رد: الأديبة خولة الراشد في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين عرعار
سؤال ..الشاعر عبد المنعم محمد خير إسبيرsize="5"]
اسمحي لي بعرض أسئلتي التالية :
السؤال الأول :
قرأت مرة لوحة على جدار مسجد كان يتولّى إمامته سيدي الوالد يرحمه الله وقد تضمنت كلماتٍ طيبة
نُسبت الى سيّدنا عيسى المسيح عليه السلام :
( من علِم وعمِل وعلّم ، عُدّ في الملكوت الأعظم عظيما ).
أرجو من الأخت خولة الإستفاضة في شرح تلك الكلمات، وأن توضح لنا ماذا حققت في حياتها من تلك الواجبات الثلاثة .
................................................
الأديب والشاعر الرائع ..عبد المنعم محمد خير إسبير...........
أنساق إليكَ من خلف سؤالك، وأطرز إجابتي بأجمل من الجمال وأمزج فيها رغبة من الكلمات لأصل إليكَ، لعلّ أُقنعك ...من يدري !
اسمح لي يا شاعر الكلمات أن أستأجر الحروف من فكركَ، ونثرها على صفحتي وأستلهم من خيالك الفكر فأبدأ بلغة الحوار ،...
في هذا الفجر الممطر استيقظتْ وأنا أحاول أن أجد في عقلي الباطن جواب شافي لمعنى الكلام..
ولا أعلم لما لم أستطيع النوم ليلتها ..و هجر سؤالكَ الذي وجهته لي أكثر من أسبوع ،عندما ظل يتأرجح في ذهني الكلام وما يكمن في البال والروح ، وإن السؤال لا ينتهي بل يجرّ من خلفه أسئلة أخرى حتى تقفز من النهاية إلى البداية وتتشابك كحلقات في سلسلة واحدة، و وإني حاولت أن أجري إليك لأمسك بقلادتك لأمسك بكَ، وقررت أن أنطلق من الطريق السريع المختصر لأطبّق ما وصفته لي من داء ..فكنت أنت أول جرعة أختصرها أو وأ قفز من فوق السطور لأصل لحقل كلماتك الشاعرة الراقية...رفقا بي يا شاعري وداء كلماتي .. فأنا أتعذب وأنا أرتشف الدواء...
ولا أعلم لما في هذا الحوار خيّل لي أنه جاءني سؤال بلهجة بعيدة عن نبرة الغضب والملل، فأنت معروف يا شاعر الكلمات الراقية بالحكمة.. والهدوء..
وإني لمُصرّة على بداية اللقاء ، كان صوتي في تلك اللحظة رخيما يتّسع لابتسامة القرب ..والتعرف ..والاعتياد.. والاشتياق إليك ،أتعلم لقد رافقتني قائمة من المعلومات لأفرشها على بساطك الأحمر، وإني لأتمنى أن أرافقك في كل- مكان وزمان -، لأكتشف ما في بالك من ذكريات ...وأحلام ...وآمال ...من ابتسامة ...من حب للبشر..وصفاء الروح ..وحسن النية ، لعلِّ وعسى أن أَلْقى من بينهم الحب،ولا أعرف لما تمنيت أن أكون حبيبة عقلكَ.. وقلبكَ ..وعلمك َ..وشعركَ
وإني لأحترم صمتك، فلا تتكلم لأني أفهم نظرات عينك و ما تخفيه ربما لأني اقتربت أن أصل إلى لحن إجابتي
أراك ..-تنزع نظارتكَ- ثم تمسحها لتفكِّك المعاني ..والحروف...أليس كذلك !! أراك تبتسم ..وتقول..صدقتِ..صدقتِ..
