عرض مشاركة واحدة
قديم 16 / 03 / 2008, 34 : 08 PM   رقم المشاركة : [3]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: حوار مع الأديب و الباحث الكبير محمد توفيق الصوّاف

كامل الشهابي16/12/06 04 :38 04:38:06 PM
قيد النشر

الأديبة الموقرة هدى الخطيب فعلا لماذا لا تجرين حوارات مع شاعرنا الكبير طلعت سقيرق ومع الأدباء الذين ذكرتهم .. خاصة أن الأديب حسن حميد الروائي والقاص الفلسطيني المعروف قد كرم في الفترة الأخيرة وأنتم في الموقع ذكرتم ذلك ؟؟.. وسؤال للأستاذ محمد توفيق الصواف مجموعتك القصصية " ميت في اجازة " لا يمكن أن تكون الأولى حسب بنيتها الفنية وأبعادها هل هناك غيرها قيد النشر أم ماذا ؟؟..

نبيلة الكرمي16/12/06 04 :41 04:41:44 PMأهلا بأديبنا


أهلا بك أستاذ محمد توفيق الصواف نعتبر استضافتك تكريما لك ولرواد الموقع لما تتميز به حضرتك .. بصراحة كنت احسب أنك من فلسطين لقرب كتاباتك من الجو الفلسطيني .. على كل يا سيدي لك التحية من فلسطين وأهلها .. سؤالي بدأ غسان كنفاني شهيدنا الراحل بتقديم الأدب الفلسطيني في الداخل وطالت السنوات حتى قام أديبنا وشاعرنا طلعت سقيرق بكتابة " الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني " و" الانتفاضة في شعر الوطن المحتل " و" عشرون قمرا للوطن " وكتبت حضرتك (الانتفاضة في أدب الوطن المحتل ـ دراسة في القصة القصيرة( وظني أن هذا كل ما صدر عن أدب الوطن المحتل في الوطن العربي .. برأيك لماذا مثل هذا التقصير من الآخرين ..؟؟.. وماذا عن الكتب التي قدمتموها ؟؟..

محمد توفيق الصواف16/12/06 05 :42 05:42:35 PMالأخت غانية رستم، تحية وبعد،
نزولاً عند رغبتك بقراءة شيء من شعري، فهأنذا أرسلُ هذه القصيدة التي كتبتها أيام الشباب، راجياً أن لا تزعجكِ شكلاً ومضموناً، فإن وجدتِها مزعجة، فذنبك على جنبك، لأنك أنتِ التي طلبتِ نموذجاً من كتابتي الشعرية.
القصيدة تعود إلى عام 1977، وهي بعنوان: (الرحيل من مدن القهر..)..
لا تبخلي علي برأيكِ فيها، حتى ولو كان سلبياً..

