08 / 02 / 2011, 39 : 10 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي
|
الأدب المتميز والإضافات الباهتة
[align=justify]
يحار المرء أحيانا من بعض مبدعينا وأدبائنا المتميزين ، أصحاب البصمات المؤثرة الكبيرة، الذين أغنوا الثقافة العربية على مدار سنوات طويلة بكل ما هو جيد، حين يقدّمون في حيز زمن ما كتابات أو إبداعات لا يمكن أن ترقى بأي شكل من الأشكال إلى القيمة العالية والرفيعة لكتاباتهم وإبداعاتهم السابقة ، حيث يشاغبون بذلك أو ينتهكون جمالية مسيرتهم الأدبية الغنية والثرة، مما يعني أنهم يقوّضون أسس بناء تعبوا في رفعه ودعمه ليكون صورة وملامح عمر مليء بنبض العطاء الكبير ..
هناك خطأ ما يتسبب في كسر الحيز الجمالي عند هذا أو ذاك .. والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن يقول لمَ يفعل المبدع والأديب والفنان ذلك ، وهو ليس بحاجة إلى الجديد الباهت ، ما دام قد وصل في عطائه إلى مرحلة متقدمة غنية.. لا شكّ أنّ كل واحد منا، يصل إلى مرحلة ينضب فيها أو يقلّ نبع الإبداع عنده ، وإذا كان للسنوات فعلها ، فقد لا تكون القانون النهائيّ، إذ قد يحدث ذلك في شرخ الشباب وأول العمر ، حيث لا يجد المبدع القدرة على إضافة الجديد، فهل يعني ذلك أن يقدم أي شيء ومهما كانت قيمته متدنية ، فقط من أجل الاستمرار؟؟!!..طبعا لا..إذ من واجب المحيطين من أصدقاء وأهل ومقربين ، أن يقولوا لهذا المبدع كفى فما عندك من إبداع غني وجيد يكفي ، ولا داعي لأن تضيف ما يؤثر على سوية هذا الإبداع سلبا ..
كثير من مبدعينا رحلوا في شرخ الشباب ، وأعطوا ما أعطوا بجمالية تتفوق على أي جمالية.. والقول لو أنهم عاشوا أكثر لأعطوا أكثر ،أو لو أنهم عاشوا حتى هذا الزمن أو ذاك فكم كانوا سيضيفون، مجرد عبث لا معنى له .. لأنهم في واقع الحال قدموا ما هو موجود وحقيقيّ وغنيّ وقيمتهم تنبع من الموجود لا مما كان سيوجد ، لأن ما كان سيوجد شيء لا معنى له وهو مرتبط بتمنٍ لن يصل بنا إلى شيء .. والقيمة ليست قيمة عدد أو كمّ بل قيمة كيف ومعنى ومضمون.. ولا غرابة أن يسجل صاحب كتاب واحد أهمية تفوق بكثير قيمة من يعطينا خمسين أو ستين كتابا لا تجد فيها ما يغني ويفيد .. فالكتاب الواحد حين يكون مليئا بالإبداع العالي والقيمة الفنية المتميزة ، يتفوق قيمة بطبيعة الحال على كمّ من الكتب لا يحصى حين تكون هذه الكتب مجرد ثرثرة أو إضافة عناوين تراكم الكم على حساب الكيف .. طبعا لا أقصد هنا التعميم ، فهناك كثر ، لهم عدد كبير من الكتب ، كلها غنية وثرة ومتميزة .. ويصح هنا القول إن كتابا واحدا قد يكون دون فائدة ولا يذكر لأن كاتبه لا يملك الموهبة ، بينما قد يكون صاحب مائة كتاب في قمة الإبداع لأنه مطبوع على العطاء الكبير ذي القيمة الرفيعة .. المهم أن ننتبه إلى مسيرة العطاء ، وإلى كلّ خطوة يخطوها المبدع ..
إذن هناك قاعدة أو سنة يجب أن نستنها تقول : إبداعنا يجب أن يخضع لرقابة ذاتية صارمة تستطيع أن توجد الكابح في الوقت المناسب .. عليّ أن أشير هنا إلى أنني قرأت منذ أيام ، وعلى صفحات الانترنت ، قصيدة طويلة جدا، لشاعر أقدره وأحبه وأعرف ويعرف كثيرون أنه شاعر متميز كبير له صوته في عالم الشعر العربي، هذه القصيدة لا يمكن أن تكون لشاعر مثله أو لأقل منه ألف مرة ، والسؤال لماذا ؟؟.. كنتُ أتمنى أن يكون قربي منه أو صداقتي تتيح أن أقول كفى يا صاحبي ما قدمته من شعر ونثر وكتابات حتى الآن يكفي .. لكن المعرفة في كثير من الأحيان لا تصل حدّ الصداقة التي تسمح لنا بذلك ، فليت الأصدقاء الخلـّص المقربين يقومون بما عجزت عن القيام به .. وهو قول يعمّ ولا يقف عند أديب أو مبدع واحد..
نشرت في صحيفة البعث بتاريخ 7/2/2011
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|