[عادل سلطاني]

إن مرحلة الوعي الشعبي في دولنا من المحيط إلى الخليج تتطلب سيرورة طويلة تمر شعوبنا من خلالها إلى مرحلة النضج أمام الأنظمة الدكتاتورية الباغية وما من شك أن ثقافة السلطة التي انتهجت لتدجين شعوبنا ونظرية تكميم أفواه المعارضين والعزف على شرعيات كثيرة مخادعة ومزيفة للوعي بالواقع والوعي بالممكن ظلت لزمن طويل تطغى على المشهد الاجتماعي والسياسي ولكن ماحدث في تونس التغيير ومصر التي حذت حذوها لتقول الطاقة الشبابية قولتها الواعية التي لابد أن تعتبر الآن الوحدة التحليلية الموضوعيةوالمنهج والمدخل الواقعي الموضوعي الذي يجب أن نقارب من خلاله ظاهرة التمرد والرفض وتبني قيم التغيير لدى الشباب دون توجيه سياسي معارض أو حزبي أو أي منظمة من منظمات المجتمع المدني وهذا ما يعكس ظاهرة الوعي الشبابي من خلال قرار خوض معركته لأنه لم يجد في الكبار وثقافتهم المدجنة أصلا ملاذا مخلصا بل وجد فيها المعوق الأكبر لذا قرر خوض معركته الفصل ليستقطب من خلالها الكبار الذين تجاوزتهم دورة التغيير لأنهم باختصار تجاوزوا مرحلة فورة الشباب ولكن هذه الثورة حسب رأيي لم تكن فورة عابرة عفوية هكذا بل فورة منظمة واعية اختمرت جيدا لدى الشباب مستغلة الفضاء التقاني المتاح من خلال الشابكة العنكبوتية لتكون هذه الثورة الشبابية التغييرية قد وضفت المتاح من وسائل الثورة التكنولوجية الاتصالية التي أتاحها الانفتاح العولمي لينظم هذا الشباب ثورته ومظاهراته من خلال الاتصال عبر الانترنت والهواتف المحمولة لتنعكس من خلال وسائل الإعلام التي غطت الأحداث ويشارك الإعلام الشبابي وليد الظروف القمعية المستبدة ليوصل صوته للرأي العام المحلي والعالمي وها قال الشباب قولته ليقوض الطغيان ويجتثه من جذوره .
تحياتي