وبعد طول انتظار بتّ أطلب منك تفسيرا حول- العالم الداخلي- الذي نعيشه بلوحته الملونة ،بأحاسيس متناقضة، لذا تجرّأت وحكيت لكَ عن إجابتي حين توقفت من حول الكائنات، فتناوبت في بالي الأفكار والأمنيات والأحلام ، وحلّقت بأنوثتي إلى مسافات غير محدودة،شكوك تروح وتجيء لتتعامل مع واقع آخر، وإني لأشعر بفيض لا نهائي ولا أعرف لما خطر في بالي أن أطلق العصفورتين ليتراقصان على شفتيهما ريثما يعودان لقصة حبي مع الحروف، فعقدت العزم بأن أمارس رياضة المشي وأنا أقرأ وأقلب الصفحات لأنتهي من- رواية هذا الأسبوع-
قد تسألني أو تستفسر إلى ماذا أهدف وما أقصد في كلامي هذا، هنا أريدك أن تجيب ربما لأن -روح الكلمات -بين الكتاب وأنت -شاعر الكلمات- ...وأنا أكتب لك وعن فكرك ..عن والعلم.. و العالم ..والعمل..ومن يعمل ... هل فهمتني أعتقد ذلكّ..كيف لا وأنت معلم الأجيال...
فأنا أحب عناق الكلمات واللقاء والوضوح، لذا تجدني وكأني أعرفكَ منذ زمن ..أعرفك بحروفي من قبل أن أشق الطريق...أربما لأني في حاجة ماسة إلى أن أعيش مجمع صادق
ارتبطت قدسية المسجد الأقصى بالعقيدة الإسلامية منذ أن كان القِبْلَة الأولى للمسلمين
فهو أولى القِبلتين حيث صلى المسلمون إليه في بادئ الأمر نحو سبعة عشر شهراً
قبل أن يتحولوا إلى الكعبة ويتخذوها قِبلتهم وقد سمي أيضاً مسجد القبلتين نسبة إلى ذلك (3) .
وتوثقت إسلامية المسجد الأقصى بحادثة الإسراء والمعراج
تلك المعجزة العقائدية التي اختصت برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
حيث قال فيها سبحانه وتعالى (4) :
{سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير} .
فقد أسري برسول الله عليه الصلاة والسلام ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
في بيت المقدس في السابع والعشرين من رجب قبل الهجرة بعام
ومن بيت المقدس صعد النبي عليه السلام إلى السماء فكان المعراج .
وقد ربط الرسول عليه مكانة المسجد الأقصى بالمسجد الحرام ومسجد المدينة فقال (5) :
قوله تعالى:
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}
[المجادلة: 11]
خص سبحانه رَفْعَه بالأقدار والدرجات الذين أوتوا العلم والإيمان،
وهم الذين استشهد بهم في قوله تعالى: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمًَا بِالْقِسْطِ} [آل عمران: 18]
.
وأخبر أنهم هم الذين يرَون ما أنزل إلى الرســول، هــو الحق بقوله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ} [سبأ: 6]،
فدلَّ على أن تَعَلُّم الحجة والقيام بها يرفع درجات من يرفعها،
كما قال تعالى: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء}
[يوسف: 76]
ولا أعرف لما خطر ببالي هذه الخاطرة أو الظاهرة المنتشرة...
برأي أن .. الكتابة على جدار المسجد لهو أمر خطير فقد تُمسح بعض الحروف أو تفسر بطريقة أخرى، فحبذا أن لا يكتب عليها ونكتفي بقراءة الشيخ في المسجد فذلك آمن ، بالإضافة لجعل المسجد نظيف ، والغريب أن في المدن الغربية نجد عند الوضوء لا نجد في - بيت الراحة- النظافة ..وأنت بكرامة- بينما -الدول الغربية - غالبا ما تكون أنظف بكثير من- بلادنا العربية- على الرغم من -القدرة المادية -وإن ذلك يعود- لثقافة الشعب -ومراقبة البلدية -فحبذا أن يكون هنالك غرامة إذا ما تعرض دار الراحة لقذارة من قبل الشعب وإن ذلك يُعدّ من أنواع التعلم والعلم ،وإن احترام نظافة المسجد لأمر مهم هذا بالإضافة أن البعض قد يدخل بنعاله ....أو يرميها من أمام المسجد. أو في داخلها فنتعثر بها.
.وهذا لأمر لهو محزن ومخزي ،فهو ليس من خلق المسلمين تلك تناقضات يعيشها الوطن العربي المسلم...وهو جهل .
