رد: قصة { .. بَـوّابـة ُالسّماء.. } ... بقلم محمد حليمة
أستاذ عبد الكريم ..
أشكرك على رأيك النقدي الواعي ، المتعمق .. والذي كنتُ أنتظره ـ ولا أخفيك ـ منذ مدة ليست بالبعيدة ، لما شهدته فيك من رأي ليس متحيز ، ومن صراحة تجتهد ان تقولها ، من غير أن يحرجك من ان الواقف امامك هو صديقك الحميم ، أوشخص لا تجمعك به سوى معرفة سطحية ، ومع ذلك فإنك تقول رأيك أو نقدك بكل رقي ، وأدب ، مبتعدا عن التجريح ، أو التقزيم ، ولذلك كله ، كان رأيك يهمني جدا ..
أما عن سؤالك .. فمن أنا يا سيدي ..حتى أحرم ما أحله الشارع ، أو أمنع ما أباحه ، وليس لدي مانع من أن أتزوج ـ شخصيا ـ فتاة مسيحية ، ولكن على أسس يجب أن نتفاهم عليها ، ومن ثم نقرها ، قبل أن نخطو خطوة واحدة في طريق الزواج ، وهذا ما انا عليه ، وأومن به ...
أما عن جملة ( .. يخاله الناظر أنه قادم من سفر بعيد شاق ...الخ ) والتي أرجعتها أنت إلى أسلوب الرواية .. فهذا أعزوه إلى محبتي وميولي وكتابتي أولا للرواية ، وليس للقصة القصيرة ، التي أنا غير مطلع على فنها ، بقدر اطلاعي المتواضع على فن الرواية .. وربما نقلت ميولي للرواية إلى هنا ـ في القصة ـ وهذا طبعا ليس بعذر ، إنما هفوة مني أعترف بها ، فلكل مقام مقال .
وبالنسبة لـ .. ( .. .. هل ألوم نفسي التي انقادت إليك دون وعي منّي ..) فلماذا يا أستاذ عبد الكريم .. أرجعت فورا هذا اللوم والتبكيت ، لسبب اختلاف الدين ، ولماذا لم ترجعه إلى حبها لملهم الذي أذاقها من العذاب أمره ، وهذا الذي قصدتُ ، فهي تلوم نفسها لأجل أنها أحبت ملهم ، وبسبب هذا الحب هي الآن تعاني الضنك والعذاب والهجران ، من أغلى انسان على قلبها ، وهذا اللوم على الحب... يشرح الحالة النفسية القاسية ، والمزرية التي كانت تعانيها ، والتي بسبب قصر القصة المفروض لا يمكنني أن أشرحه أكثر من ذلك ، وهذا اللوم يمكن أن نجده عند حبيبين من نفس الدين ، إن حال دون استمرارهما حائل .. ( أرجو من كل قلبي إن لم تقتنع ، أو عندك شيء تريد أن تضيفه ، ألا تمتنع عن ذلك ، فأنا من أشد الناس الذين يفرحهم من يهدي إليهم أخطاءهم ..)
أبادلك المحبة بأكثر منها ، وأشكرك على اهتمامك وودك ، فأنت من القلائل الذين يجيدون كيف يتكلمون .. أشكرك مرة أخرى من كل قلبي .
|