[أ . د رمضان الحضرى]

الأستاذ الباحث طلعت المكرم...حفظكم الله...قرأت موضوعك بمودة المحب لموضوعاتك....وبقلب المستجيب لاسهاماتك...وبعقل المقدر لأطروحاتك...وسفيرك فى الكتابة امير...فانت تمتلك محيطا من امواج المفردات...وحقولا من كروم الاقناع...أسلوبك مثلك رائق...وسرعتك فى ملاحقة الألفاظ تجعل القارىء لا يستطيع اخذ نفسه....بيد اننى لابد ان اتحاور معك..من باب المودة فى الله...وعلى مفارق حب الأدب والنقد نجتمع..وفى البدء ... لولا ان الموضوع المطروح منك يستحق المداخلة لاهميته من الناحيتين...ما تداخلت...فأنت كاتب مهم عندى..هذه ناحية...وما تناولته مهم عندى وعند غيرى...وهذه ناحية اخرى..وسامحنى فانا مثلك ..يريحنى قلق العقل...والسير فى بحر الشطط الفكرى..فى الأدب فقط ...وأنا شاقنى موضوعك...فلتدعنى اشم تلك الوردة على طريقتى الخاصة بى...أولا : العنوان..متعة الابداع وانت تحدثت عن متعة التلقى.....فلايخفى على مثلك ولسادتك باع فى النقد....وقد شرفت باننى تعلمت على يد اساتذة العراق فى النقد الحديث.. ومنهم قامات لاتطاول..فالمتعة لحظة الابداع شىء والمتعة لحظة التلقى أخرى....ثانيا قبل أى شىء أخر...مالمقصود بالشىء الاخر...؟؟ كان يكفيك ان تعنون بمتعة التلقى فقط...أو متعة القراءة..أو متعة التواصل....او التناول او الاستقبال اسماء كثيرة وعديدة...ثانيا : ان مقالك الرائع فى النقد الادبى هذا.. هل يمكننا ان نضعه فى نقد الادب؟؟... أنا لا أعرف...أنت تحدثت عن علم النفس الأدبى....والموضوع ينتمى الى علم النفس أكثر من انتمائه للنقد الأدبى ...وهذا يخرجنا عن ادبية النص....وهناك من يستمتع بالمباريات الكروية او المصارعة أو الطعام أو غيرها..... ولو توقف الموضوع على أن الأدب يجلب لنا المتعة فقط ... لأصبح الأدب خاليا من مفهومه الاساسى...وهو رصد عجلة سير المجتمع....ولو كانت المتعة فى الأدب فقط ... لحرم كل من لايقرأ الأدب من المتع الأخرى....ان المتعة فى الادب تنتج غالبا... من حصولك على تجارب غيرك دون المرور بعاناتهم... وقد تناول أرنست فيشر هذا الموضوع فى كتابه ضرورة الادب منذ عقود...واقترب رأيك من رأى مصرى حنورة .. وشاكر عبد الحميد.. فى تناولهم للمتعة التى تنتج من تناول النص الأدبى... وقد تناول الموضوع ايضا ....الدكتور عز الدين اسماعيل فى كتابه التفسير النفسى للأدب..كما تناوله الدكتور شكرى عياد.... فى دراسة هامة نشرت بمجلة الأقلام العراقية....عام 1986 تقريبا..على ماتسعفنى به الذاكرة ....ورغم طرافة التناول من جهتك...وأنت تمتلك اسلوبا مثيرا جدا ورائقا....الا أنك لم تضع التقنينات التى تمكننا من قياس المتعة... فليس هناك مسبار لكى أقول ان هذا النص يتميز عن غيره فى المتعة ..للأسباب الاتية...والله ان اطروحاتك هامة وجادة...ولولا تميزها ما شاركتك فيها...تحياتى لشخصك النبيل والكريم...وبالحوار مع بعضنا نصل ببلادنا الى بر العلم الاامن ..د. رمضان الحضرى..