رد: يجافيني القلم
لقد ملأتم هذه الصفحة حبوراً وأشعر بأنّني إنسان سعيد للغاية.
أشكركم على التواصا والكتابة في ضرورة استخدام القلم بالنسبة للكاتب.
قبل سنوات كنت أرسل ابنتي الى المدرسة الموسيقية في صوفيا (متخصّصة وتستقبل المواهب عبر مسابقة وطنية سنوية) وكنت انتظر في غرفة مدّرسة البيانو لأكتب ملاحظاتها، وكانت المدرسة وما تزال عصبية وحادّة المزاج أحياناً. وبدأت المصطلحات الموسيقية المكثّفة تتراكم في ذاكرتي يوماً بعد يوم. استمر هذا الأمرسنواتٍ طويلة. كنت أفهم الموسيقى وأدرك الفكرة التي ترغب توصيلها المدرّسة الى ابنتي. وبعد ذلك تطوّرت الصغيرة وأصبحت تذهب لوحدها الى المدرسة وأخذت تعزف لليست وبيتهوفن وموتسارت ورحمانينوف وتشيرني وتطول القائمة. بيد أنّني لم أكن قادر على التحرّر من المخزون الموسيقي في روحي وانا لست عازف.
وفي إحدى الليالي عزيزتي سلوى، استيقظت كالملسوع وبحثت عن القلم تماماً كما حدث معك. وكان النصّ الشعري الأول creshendo حيث تتصاعد الموسيقى من حالة الهدوء الى العنفوان. النصّ الشعري الثاني decreshendo ثمّ forte , pianisimo واستمرت حالة الجنون هذه حتّى الساعة الخامسة صباحاً. كنت قد كتبت خلال ليلة واحدة مجموعة متكاملة من الأشعار تحمل عنوان viva la musica للأسف الشديد كنت قد كتبتها باللغة البلغارية، ونشرت على الفور في الصحف الموسيقية المتخصّصة وأصدرتها في ديوان مستقل.
حالة الإبداع تكون غير واعية أخي كنان. أو أنا أشعر بها على هذه الشاكلة.
أخي العزيز رشيد، أشعر بأنّ ماكتبته جاء دفعة واحدة ودون مقدّمات. وهذا أيضاً الردّ الوجداني الذي طرحته العزيزة المبدعة ميساء.
لا بدّ أن هذا السيل الجارف من الإبداع لن يتوقّف الآن. أعتز بالتواصل معكم جميعاً.
أعتزّ بتواجدي بينكم الليلة ونهار الغد وبعد غد.
دمتم بخير جميعاً.
|