الرحيل من مدن القهر...
محمد توفيق الصواف
(1)
مدن القهرِ
دنيا أخرى...
تتشكَّلُ في غيبٍ ملغزْ...
(ممحاةٌ وظلالٌ قاتمةٌ ورمادْ...،
وتلالٌ من جثثِ الأحلام المفتَخَرَهْ...)..
مدن القهرِ
الكلُّ سواءٌ فيها:
طفلٌ يحبو..،
رجل يهذرُ،
بطلٌ ينهضُ بالأوطان شموخاً..،
أنثى تسقطُ..،
أنثى تلدُ مسيحاً..،
شيخٌ خرِفٌ....
الكلُّ سواءْ...
مدن القهرِ
لا تسعلْ فيها..
ذراتُ الحقدِ لها آذانْ،
وسعالُكَ يعني أشياءً،
فاكسبْ وقتكَ فيها..
قفْ... وتحركْ، في آنٍ،
وتزيَّفْ...
فالزيفُ سلاحٌ لا يُغلَبْ..
وترهَّبْ وازْنِ بلا خوفٍ،
تصبحُ ربّاً فيها،
رغم النور المتأطِّرِ في حلق الدهشهْ!!
فالزهري، داءٌ في العينينْ،
والسِّلُّ يُصيبُ الآذانا،
والقلبُ مكان الأنفْ،
والخدُّ على ظهرٍ مصفوعْ..
دنيا أخرى..
مدنُ القهرِ...
حسنٌ أن تصنعَ فيها،
من أعصابِ الناسِ حلوقاً تحلمُ بالخبزْ...
أمَّا أن تصنع من بسماتِ الشمس معابرَ للآمالْ،
فحرامٌ.. لا.. لا تفعلْ...!!
دنيا أخرى..
دنيا أخرى...
(2)
أتغرَّبُ في غاباتِ الحرفِ المتجذِّرِ،
في ماضي الأخبارْ
فأرى:
الكلَّ يُقاتلُ حتى الميْتَ،
وما من ميتْ..
وأرى القبرَ الأبلهَ يتسكعُ في درب الأبطال بيأسٍ،
يبحثُ عن جثهْ..
لكنْ،
في زمني،
ماتتْ أزمنةُ الأخبارِ الحلوهْ..
أتكَوَّرُ قبضةْ،
وأمدُّ شراعَ الرفضِ على خارطة اليأسِ المتحدي،
أنادي:
لن أقبلَ...
أتلاشى...
أغدو ظلاً،
ينتظرُ أمام الزاويةِ المصلوبةِ،
في عين الرفضْ...
حيثُ سوادٌ يمتشق الرعبَ ويصرخُ بي:
- هل تفهمْ؟
- لا..
يتجهمُ،
يُمسكُ بي منفعلاً:
- إنْ لم تفهمْ... مُتْ!!
(3)
يرحمك الله أيا ربعي،
فالذعر الطالع من عينيكَ يقولُ: كسوفاً..
يرحمك الله أيا وطني،
سنتاجرُ بالحرفِ المسؤول، إلى يومِ وفاتِكْ...
هل تعرفُ أن تصنعَ كفناً؟
يرحمك الله أيا وطني...
لِمَ نجبتَ مسوخاً؟!!
أمكَ خاطئةٌ يا وطني..،
فلتَقْتُلْها،
قبل هبوبِ الريحِ المشغوفة بالأخبارِ النتنةْ..
هل تعرفُ أن تقتل أمك؟
بكلامٍ يتضَوَّعُ كذباً..
فالكلمة أمضى من سيفٍ في قلب العاشق
وتبختَرْ في العرسِ الدامي:
- ماتتْ خاطئةً أمي!!
يرحمك الله أيا شعبي،
يا بعضي..
يا كُلِّي..
فالصبرُ الرابضُ في عينيك، يقول: وداعاً...
يرحمك الله أيا وطني..
لِمَ أنجبتَ مسوخاً؟
يا وطني! الوقتُ قصير..،
والريحُ تصرُّ على الأبوابْ،
والرايةُ أفئدةٌ حبلى بالآهِ وحقدٍ..
فانبذْ أتعابك، واتبعني..
واحصدْ أحقادك، واتبعني..
واحصدْ أبعادكَ، واتبعني..
فعسانا نلجُ جنانَ الحلمْ،
فجنانُ الحلمِ هي المأوى..
(4)
جاؤوا
من أوهام الحذرِ المنخورةِ بالجبنِ، وقالوا:
لا ترحلْ...،
فالغربةُ ترتاد الوحلَ إلى أرضِ الظلماتْ..
تمشي في موكب من رحلوا: حزناً وحنيناً وأسى..
ستذوقُ الحزنَ بألفِ لسان..
وتذوقُ الخوفَ بألفِ لسان...
وتذوقُ الفقرَ بألفِ لسان...
لا ترحلْ..
الغربةُ سكينٌ لا يشكمها عرفٌ أو قانونْ..
لا ترحلْ..
فأجيبُ بشفَتَيْ مسكونٍ بالرعبْ:
بلْ أرحلْ..
فرداء الشمس المشرقةِ، يناديني...
ودبيبُ اللامعروف، اللامألوف، يناديني..
والعريُ الخارجُ من أعصابِ الكبتِ
لساناً يحكي الخوفَ بلا خوفٍ
يناديني...
يغريني صمتُ الأوديةِ المجهولةْ...
يغريني عبَقُ الحرفِ الرابضِ،
في قممِ الـ (لاّ...)
يغريني تعبٌ يعقبه نومٌ هادئ..
تغريني الصيرورةُ إنساناً،
لا يخشى صوتَ السوطِ،
ولونَ الحبِّ،
وطعمَ النورِ يذوبُ على النظراتِ
جموحاً ورؤى..
فَدَعُوني...
سأسافرُ رغم الأفلاكِ الدائرةِ بعكسي..
سأسافرُ في عينَيْ عصفور مجنونْ..
سأسافرُ حلماً بجناحيْ عطَشِي،
كي أكشف ماذا...،
كي أفضحَ مخبأَ ضعفي...،
أكي ُبحرَ في نبضاتِ الغامضِ من عمرٍ ولَّى قهراً،
بحثاً عن أرضٍ بكْرٍ..
بحثاً عن أرضٍ لا تعرفُ خوفاً...
كي أعرفَ طعمَ العيشِ بلا خوفِ...
(5)
ورحلتْ...
من جمجمة الصمتِ المعجونةِ بالخوفِ طَلَعْت..
كالماردِ يطلعُ من قمقمْ..
في عينيَّ تنوسُ الدنيا..
في حنجرتي،
آلافُ الأصواتِ المخنوقةِ من زمنِ الطوفانْ...
وبكفَّيَّ أخذتُ أهزُّ العالمَ كالإعصارْ..،
كضميرٍ من غضبٍ أبلجْ،
لأصيرَ الإنسانْ..
فأنا.. منذ الطوفان،
أحلمُ أن أصبح إنساناً،
أن أحيا إنساناً،
أن أقضيَ إنساناً،
أن أُدفنَ كالإنسانْ...
(6)
لن ترحلَ يا هذا المجهولُ من العالمْ..
إنْ ترحلْ،
ماذا نصنعْ؟
ماذا سيثيرُ تشوفَنا؟
فتعالَ، لتبقى فينا منبعَ رغبةْ..
تعالْ..
كنْ ضوءَ مسيرتنا،
نحو الشطآن المغمورة بالدفْ..
نحو الأودية اللابسةِ الغيمْ..
نحو الآمادِ اللامحدودة..
ولنُنشدْ أثناء مسيرتنا،
(أغنية المدن المنتظرة):
عيناكِ لقاءُ الأشتاتِ..
فوحُ الهمساتِ المشمومةِ من ثغرْ..
ظلُّ الأحلامِ المنسيةِ
ترقصُ عاريةً،
في عرس الكلماتِ الطفلةْ،
تتدحرج فوق شفَتَي طفلٍ لم يعرفْ طعمَ القهرْ..
وجهكِ لغةٌ أخرى..
يفهمها كلُّ العشاقِ بلا تمييزْ..
يفهمها حتى الأطفالُ...
شفتاكِ رحيلُ الحدسِ إلى أودية اللامعروف..
رئةُ الرؤيا..
واسمكِ... رمزُ الغربةِ،
يزرعُني في أرضِ الغربةِ عنكِ جنوناً..
يزرعني سنبلةً ملأى بالشوق إليكِ..
سنبلةً تحيا بلا جذرِ..
إذ فيكُ الجذرُ يشدُّ خطايَ،
فوق خرائط عشقٍ يتفجَّرُ عدواً،
نحو الآتي... تحت سمائكْ..
فانتظري العودةْ...
انتظري مني.... العودةْ...
دمشق، الثلاثاء، 10/5/1977


