[عبدالكريم سمعون]

أستاذنا الراقي والشاعر القدير أخي ياسين تحايا عابقة بالحب وريح الثورة وقبس الحرية
دام يراعك وفكرك إيها الأوراسي الأشم
مايخيفني ويقلقني ياسيدي ...وماذا بعد ؟:
يقول الشاعر العربي الكبير سليمان العيسى :
لقد أصبح النضال من أجل الحرية هو الممارسة الفعلية لمعناها ..
وماذا بعد النضال والإحتجاج والثورة والنصر وسقوط الأنظمة ؟؟؟؟
سيسعى الشعب بأقدامه لخلق رمز ويحنطه حتى يتعفّن وهو يشير إليه بالزمز الخالد ويصفق له ويوافقه على كل ما يقول
نحن شعب ذرائعي تعودنا إلقاء عجزنا وضعفنا وحبنا للهو ومضيعة الوقت على أي شيء وإذا لم نجد ما نلقي عليه فشلنا لا نجد سوى القضاء والقدر
نحن شعب يقتات أمجاد الماضي ويتغنى بسيبويه وإبن رشد وإبن خلدون \ وإنتصارات خالد وعلي وقتيبة وصقر قريش \
أطفالنا سيدي لوتصطحبهم لشراء لباس من محل الألبسة .. لا يستطيعون إختيار اللون لأنهم يحارون في ما سيرضون به ., هل الأزرق كما تحب الأم ؟ أم الأسود كما يحب الأب ؟ أم الأخضر إرضاءً للأخ الأكبر أو الأستاذ في المدرسة أو الخال أو العم أو.. أو.. أو.. أو....
نحن شعب تعودنا إرضاء الآخر وإذا لم يكن هناك آخر نخلق آخر ونرضيه من خيالنا ..
وماذا ياسيدي سيفعل شعب مصر بعد مبارك سيكون ألف مبارك
سيدي هذه الأنظمة الأمنية التي هي مع الذي هو معها وتكرم من يؤيدها إتبعت معنا سياسة التجويع ... كما الفرنسة والتتريك .
في سمائنا لا يوجد قمر بل يوجد رغيف ولا شمس بل ليرة أو دينار الذهب
سقف التفكير عندنا مادي إنزلوا الآن إلى الشارع جميعكم وفي أي بلد كنتم
واسألوا أيّا كان في الشارع كبير أو صغير أو إمرأة أو رجل أن يذهبوا لحضور أمسية شعرية أو ندوة فكرية أو برنامج علمي .. ماذا سيكون الجواب
بالطبع سيكون : وما الفائدة وماذا سيقدمون لنا بالمقابل وووووو
لم يعد هناك قيم بفضل المافيات السياسية التي تحكمنا ..
نحن محكومون بالأمل .. كما قال الماغوط - رحمه الله - وبالفرج وبالإنتظار وبالتسويف والوعود
لقد فتقت جروح قلبي وقروح روحي وعقابيل آلامي ياسيدي
على كافة الأحوال هذه الثورات مرحلة من مراحل تخمر المجتمع وتشكل المجتمع المديني الراقي
وأهلا بها دعها تزعزع العروش وتدك الحصون وترعد الفرائص وتلهب شعلة مسيرة الحرية
والسلام عليكم وأعتذر على الإطالة