اقتران العلم بالعمل :
عن الامام الباقر عليه السلام :
" من عمل بما يعلم علمه الله ما لم يعلم ".
وعن السيد المسيح :
" من علم وعمل وعلم عد في الملكوت الاعظم عظيما "
سأختصر
.فرش أبي لي بساط من العلم والتشجيع ،وأخذت منه حب الأدب و لكنه يختلف عني أنه ميّال -للشّعر- ، وكتبت الكثير من الأبحاث في الجامعة ،تعلمت منه الصبر.. والحب ..والهدوء ..والثقة.. فلم تهزني ريح أمام مرض ..أو حزن ، وإن - العلم الخلقي .. قبل العلم الثقافي والدراسي- مما يسهل على الأهل تعليم أبناءهم ، وقد حفظ اأبي القرآن وأمي درست في الكتّاب لذا ، غرس في العائلة حب العلم
فسرنا على دربه
أما أنا أحاول أن أغرس ذلك على أولادي
العمل
أبي كان رحال وعمل في الكثير من المجالات، ولكن ظروفي لم تسمح لي عندما تزوجت ، ولكني عملت في عام سنة في التعليم عن بعد لطالبات المتوسط ،لمدة سنة
وأنا أعتبر نفسي أعمل مادامت أكتب ولكن نحن الكتاب نعمل بصمت وعملنا موهبة وليست حرفة
فكان الدين والخلق والبعد عن المصالح الاجتماعية و المظاهر بعيدة عني وعن عائلتي ولله الحمد
أختم ذلك
إن من الخطأ أن نعلم أولادنا الحقد والحسد والشحناء والبغضاء والحرص والجشع وعلينا أن نعطيهم دروساً عمليةً تتجلى في حب الله وما يحبه الله
"كأن يتعلموا فقظ على رمي الحجارة ويهجروا العلم والثقافة أنا لا أقول أحبوا الأعداء ولكن أقول يجب أن نعرف كيف نتعلم الحب نعم إن الحب علم بل ثقافة وفن
........................
"ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان"، والجوع الروحي يتواجد حتى حيث هناك تشويش بالأفكار حول الكائن المطلَق. إلى هذا، هناك تشترك الطرق الروحية بالكثير من الأوجه. على سبيل المثال، جوهر التعليم الأخلاقي مشترك بين كل الأديان. الفروقات الأساسية بين الأديان لا تظهر دائماً في أول الطريق: فقط عندما نتقدم تتّضح التشعبات. بعض معاصرينا يعلّمون أنّك بقدر ما تتقدّم في أي دين، تميل الطرق إلى الالتقاء: لكن فعلياً العكس صحيح. إذاً، على الذين يبحثون أن يسعوا إلى الحقيقة ويجدوا السبيل القائمة على اللاهوت الصحيح، على رؤية حقيقية لله كما كشف نفسه لنا. من ثمّ، الحدس العميق سوف يثبت أن يسوع المسيح هو الطريق والحق والحياة.
كيف يتعلّم الملاّحون فنّ الملاحة منه مهما كان هو نفسه حكيمًا؟ وقد أشار السّيد المسيح بكلّ وضوح إلى أنّ هذه الطّاعة هي السّبيل إلى العرفان فقال: "تعليمي ليس لي بل للذّي أرسلني. إن شاء أحد أن يعمل مشيئته، يعرف التّعليم هل هو من الله أم أتكلّم أنا من نفسي"( ).
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز
بسم الله الرحمن الرحيم {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ} صدق الله العظيم
وأخيرا..
العلم شجرة والعمل ثمرة وليس يعد عالما من لم يكن بعلمه عاملا وقيل أيضا العلم والد والعمل مولود والعلم مع العمل والرواية مع الدراية والفهم فلا تأنس من العمل ما دمت مستوحشا من العلم ولا تأنس بالعلم ما كنت مقصرا في العمل ولكن يجمع بينهما وإن قلّ نصيبك منهما وما شيء أضعف من عالم ترك الناس علمه لفساد طريقته وجاهلا أخذ الناس بجهله لنظرهم إلى عباداته .[/size]
أرجو أن أصبت وكفيت وأوفيت
خولة الراشد
|