم أنتقل للذاتي لأطرح رأي .
النسيان هو الفقدان المؤقت , أو النهائي , لما حفظته الذاكرة من صور ,ومهارات حركية , والغفلة عن المعلوم , وهو قسمان .
قسم طبيعي, وظيفي , كفقدان الخطور التلقائي( أي سيلان كل الصور وبكل الوقت ) وهناك النسيان المرضي وله أسبابه وليس هو معرض نقاشنا , وثمة فرق بين زوال الصورة عن القوى المدركة
بعد بقائها بالحافظة ,وبين زوالها من الإثنتين معًا.
عماد الذاكرة الصورة ,, فما يتراكم في ذواكرنا ماهو إلا صور منها الشمي , والسمعي والبصري , ووو فباستطاعة الإنسان أن يستحضرصورة رائحة ما, ويشمها كأنها حقيقة , أو مشهد ما , ويراه كأنه حقيقة , أو صورة لوالده , وكلماته ترن في أذنه , وكأنه يسمعها حقيقة ,,
النسيان الوظيفي , ضروري لسلامة الذاكرة , واستمرارها ,, وهذه من عجائب الخلق , ونعمة من الله على الإنسان ,,
أما رأي بالنسيان فهو كرأي الجميع ,, بأنه نعمة ,, لكن أنوه لحالتين
النسيان القسري ( التناسي ) هذا خطر , ويصبح مشكلة بذاته ,,
والنسيان الاستنسابي , أن أنسى لمن أحب , وأتذكر لمن لا أحب
والحالتين يدخلان , تحت تحكم الإنسان ,, وضمن تأثير القوى المدركة ,, وبالتالي يكون كمن يتلاعب بلون عينيه , أو شعره مما يؤدي إلى خلل , واختلال بوظائف الذاكرة , وليتخيل أحدنا ماذا يجري لوكان الإنسان من طفولته حتى كهولته ,, لاينسى شيئـًا
فكم ستكون الحياة جحيمًا ,,
لكن يبقى أن المحفوظات, المتعلقة بأمر ما قد تندلق فجأة , برؤية موقف مشابه لما هو مخزون ,, وهناك التداعي التلقائي ,, ومن مشاكل الذاكرة الإلحاح بالطلب ,, هذا غير صحي.
لذلك وجب علينا أن نروض أنفسنا على النسيان ,, بالمسامحة , والإيمان , والمحبة
أخوك حسن