27 / 01 / 2011, 47 : 05 AM
|
رقم المشاركة : [28]
|
تعمل مجال الكمبيوتر - التعليم عن بعد، خريجة أدب عربي، تكتب القصص الاجتماعية والعاطفية والنثر
|
رد: رسائل القلوب
 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالكريم سمعون |
 |
|
|
|
|
|
|
أهدي هذه الرسالة للأستاذة الرائعة الأخت خولة الراشد
بعنوان بطاقة تعريف إبتدائية
مع باقات شكري وإمتناني وتقديري لشخصها الكريم الكبير والنبيل
فأرجو أن تتقبلها .
أي
زمان هذا الذي نحيا به ؟؟
العذر .. العذر.. ألتمسه منك سيدي الزمان ...
ما قصدته أي أناس وكائنات تحيا بك سيدي الضارب أقدامك بالأزل ورأسك مشرئب يطاول أعناق الأبد ..
ودائما وعلى كل الألسنة عبارات التٌهم الموجهة إليك وأنت كما الذئب بل وأكثر براءة منه , فهو لو لم يفعلها الأخوة لكان قادرا أن يفعلها .
ولكنك أنت يا سيدي الزمان لا شأن لك سوى توجيه سبابتك إلي صدغيَّ مشيرا إلى عدد الكواكب البيضاء التي بدأت تزين قبتي السوداء .
وأنت في غفلة أو أنك تتغافل عن البياض الذي يكلل القلب الذي شاب قبل الرأس بردح لا يستهان به منك ..
شخوصك سيدي يشكلون مسرح الآن فلقد كثر فيك تراخي المبادئ وتفتت القيم وإبدال الكثير منها فشجاعتك وقاحة و نذالة أبناءك شطارة وكذبهم أبيض
وهاهم بدأوا يخترعون الألوان لأكاذيبهم , والخداع والغش يقظة وسرعة بديهة
أولا ترى بعض أبنائك يتصدرون الشاشات وعروش الشهرة ؟ يوزعون أعذب الكلام مدافعين عن حقوق المرأة والطفل والإنسانية ويخفون الوحش خلف الطبقات المكتنزة من الشحوم التي تفقدهم الإحساس والحواس , ووحشهم هذا لا يظهر إلا في الظلام , ففي منازلهم يضطهضون زوجاتهم ويعاملوهن كالعبيد وكالسلع المقتناة والقابلة للتغيير بأية لحظة , ويسعون لاهثين وراء فتيات صغيرات لإنشاء ما يسمى بالصحبة ,
وقد وضعوا الطعم في صنارة الخديعة بعضا من معسول كلماتهم التي لا تشبههم ولا يشبهونها .
أولا ترى يا سيدي الزمان الأيدي المخضبة تخط الكلمات الجميلة الشاعرية وسلوكها وفعلها يغاير ويعاكس هذه الكلمات ..؟
ألا يرون أنفسهم هم وفواحشهم وجرائمهم ؟ فلقد إغتصبوا الحقوق وسرقوا وقتلوا ودكوا حصون العفّة والنزاهة والشرف وخانوا الأوطان والأهل والأصدقاء واليوم وبوسائلهم المشتراة الرخيصة يصدرون أنفسهم على هيئة أدباء وشعراء وفنانين ..
حتى أنت أيها الزمان تصّر على أن ننشرخ وننفصم أو أنك تطالبنا بأن نقيم الأسوار والحصون لحجب أنفسنا عن أغلبية شخوصك وأبطال مسرحك ..
واللقمة ياسيدي , واستحالة تحصيلها , وشعورنا بالواجب لهداية هؤلاء , والألم هذا الألم الذي يبعث اللذة في قرارة النفس حين يطمئننا أننا مازلنا أحياء ونقترب من الإنسان الذي يقطننا منذ الفطرة الأولى .
وها أنت ياسيدتي تذرين مسحوق الشفاء الموجع على ذاك الجرح الذي لا يلتئم .. !!
هل ترين توقيعي الذي أذيّل فيه ما أكتب ؟
ببساطة هذا أنا , أناشاعر .. أمارس الشعر سلوكا وما أ‘جز أترجمه أحرفا وكلمات.
فلاتتخللني حالة نفاق واحدة , وظاهري متلاصق مع ياطني ولي وجه واحد لاسواه , وهو الذي يبدي سريرتي وينم عن داخلي
ويترجم أفكاري ويبث عواطفي ويبش ويبتسم لمن أحب .
سأقيم الحصون وأدرأ عن نفسي دوما خطر التلوث وأغلفن آهاتي ووجعي بمزيد من الدمموع والتي وحدها تقيني من التمازج مع أهل النهم أولئك الذين ومهما إبتلعوا لا يستكين نهمهم هذا ولا يهدأ بل يستزيد ويستزيد ...