نبيل حماد الأسعد17/12/06 05 :45 05:45:21 AMقصيدة النثر

الأستاذ محمد توفيق الصواف المحترم
كتابتك عن قصيدة النثر كانت مجحفة وظالمة .. ما سبب كل هذا العداء لقصيدة النثر ؟؟.. لك كل احترامي وتقديري ..


نبيل حماد الأسعد17/12/06 05 :58 05:58:57 AMقصيدة النثر أيضا

الأديبة الجميلة المبدعة هدى الخطيب
أجبت عن السؤال بما يخص قصيدة النثر لكن بشيء من الدبلوماسية التي تبتعد عن مس مشاعر من كنت تستضيفين .. ليتك تفصلين هنا رأيك في قصيدة النثر وسؤالي هل يجوز التحدث عن الكتاب كما حصل ؟؟!!..


نبيل حماد الأسعد17/12/06 06 :00 06:00:18 AMقصيدة النثر أيضا وأيضا

الشاعر المحلق أبدا طلعت سقيرق
تعودنا منك الجرأة والميل إلى قول الحقيقة كاملة والابتعاد عن أي مديح أو تزلف في كل كتاباتك .. فلماذا ترددت في الرد عن الساءة لقصيدة النثر .. سيدي لا أريد أن أقول حتى لا تحرج أحداً فمواقفك معروفة في البعد عن المهادنة ، ولا أقول دفاعا عن الشاعر فالميل للحقيقة أس كتاباتك والصمت هنا غير جائز .. عذرا سيدي لكن فعلا أريد سماع رأيك خاصة ..


