عرض مشاركة واحدة
قديم 06 / 02 / 2011, 17 : 09 PM   رقم المشاركة : [2]
ماجد وشاحي
كاتب نور أدبي مشارك
 





ماجد وشاحي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

:sm288: رد: اليمامة المشردة

في روضةٍ عند الأصيلِ يمامةٌ
وقفت تنوحُ على علٍ مياسِ
فسألتها يا ذي الجميلة ما جرى
ولِم البكا يا متعة الجُلاس
فالنوحُ – ما تدرينَ- شؤمٌ خالِصٌ
ودموعك ابتلت بها قرطاسي
مسحت مدامعها بذيلِ ردائها
والوجه ينبئ بالأسى والباس
قالت بصوتٍ خافتٍ ومُحشرَجٍ
لم يُبكني إلا الشديدُ القاسي
فأثارني حبُ الفضولِ وشجوها
ودموعها مع حرّة الأنفاسِ
فأخذتُ أسأل عن حقيقةِ أمرِها
فلعلني مما تنوحُ أواسي
ردتْ - وغصتْ بالدموع- فإنني
ما قد علمتَ رقيقةُ الإحساس
قد عشتُ أصدحُ بالرياضِ وديدني
بين الغصونِ وفوق طل الآس
الحبُ ديني والغناء معيشتي
والسلمُ أنشره لكل الناسِ
لكن بقائي بالسعادةِ لم يدُمْ
إذ جرعتني السودُ مرَّ الكاسِ
هذي الرياضَ جميعها كانت لنا
واحتلها الغربانُ بالإغلاسِ
قتلوا الكثيرَ وشردونا عنوةً
ومع التشردِ لوعة الإفلاسِ
والآن آتيها بكلِ تيقظٍ
حذِراً أراقبُ غفلةَ الحراسِ
هذا الذي صدع الفؤاد وغمهُ
فجراح قلبي ما لها من آسِ
كيف المعيشةُ في الشتاتِ تطيبُ لي
والروضُ أصبح موطن الأنجاسِ!!
باللهِ قل لي يا ابن آدم ناصحاً
كيف الخلاصُ من العدا في الناسِ؟؟
فالله كرمكم بعقلٍ نيرٍ
ولكم مِراسُ في الحِجا والباسِ
لم أدرِ كيف أجيبها وكأنني
من قولها كُبِّلتُ بالأمراسِ
فسألتها ألكم زعيمٌ ناصِحٌ
قالت : نعم بالذلِ والإبلاسِ
ما زال يهذي بالسلام مردداً
الحرب والتقتيل شر لباسِ
وسألتُ عن قاضي الطيورِ فأنبئتْ
كالهرتينِ وقسمةُ النسناسِ
قلتُ اسمعي فنصيحتي مِن واقعٍ
عايشتهُ وخبرتهُ في الناسِ
ما عاد حقٌ في الدُنا لِمفرِّطٍ
أو خائنٍ لبلادهِ أو ناسِ
الحقُ يُرجعهُ غيورٌ مخلصٌ
خبِرَ الحروبَ وصحبةِ المتراسِ
فالحربُ دربُ الطالبينَ لِحقهمْ
ليس النحيبُ ومنطقُ الأيّاسِ
فالسلم لن يُجدي لنيلِ حقوقكم
من كف وحشٍ ظالمٍ خلاّسِ
فرأيتها طارتْ تُرددُ بالفضا
لا حلّ إلا باجتثاث الراسِ

ماجد وشاحي غير متصل   رد مع اقتباس