نعم حصون الدمع وقداس الألم اليومي تدرأ عني أشواك الطريق تلك الأشواك التي تتهيأ لتنقض على الأجساد البضة والأرواح الغضة والقلوب النظيفة فتنهل منها مايروي تعّطشها وتنظف رؤوسها المتسخة بطهر تلك القلوب ..
هل تعلمين يا سيدتي ماذا يعزي النفس ويبعث فينا بارقة أمل ... ؟
أننا وأثناء المسير نلحظ في البعيد بعض زنابق تنمو ولا تزل تغطي نفسها بدرعها الأخضر وتنتزع بقاءها رغما عن أنوف أعتى العواصف ورؤوس الأشواك ..
وستبقى تحافظ على نقائها وجمالها ولن تقبل يوما التهجين والتدجين والتحسين والقولبة والتعليب
بل ستبقى هكذا تحافظ على بريتها وبراءتها كهمسة الحسون ...
الحسون هذا الطائر الصغير المغرّد والذي أعتبره رغم صغر حجمه وألوانه الرائعة والتي تداخل فيها الأسود والأصفر والبني المشرّب بالحمرة الداكنة
والأبيض والرمادي الذي يكسو صدره , وبالرغم من تغريده الذي يضاهي أرقى وأهم أوركيسترا في العالم ,إلا أنني أعتبره رمز العنفوان والقوة والثورة والتمرد وعزّة النفس والكبرياء .
هل تعلمين لماذا يا أستاذتي الرائعة ؟ الأمر بسيط , لأنه بكل بساطة رفض التدجين ويقتل نفسه إن حبس رغما عنه وبالرغم من محاولات علماء كبار وجمعيات ومؤسسات للتدخل في عملية تكاثره في المزارع والأقفاص , لا زالت تسجل حتى الآن فشلا يتلوه فشل ,
وإحباطا يتلوه إحباط ,
ويدونون في سجلاتهم المسؤولة عن تدوين تدخلاتهم في جمال الطبيعة وإلباسها الأغلفة والأقنعة , يونون عجزهم عن جعل الحسون الصغير يتكاثر في أقفاصهم ومزارعهم .
فأي صدق وتصالح مع ذاته يمتلك هذا الطائر الصغير الجميل ..
|
|
 |
|
 |
|
رسالتين أرسلهما لي حبيبي و قرةعيني، في هذا الليلة وقرأت إهداءه الجميل.. وأنا متمددة على ظهر السرير ،وعندما غلبني النوم تخدر جسدي فانتثرت حينها الأوراق من أناملي الناعمة عل فراشي الأخضر ، فاحتضنت المخدة الحريرية ،وسافرت إليه بحروف رسالته وحلقت بريح لطيفة، قد أخذتني إلى هديته الرائعة، حينها يا -عبد الكريم - آمنت أني قدر كلماتكَ مهما كلّف الأمر.. لنلتقي معاً.. فأجري إليك كطفلة تراقبني لألا أتوه منك، حينذاك باتت مشاعركَ تناديني في كل لحظة قمرية، وبتُّ أجري معكَ ..كطفلةٌ حافية القدمين تحرقها الشمس فلا تبالي من حرارتها، وأني يا كاتب الرسائل لا أبالي من حرارة حروفك فهي زاد الخفقان في القلب ، كنت ليلتها أراك في مخيلتي على الرغم أني لا أعرف شخصك .. ولكن باطنك النبيل يعكس لي ظاهرك ، ولا أعلم لما شعرتُ بأنكَ تقرأ لي رسالتك وتعيدها لي المرات.و.المرات ، فأذوب لها ذوبان وتمسح بها همومي ،ألم تسمع أن المرأة تعشق -الوردة الحمراء -و-رسائل الحب - وأنا امرأة أعشق كلمات يكتبها فارس أحلامي ليرسم عليها أنوثتي ،
ألم تسمع أن المرأة تمتلك غريزة الجمال والجاذبية والغيرة ، وقد غنى الشعراء :"كامل الأوصاف فتني " لذا اكتملت أنوثتي وجمالي وجاذبيتي برسائلك الرومانسية
ولا أعرف لما الخيال يلاحق طفولتي عندما.. تخيلت نفسي أني أحتضن رسائلك وأجري بها من فوفق الشاطئ ..فتحملني على فرس أنت سميته -فارس كلمات حبيبتي- ولكن كيف وأنا مقلدة بحصار،لا تخاف سأنطلق إليك بطيب مشاعري وروحي مهما كلف الأمر ومن هنا يا حبيبي سأكون قَدرك ونِصفك فتنطلق حريتي.. عن حصاري .. فأنطلق بأدبي الراقي إليكْ...
فتفرش لي جنة من ألوان رسائل تزف فيها لحبيبتك .. اليوم ,,والغد... فلا تحرمني من رائحتها يا فارس كلماتي
أهديك صنارة لتصطاد فيها نصفك الآخر...مداعبة
خولة الراشد ...تشكرك على أوراقك الأدبية الراقية
هنيئا لنا بعبدالكريم سمعون
|
|
|
|