محمد توفيق الصواف17/12/06 08 :49 08:49:06 AMالجزء الأول من الرد
الدكتورة زاهية مستجاب المحترمة، تحية طيبة وبعد،
بسؤالك هذا، وضعتِ يدك على الجرح الذي طالما سعيتُ مع غيري لإيجاد دواء شافٍ له، دون جدوى... وأقصد جرح جهل معظم العرب بالأدبين الصهيوني والإسرائيلي، لأن حتى ما يُدرَّس منه في مصر الشقيقة دون المطلوب، في ظل استمرارية الصراع مع إسرائيل، من جهة، وحتى لو توقف هذا الصراع بأسلوبه العسكري من جهة أخرى، لأنه سيتحول إلى صراع حضاري، سلاحه الأقوى والأهم هو الثقافة التي يملكها كل طرف من طرفي الصراع عن الآخر..
هناك تقصير شديد ومعيب في معرفة العرب لخصمهم، وخصوصاً من الجانب الثقافي، أما بالنسبة لمعرفة العرب بالأدب الإسرائيلي، فلا أظن أنني أبالغ إذا قلت إنها تساوي صفراً، حتى الآن، في حين أن هذا الخصم قام وفي وقت مبكر جداً بمحاولة التعرف على العرب من خلال أدبهم.. وبهذا الصدد، تنبغي الإشارة إلى أن أدباء الصهيونية وإسرائيل قد بادروا، منذ أن وطئت أقدامهم الغازية أرض وطننا العربي، إلى ترجمة كمٍّ كبير من نماذج أدبنا ، قديمه وحديثه، ووضع دراسات عنها بالعبرية وغيرها من اللغات، ثم تسويقها في مختلف أنحاء العالم، بقصد المساهمة في التأثير على الرأي العام العالمي، وفق ما يخدم الصهيونية وإسرائيل وأهدافهما.
وقد لا يكون من الغلو والمبالغة القول، إن هذه المبادرة الإسرائيلية المبكرة للتعرف على أدبنا وأدبائنا، قد لعبت دوراً كبيراً في صياغة السياسات الإسرائيلية ضدنا، ثم في صياغة هزائمنا أمام تلك السياسات.. وذلك لأنهم لم يدرسوا أدبنا إعجاباً به وبأصحابه، ولا من أجل المتعة المعرفية أو الفنية، بل بحثاً عن عيوبنا في ثناياه، لتكون الثغرات التي تُمكنهم من النفاذ عبرها، إلى نفسية الإنسان العربي، واكتشاف مواطن ضعفها وقوتها، ومن ثم وضع المخططات التي توفر لهم النصر على أصحابها.. وأذكر، في هذا المجال، مثلاً، الترجمة المبكرة، في أربعينات القرن الماضي، والتي قام بها (أبا إيبن) رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، لكتاب توفيق الحكيم الهام جداً (يوميات نائب في الأرياف)، وما تلا هذه الترجمة من انكباب فريق كبير من النقاد والباحثين الإسرائيليين على دراسة نتاجات عدد من الأدباء العرب القدامى والمحدثين، مكرسين لهذه الدراسة وما رافقها من ترجمات إلى العبرية، جلَّ أعمارهم وجهودهم. كما انكب باحثون إسرائيليون آخرون على دراسة نتاجات العرب في مجالات الفنون الحديثة، ولاسيما فني المسرح والسينما، وأصدروا نتائج دراساتهم في العديد من الكتب. بل ثمة باحثون إسرائيليون تخصصوا في دراسة العربية الفصحى أيضاً، وبلغ بعضهم مرتبة عالية في معرفة خصائصها وأساليبها، كما هو حال البروفيسور (ساسون سوميخ) رئيس معهد اللغات والآداب في جامعة تل أبيب، بينما سعى آخرون إلى التعمق في دراسة العاميات العربية، كما فعل (يوحنان أليحاي) الذي وضع، عام 1977، أشمل قاموس يشرح الكلمات العبرية بالعربية العامية، ووضع آخرون معاجم عربية ـ عبرية هامة لتيسير دراسة لغتنا أمام الإسرائيليين الراغبين في تعلمها، هذا بينما دراسة العبرية، ما تزال إلى الآن، في بعض الدول العربية، مسألة أمنية، بل مدعاة للشك في وطنية الراغبين في تعلمها وتعليمها!
ومؤخراً، ذهب الإسرائيليون إلى أبعد من ذلك حين طرحوا بعضاً من نماذج الأدب العربي/الفلسطيني كمادة للتدريس في مدارسهم، من ذلك مثلاً، إدخال وزارة المعارف الإسرائيلية، عام 2000، بمبادرة من وزيرها آنذاك، (يوسي ساريد)، بعض قصائد الشاعر الفلسطيني محمود درويش، ضمن مناهج الدراسة الثانوية في المدارس الإسرائيلية، على الرغم من المعارضة اليمينية الشديدة لإدخالها، والمعارضة الخجولة التي أبداها رئيس وزراء إسرائيل، في حينه، (إيهود باراك) بحجة أن (المجتمع الإسرائيلي لم ينضج بعد لدراسة أشعار درويش). وقد اجتهد كثيرون في تعليل خطوة ساريد هذه، متفقين على أنها ليست حباً بشعر درويش، وإعجاباً به، بل كانت انطلاقاً من الرغبة في تعريف الإسرائيلي، منذ نعومة أظفاره، على أعدائه العرب وموقفهم منه، للحيلولة دون تأثره بما يطرحه أدباؤهم، على نحو يتعارض مع أهداف الصهيونية وإسرائيل. ولم تكن أشعار محمود درويش وحدها موضع اهتمام أدباء إسرائيل ونقادها، بدليل ترجمتهم لأشعار كثيرين غيره من الشعراء الفلسطينيين إلى العبرية ودراستها.
وبالمقابل، لم ينشط من العرب، في هذا المجال، إلا عدد قليل جداً، بينهم العبد الفقير إلى الله، وذلك لاعتبارات كثيرة تدل على ضحالة في التفكير وسوء تقدير لعواقب الإهمال في هذا الجانب الهام من الصراع.. ولعل في مقدمة المعوقات التي حالت دون ترجمة الأدب الصهيوني والإسرائيلي إلى العربية الاعتقاد الخاطئ لدى البعض بأن ترجمة نماذج هذين الأدبين تُسهل التطبيع مع العدو، ولكن أي تطبيع يمكن أن يتم عندما يرى العربي تلك الصورة النمطية القبيحة التي رسمها له أدباء إسرائيل في أدبهم؟


