رد: حالة إدمان
قبل أن أدلي بتعليقي على الخاطرة ، لا بد و أن أبدي نفس الإعجاب الذي عبرت عنه بعد تلاوتي لخواطرأخرى . ومن جديد أجد نفس أمام إحدى التحف التي لا تشبع النفس من قراءتها مرات و مرات .
هي خاطرة سداسية - نسبة لمقاطعها الستة .. وأول ما استرعى انتباهي فيها هو ذاك التحول التدريجي من مقطع لآخر .. سواء تعلق الأمر بذكرالحبيب أو مناجاته .. ففيما يخص الضمائر التي تعود للحبيب ألاحظ قلتها في المقطع الأول لترتفع وتيرتها في باقي المقاطع .. و بينما يقتصرالمقطع الأول نفسه على ذكريات حلوة يعقبها خوف من الآت نجد المقاطع الأخرى تعج بمناجاة حميمية تتداعى على الحبيب من كل ناحية لتوغل في كل جزء منه و تنهل منه إلى درجة الإدمان .
ولكن قبل الحديث عن هذا الإدمان اللذيذ ،لا بد أن أنوه بتلك الصورة الرائعة التي بدأت بها سلوى خاطرتها .. صورة ناطقة حالمة .. كل شيء فيها يوحي بالجمال والسكون . إنه تناغم بين الطبيعة و النفس البشرية المتخمة بالعشق .
وفجأة أصحو
فداخلي يؤرقه الفزع
من رحلة عذاب
ومحطات جديدة من الوجع
**************************
في اعتقادي ، كانت خاتمة المقطع الأول هذه هي الشرارة التي أشعلت لهيب المناجاة والمعول الذي كسرجدارالسد لينهمر السيل الجارف محملا ببوح لا يعرف المداراة .. إنه بوح يضع أمام نصب عينيه شيء واحد :الاستحواذعلى من ملك القلب .. ولأن حالة العشق وصلت إلى حد الإدمان ،فلا مناص إذن من إفراغ كل ما يضمره القلب والذهن و الجوارح من كلمات ..
ملاحظات عدة تجلب الانتباه .. ومنها تلك الصلة التي تمتد جسرا بين نهاية كل مقطع وبداية آخر .
تنساب الكلمات بين الأنامل مرنة منقادة في سلاسة عجيبة .. وتنضاف الخاطرة إلى سجل سلوى لتشكل عقدا من الدرر .. متوهجة متقدة في انتظارالتحاق أخريات بها .
استمتعت قراءة وتعليقا .. شكرا لك أن مكنتني من الكتابة من جديد .
لك مودتي
|