عندما يخذلنا الحاضر بسكانه فيحملنا الحنين إلى الوراء إلى سكان الماضي الذين صاغوا منه أجمل لوحة ذكريات ......
صديقي .. الساكن ذكرياتي
أيها الصغير أتعثر فيها سنين عمري ودقائق ساعاتها امتشق شوقي إلى بعيد ..
إلى لحظات مضت ولن تعود ....
تسبقني أشواقي إليك تأخذني عبر مسافات المدى .. فينزرع في قلبي بعض من فرح ،
أي نبضة ايقظت ذكراك في صدري لتنبت في حناياه من جديد ..
بعد أن ذوت في عمري بقايا أمنيات وذكرى وأنا التي اعتقدت أنني قد نسيت .....
يدك الصغيرة اشعر بها ألان تعبث في شعري وعيناك الجميلتين تأخذانني إلى عالم لم أكتشف كل مكنوناته بعد .....
كم بريئة هي الطفولة قبل أن تدنسها أطماع الكبار ..!
لِمَ يأخذني ألان حنيني إليك أيها الصغير الذي لم تتجاوز حد أللعبه ، لعبة الكبار والتي لم تنسج خيوطا في ثوبها المزدان بالرياء والكذب ولم تنسجه ثوبا يحاك من خطايا ...
بل عبثت بالتراب الرمادي الطاهر ذاك الذي جاءتك حبات ترابه طوع يديك ..
كم احَبك ذاك التراب وأنت تسقيه ماء الحياة لتصنع منه لعبة تغمرك ببعض من فرح
استرجعها لحظاتي كمن أضنته العتمة فأشتاق إلى ومضة من نور قد تبين أمامه طريق الأمل ...
لحظات الزمن اقتسمنا جزيئاتها ، عشناها ورفرفنا كالفراشات الملونة والتي تبعث في نفس متابعها شوقا وحبا ولهفة للحرية ..
ذهبت يا صغيري ... لأبقى ، لكنني لم أعرف يومها أين ولم ، سألت عنك حبات التراب والفراشات والنسمات لكنني لم أتلقَ الجواب...
تملكتني حيرة حزينة ... ابتلعت حزني وألمي وغادرني الفرح ...
لأدرك بعدها أننا لسنا إلا مجرد بعض من تراب وخيالات تجوب الأرض ولا بد لها من يوم للنهاية ومصيرها الزوال ....
أدرك ألان كيف تشيخ المسافات ونشيخ نحن وينقطع الوصل .. لكن الحنين يبقى في حنايا الروح يختلط في الدم فتنتج معادلة الحب الأبدي ...
ذكراك في الصدر تعشش أيها الصغير .. أخي خالد
اشتقت إليك .. يا عصفور الجنة