محمد توفيق الصواف17/12/06 08 :54 08:54:38 AMالجزء الثاني من الرد
إلى الدكتورة زاهية مستجاب المحترمة،
في سياق السؤال الذي بدأت الإجابة عنه، ولكي ندرك ـ نحن العرب ـ أهمية التعرف على الأدب الإسرائيلي ودوره في صياغة نفسية الجندي الإسرائيلي الذي يرتكب أبشع الجرائم بحق أبناء شعبنا، دون أن يشعر بأي تأنيب ضمير، دعيني أطرح سؤالاً هاماً، أقوم بالإجابة عنه، راجياً احتمال الإطالة:
إلى أي حد ساهمت نصوص الأدب الإسرائيلي في صياغة النفسية العنصرية ذات النزعات العدوانية ليهود إسرائيل؟
بداية، قد يكون من الضروري الإشارة إلى الحقيقة التي تقول: إن الأعمال الأدبية، في أي بلد، على اختلاف أنواعها، من قصة وشعر ورواية ومسرحية، يتجاوز تأثيرها، في متلقيها ـ وخصوصا إذا كان من أبناء البلد الذي أنتجت فيه ـ حدود المتعة، إلى المساهمة الفعالة في تشكيل جزء من بنيته النفسية والعقلية.. وعلى هذا يمكن القول: إن الطموحات والعواطف والمشاعر المتضاربة للفرد العادي التي تبرزها الأعمال الأدبية الصادرة في أي بلد، سواء عبر الصورة الشعرية الموحية، أو من خلال سيرورة الفعل ورد الفعل لأبطال الأعمال الدرامية، لابد أن تترك تأثيرا ما في نفسية متلقي هذه الأعمال وفي عقله.. ولأنه من المحتمل تَحُّول هذا المتلقي، في أي وقت، إلى جندي الساعة، عندما تتعرض بلده لأي خطر من أي جهة خارجية، أو عندما ترغب قيادته في شن حرب على أي بلد مجاور أو بعيد، حتى وإن كانت هذه الحرب عدوانية، فإن تأثير الأعمال الأدبية والفنية التي قرأها أو شاهدها، كثيرا ما يظهر في ممارسته السلوكية، على أرض الواقع، ذلك أن هذه الأعمال قد ساهمت، عن وعي منه أو عن غير وعي، في تشكيل جزء من نفسيته وجانب مهم من قناعاته العقلية، فإذا به يتصرف في ساحة السلوك، قريبا، أو على نحو مشابه، لتصرف بطل هذه القصة أو تلك الرواية التي قرأها، في ظرف مماثل...
بتعبير آخر: نلاحظ أن تلك الطموحات والعواطف والمشاعر التي قد تبدو فردية في العمل الأدبي، وغير متبلورة واقعيا، أي متخيلة، هي التي تتم بلورتها وتحولها إلى فعل ملموس على أرض الواقع، وخصوصا في أوقات الحرب، بل هي التي تبرز أثناء المعارك بوصفها عقلية ذلك الفرد المحارب ونفسيته.
على افتراض صحة هذه الرؤية لتأثير العمل الأدبي، في نفسية متلقيه وعقليته، وتطبيقها، من ثَمَّ، على جدلية التأثر والتأثير بين نصوص الأدب الإسرائيلي ومتلقيه من يهود إسرائيل تحديدا، يمكننا القول: إن التحليل الموضوعي لنتائج هذه الجدلية على الصعيد السلوكي للشخصية الإسرائيلية، وخصوصا في ساحة الحرب، يقودنا إلى حقيقتين هامتين، تتعلق أولاهما بدور المضامين التي تمحور حولها، وما يزال، نتاج معظم الأدباء الإسرائيليين، وتأثيرها في البنية النفسية للفرد الإسرائيلي، وهي مضامين تُكرس النزعة العدوانية من منظور عنصري ضد العرب، وفي حالتي السلم والحرب معا... أما الحقيقة الثانية، وربما تكون الأهم، فهي أن ما تدعو إليه تلك المضامين المشبعة بالروح العنصرية العدوانية، ضد العرب، لم تبقَ مجرد كلمات، بل تمت بلورتها، بالتدريج، لتتحول إلى أفعال وممارسات غير إنسانية، يقوم بها الفرد الإسرائيلي ضد الإنسان العربي، ولاسيما، في حالات اشتداد الصراع بين الطرفين...


