الشاعرة الفضلى : صليحة دحمان...أنا أتابع ماتكتبين من شعر وخواطر وقصة قصيرة جدا... أنت عندى شاعرة...بل سأراهن عليك فى القريب العاجل... الشعر عندك فطرة...والفكر عندك حس... والحس عندك منظم.....قرأت لسيادتك قصيدة هكذا الألوان...وهى أيضا من شعر التفعيلة.... وشعر التفعيلة يخضع للتفعيلة ... وليس لبحر شعرى... ولذا وجدتنى متعجبا من قول أستاذى .... محمد صالح الجزائرى... وهو شاعر لافوض فوه....وصاحب تجربة شعرية عريضة...عجبت حينما قال انها من بحر الخبب... وبحر الخبب هذا هو المتحور عن المتدارك...وياتى على صورتين...الاولى { فعلن } _ _ _ 5 بفتح الفاء وكسر العين وفتح اللام وتسكين النون... والثانية { فعلن ...أو فاعل } بفتح الفاء واللام وتسكين العين والنون فى { فعلن } لتصبح {فاعل}.... والخبب تتكرر تفعيلته فى الشطرة اربع مرات...والخبب لغة هو بدايات النطق عند الأطفال ..مثل بابا وماما.. ولو كررنا كلمة منهما اربع مرات ..نحصل على شطر الخبب.. بابا بابا بابا بابا.....ماما ماما ماما ماما...وكذا يطلق على صوت الساعة..تك تك ولو كررنا تك تك فى الشطرة أربع مرات سنحصل على الخبب....أما ما كتبت أنت فهو على تفعيلة { فاعلن } بما يصيبها من متغيرات...{فاعل ... فعل...فعلن .. فاعلن }...وزاد عجبى حينما قرأت كتابة شقيقي وأخى الأكبر مقاما ومنزلة وان كان يصغرنى سنا... الاستاذ المقدم حسن سمعون حينما علق أن هناك أخطاء ولم يشر اليها...ويؤيد كذلك شاعرنا المكرم محمد صالح الجزائرى....بيد ان القصيدة التى قدمتها.. معلنة عن شاعرة تستنزف قوى الكلمات... وتخرج من الطين ضوء فى الظلام...تلك قصيدة لا يمكننا أن نتناولها الا من خلال أدبياتها... فهى مشهد شعرى يصبو الى الدرامية.... وكل فنون القول تصبو الى النزعة الدرامية.... التى تصور الوجه والوجه الاخر... والكلمة الدرامية فى أبسط تعريف لها هى كلمة الصراع... والصراع بين المتناقضات.. وليس بين المتضادات....فليس هناك صراع بين الليل والنهار الا اذا جعلتهما رمزين... والتناقض هو الذى يبرز الفكر من خلال عرضه للتفاوتات فيها.... فحينما أريد أن أبرز اللون الأسود لا أزيد سواده.... بل أضع فى وسطه خطا أبيض... فيتضح هذا السواد... أنت تتحدثين عن الجسد الالى المصلوب...لتقدمى صورة القهر.. والخوف... وسلب الارادة والحرية....تغيرت الامور فى نظرك... وتبدلت الاوضاع... فلم يعد العجوزان يلعبان...ولم يعد صوت للقوة ..بل الصوت للضفادع... فالضفدع نق... لم يعد السمر للشاعر... بل للبوم....وهذه هى المتناقضات ... والصراع بينهما على اشده... كوب الماء صنع بحرا...افتئات على الواقع... لم يعد الواقع مطاقا... دعك من الثورية... وتناول هذه المقبلات.... فالطعام اشهى من المجد.... لأن المجد والتاريخ مهزلتان... استنفذت ما تملكين من صبر... تحتاجين للبحث عن مواطن الصبر... قصيدة ليست لمبتدئة ابدا ... بل لشاعرة تقول ما تفهم... وتفهم ما تقول... أما الاستخدام للخطاب الشعرى... وكيفية تقديم رسالتك... والصورة المنتقاة... وتشابك العلاقات... فى الحدث والتصوير...واستخدام تقنيات الحوار.. لعرض مشهد.. وتراكم المتواليات اللفظية للاخبار بحادثة ... كل ذلك يحتاج منى ... ومن غيرى ....الى بسطه وطرحه .... لله درك من شاعرة متواضعة اريبة....أرأيت ان شكرتك..أو قدمت تحيتى ... هل تقبلين ؟؟؟ د. رمضان الحضرى...

