18 / 02 / 2011, 04 : 04 AM
|
رقم المشاركة : [21]
|
مشرف - مشرفة اجتماعية
|
رد: الأعلام الفلسطينيون في الموسوعة الفلسطينية ( المجلد الثالث )
عبد الغني بن عبد الواحد الجمّاعيلي
( 541 – 600 هـ ) ( 1147 – 1204 م )
هو أبو محمد , تقي الدين الجماعيلي , المقدسي , الدمشقي , الحنبلي , ولد في بلدة جماعيل كما ورد اسمها في المصادر القديمة و ( جماعين ) كما يلفظها اهلها اليوم بجوار نابلس وكانت فلسطين كلها تحت حكم الفرنجة الصليبيين , أسرته آل قدامة أسرة علم لم تستطع البقاء في بلدها فهربت مع مجموعة من أسر الاقرباء الى دمشق وعمر عبد الغني عشر سنوات نزلت الأسرة المهاجرة في ظاهر دمشق وشعرت أن مذهبها الحنبلي ليس له سوق في هذه المدينة فبنت لنفسها قرية صغيرة في سفح قاسيون ودرس ابنها عبد الغني أولاً عل شيوخ دمشق وكان في العشرين من العمر حين قصد بغداد مع أخيه الموفق سنة 1166م , فبقي يسمع الى شيوخها أربع سنين وظهر ميله الى الحديث وحفظه وأعانه على ذلك حافظته القوية ثم أقبل عليه يأخذه في مصر سنتي 570 على الحافظ السلفي في مطلع أيام صلاح الدين الأيوبي هناك وقد ختم الحافظ تقي الدين رحلاته في طلب الحديث برحلة الى همذان وأصبهان والموصل بعد سنة 570 ثم عاد ليستقر في دمشق بعد أن أصبح في عداد الحفاظ المشهورين . كانت دمشق في تلك الفترة قد أصبحت عاصمة صلاح الدين وقاعدة المقاومة الإسلامية ضد الفرنجة ثم جاءت معركة حطين وتصفية مملكة القدس اللاتينية وما بعدها من الأحداث فجعلت من دمشق مركزاً يجتذب اليه كبار العلماء والفقهاء والرجال ويموج بالحيوية الفكرية والدينية الى ما يزخر به من الحركة العسكرية والسياسية فكان تقي الدين أحد الأعلام البارزين في هذه الفترة , ساهم في بناء المركز الحنبلي الضخم في صالحية دمشق وكان ركيزة من ركائزه يحدث ويفتي ويؤلف ويحصي له مترجموه ما يزيد على خمسة واربعين مؤلفاً معظمها في الحديث وبعضها في الرجال ومنها مؤلفه ( الكمال في معرفة الرجال ) في عشرة مجلدات ( مخطوط ) . كان كريم اليد والخلق ( شديد التقى , ذا شخصية مؤثرة, يروون أن الناس في اصبهان أو مصر كانوا يصطفون على طريقه لينظروا إليه ويتبركوا , لكنه كان حاد الطبع , شديداً في القول بما يعتقد وفي العمل به وقد تسبب في ذلك خلق المشكلات له في أصبهان والموصل ثم انتهى في دمشق باذاه وله في أصبهان والموصل ثم انتهى في دمشق بأذاه وإخراجه من البلد فقد كان الرجل حنبلي المذهب وكانت بين الحنبليين والشافعيين منازعات وإن لها تاريخ طويل في بغداد وغيرها وكان جلّ الفقهاء الذين اجتمعوا في دمشق من الشافعية فما لبثوا أن أخذوا عليه بعض القول الذي يرفضونه في صفات الله فرفعوا الأمر الى الملك الايوبي والي دمشق واجبر على ترك دمشق فخرج الى بعلبك ثم الى مصر وبالرغم من انه قد لقي الترحيب الكبير والإكرام الواسع هناك فإن الفقهاء لاحقوه فيها بالإتهام وقد سجن سبع ليال ثم اطلق , ولم يطل عمره بعد ذلك , فقد توفي في القاهرة تاركاً في نفوس أصحابه والناس من الاثر ما جعلهم ينسبون إليه الكرامات ويكتبون في سيرته بعض كتب المناقب .
يتبع
|
|
|
|