محمد توفيق الصواف17/12/06 08 :56 08:56:07 AMالجزء الثالث من الرد
إلى الدكتورة زاهية مستجاب المحترمة،
ولكي نضيء أكثر كيفية تحوُّل نتائج التأثير الأدبي للنصوص العنصرية التي أنتجها أدباء إسرائيل، إلى ممارسات سلوكية، تتسم بالعدوانية المفرطة، قام بها، وما يزال، معظم الإسرائيليين الذين قرأوا بعضا من تلك النصوص، في مرحلة ما من مراحل حياتهم، قد يكون من الضروري، التعرف أولا على بعض ما ورد فيها، من صفات سلبية تم استخدامها في رسم صورة مشوهة للشخصية العربية، تدفع أي يهودي يطلع على ملامحها إلى كره صاحبها واحتقاره والحقد عليه والرغبة في إيذائه والفتك به..
ولا أدل على صحة هذا المعطى، من اعتراف أديب كـ (عاموس عوز) الذي يضعه النقاد الإسرائيليون في مقدمة مبدعي الأدب الإسرائيلي.. ففي برنامج أدبي جرت وقائعه، في جامعة (تل أبيب)، عام 1979، حول الصورة النمطية للعربي في الأدب الإسرائيلي، وأشارت إليه الروائية الإسرائيلية (شولاميت هارإيفين)، في مقال لها نشرته، في صحيفة معريف الصادرة بتاريخ 20/4/1979، قال (عوز)، أثناء ذلك البرنامج، معترفا دون أدنى مواربة: (العربي في أدبنا شخصية هزيلة، ونمطية دائما، نكنُّ لصاحبها الكثير من الاحتقار والترفع والاتهام، وقدرا ملحوظا من الحقد).. وبدون تردد أو مواربة أيضا، لم يستثن (عوز) أيا من أدباء إسرائيل أو يهودها من تهمة النظر إلى العربي والشعور تجاهه، على هذا النحو العنصري العدواني، إذ قال معمما: (كلنا عموما)..
وإذا انطلقنا من اعتراف (عوز) الآنف، في محاولتنا تتبع التأثير السلبي لصورة العربي المشوهة، في الأدب الإسرائيلي، على نفسية متلقي هذا الأدب وعقليته ومواقفه من صاحب هذه الشخصية، وكيف تمت ترجمة نتائج هذا التأثير السلبي إلى سلوكيات مفرطة في العدوانية، ضد العرب، مقاتلين ومدنيين عزلا، في أوقات الحرب والسلم، على السواء، نلاحظ أن مضامين الكثير من الأعمال الأدبية الإسرائيلية تؤكد وتدعم ما اعترف به (عوز)..
إذ نجد أن كثيرين من مؤلفي هذه الأعمال قد قصدوا متعمدين إلى تحقير الإنسان العربي والحط من كرامته الإنسانية وقيمته، على مختلف الصعد، ومن أبرز هؤلاء، (شموئيل يوسف عجنون) الذي لم يتورع في روايته الطويلة (تمول شلشوم = أمس الأول)، عن تشبيه العرب بالكلاب في جلستهم، كما لم يتورع عن وصفهم بـ (أعداء الحضارة) لزعمه في قصته (تهلا) بأنهم حولوا ما وصفه بـ (مراكز الحضارة اليهودية القديمة في فلسطين) إلى إسطبلات لحميرهم.. أما في أعمال روائي مثل (بنيامين تموز) الذي يوصف أحيانا بالاعتدال في نظرته للعرب، فرغم (اعتداله) هذا لم يظهر العربي، في روايته (رقفيئم لنعمان = تراتيل على روح نعمان) إلا كمغتصب للنساء اليهوديات، أو كخادم مطيع للأثرياء اليهود.. وأما في أشعار (ناتان ألترمان) فتطالعنا صورة العربي (القاتل) أو (اللص) فقط، وفي قصة (الأسير) لـ (سميلانسكي يزهار) نجد العربي مجرد (مخلوق ضعيف أبله لا يقدر على شيء)، وكذلك في روايته (خربة خزعة) حيث تطالعنا صورة العربي (الجبان والمتخاذل والأناني) الذي لا يتوانى عن الهرب من مواجهة أعدائه محاولا النجاة بنفسه وماله إن استطاع، تاركا لأولئك الأعداء أرض وطنه يستبيحونها كما يشاؤون دون أي مقاومة منه...
وإلى جانب هذه الملامح التي أُريدَ لها أن تثير في نفسية القارئ اليهودي أقوى مشاعر الاحتقار للإنسان العربي، هناك ملامح أخرى أراد مؤلفو الأدب الإسرائيلي من وراء إلصاقها بالشخصية العربية، أن يثيروا في النفسية الإسرائيلية أشد مشاعر الحقد ضد صاحبها.. من ذلك مثلا: الغدر والخيانة، كما يزعم (ناتان ألترمان) في قصيدته الطويلة (أنشيه علياه هشنياه = رجال الهجرة الثانية)، ومن ملامحه المفتراة أيضا رغبته الدائمة في قتل الإسرائيلي أينما وجد، مع حرص الذين يصفونه بهذه الصفة على إغفال الأسباب التي تثير في نفسه هذه الرغبة، وخصوصا السبب المتمثل في احتلال أرضه من قبل ذلك الإسرائيلي، وطرده منها، وقتله، دونما رحمة، إن هو رفض الخروج أو أصر على المقاومة..
ومن أكثر الأدباء الإسرائيليين الذين نحوا هذا المنحى الشاعرة اليمينية المتطرفة (نعمي شيمر) والروائية المماثلة لها، اسما ومنهجا، (نعمي فرنكل).. وهاتان، مع كثيرين غيرهما، من أدباء إسرائيل، دعوا قراءهم اليهود، في الكثير من أعمالهم، إلى عدم التردد في قتل العربي أينما وُجِد.. بل ذهب بعض هؤلاء إلى أبعد من ذلك حين راحوا يصورون لقارئهم اليهودي أن إقدامه على هذا العمل اللاإنساني يعد مصدرا للإحساس بـ (البطولة والفخر)، كما نقرأ في بعض قصائد شيمر نفسها!
وبالانتقال من الطرف الأول للمعادلة، أي الأديب المؤثر، إلى طرفها الثاني، أي الإسرائيلي المتأثر بإنتاج هذا الأديب، نلاحظ أن الهدف الذي قصد إليه مؤلفو الأدب الإسرائيلي قد تحقق إلى حد كبير.. فالذين تلقوا أدبهم من يهود إسرائيل، وتأثروا به، وأصيبوا بعقدة العنصرية، قد تحولوا، في أيام السلم والحرب، إلى ساديين يتلذذون بقتل العرب، حتى وإن كانوا مسالمين عزلا.. كما تحولوا، وخصوصا، في ساحات المعارك، إلى مخلوقات بالغة الوحشية في ممارساتها، ليس ضد العسكريين فقط بل حتى ضد المدنيين أيضا... وهذا ما نجد أمثلة كثيرة عليه في سجل الممارسات الإسرائيلية ضد العرب، وخصوصا تلك المذابح المروعة التي لم يستثنِ مرتكبوها حتى الأطفال والعَجَزَة من القتل..
وإذا اتخذنا مما فعله جنود الاحتلال ضد العرب، في الفترة الأولى من انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية، مثالا على نتائج ما زرعه الأدباء الإسرائيليون في نفسية قرائهم الذين صاروا جنودا، في جيش الاحتلال الإسرائيلي، نجد أن تأثير كتابات هؤلاء الأدباء، قد بلغ، من الوحشية والسادية العنصرية، في الممارسة السلوكية، حدّاً مذهلا في قسوته.. إذ لم يتورع بعض هؤلاء الجنود عن تكسير عظام الأطفال الفلسطينيين، ودفن بعض شبان الانتفاضة وهم أحياء! وهذه أعمال تصل، في قسوتها ووحشية تنفيذها إلى أبعد وأشنع مما فعله أي جيش إرهابي في التاريخ...
بعد هذه الإطلالة السريعة على دور الأدب الإسرائيلي في صنع النفسية العنصرية العدوانية لمعظم يهود إسرائيل، ودفعهم إلى ارتكاب أبشع الجرائم بحق العرب، يمكن القول: إن صاحب نفسية وممارسات كهذه، من المستبعد أن يكون ميالا لصنع السلام مع العرب، بل العكس هو الصحيح، كما تؤكد تصرفاته وممارساته... ومثل هذا الموقف من الإسرائيلي، يعتبر بدهيا، حين ننظر إليه ونحاكمه، على خلفية النظرة العنصرية التي رسخها الأدب الإسرائيلي في نفسيته، ضد العرب، طيلة السنوات الخمسين الماضية، كما سبقت الإشارة آنفا.. خصوصا وأن مؤلفي هذا الأدب، لم يوضحوا لقرائهم الإسرائيليين، الأسباب الحقيقية للصراع، ولم يرووا لهم الأحداث كما وقعت، بل كما ألفوها هم، وعلى النحو الذي يزيد الكراهية ضد كل ما هو عربي..
فقلما نجد أديبا إسرائيليا تحدث عن المذابح التي ارتكبها المستوطنون الأوائل بحق العرب العزل، أو نجد بينهم من يقول الحقيقة، ولو لمرة واحدة، حول ملكية العرب للأرض التي استوطنها الإسرائيليون، بعد أن احتلوها بالقهر والقوة، ومازالوا يستوطنونها إلى اليوم... بل يصورون العرب على أنهم، وهكذا دون أي مسوغ، لا يريدون لليهود أن يستوطنوا تلك الأرض، وأن العرب، هكذا ودون مسوغ، يكرهون الإسرائيليين، وأن العرب، هكذا ودون مسوغ، ينتفضون ضد الوجود الاحتلالي الإسرائيلي في أراضيهم... فهل يمكن لعاقل أن يصدق أن كل هذا الافتراء ليس مسؤولا عما ارتكبه ويرتكبه جنود الاحتلال ضد العرب، أو أنه غير مسؤول عن رفض معظم الإسرائيليين لصنع السلام مع العرب، حتى اليوم؟
أخيراً، أقول لك يا سيدتي، ولكل زوار الموقع الكرام، إننا بحاجة إلى إعادة التفكير في هذه مسألة التعرف على الأدب الإسرائيلي، وبأقصى سرعة، واتخاذ قرار مناسب، يُشجع على الترجمة من العبرية إلى العربية، ولكن بشرط ألا تكون ترجمة محضاً، بل مشفوعة بدراسة للنص المترجم تُنشر معه، كي تقي القارئ العربي من مخادعات الأدبين الإسرائيلي والصهيوني، ولا بأس أن يكتب هذه الدراسة المترجم نفسه، إن كان يستطيع، أو يقوم بها مختص غيره.. إنني أرى، أن في هذا الميدان، ستكون معركتنا مع إسرائيل، فهلا استعددنا لها، قبل أن تلحقنا الهزيمة في هذا الميدان أيضاً؟
هذا بالنسبة للشق الأول من سؤالك، أما بالنسبة لكتابي، فهو لا يقتصر على عرض جنس أدبي واحد، من الأجناس التي ظهر بها الأدب الصهيوني، وإنما يعرض لكل هذه الأجناس بالدراسة والتحليل والرد.. كما أنه تناول بالإضافة إلى الأدب الصهيوني، نماذج ما يسمى بالأدب العبري والأدب الإسرائيلي والأدب اليهودي، ككل متكامل.. ولعلمك سيدتي، فقد نشرت عن هذه الجوانب الأربعة من نتاج اليهود الأدبي ما يزيد عن مائتي مقالة وبحث ودراسة، في مجلات وصحف كثيرة، خلال الأعوام الخمسة والعشرين الماضية.. كما أعدت نشر العديد من هذه الدراسات والبحوث على صفحة موقعي الخاص على شبكة الانترنت، ويمكن العودة إليها هناك، وعنوان الموقع هو:

(توفقت ) www.alankaa.ws

أخيراً، أشكرك يا سيدتي على هذه الأسئلة، وآمل أن تجدي كل ما ترغبين بمعرفته عن الأدبين الصهيوني والإسرائيلي في كتابي، بعد صدوره قريباً، بإذن الله.

محمد توفيق الصواف17/12/06 09 :00 09:00:29 AMالأخت الكريمة نبيلة الكرمي المحترمة، تحية طيبة وبعد،
أشكر لك جداً هذا اللطف الذي بدأتِ به رسالتك إلي، ولك ولكل أهلي في فلسطين المحتلة أطيب السلام وأصدق الأمنيات بنصر قريب، إن شاء الله، والله على ما يشاء قدير..
أما بخصوص ظنك أنني فلسطيني، فلستِ الوحيدة التي تظن ذلك، بل كثيرون في الوطن العربي تأتيني رسائلهم مصدَّرَة بعبارة (الأديب الفلسطيني) أو (الباحث الفلسطيني).. ولن تُصدقي كم أسعدُ بظنهم هذا، بدليل أنني لم أصوِّبه لأحد منهم.. وعلى أي حال، فأنا كما وصفني الشاعر الفلسطيني الكبير (خالد أبو خالد) ذات يوم: (فلسطيني الانتماء).. نعم، فأنا سوري المولد، عربي الهوية، فلسطيني الانتماء.. وليس ذلك حباً بفلسطين وأهلها فحسب، بل لقناعتي العميقة والراسخة بأن على كل عربي أن ينتمي إلى أولئك الأبطال الذين مازالوا صامدين في وجه إسرائيل وحدهم، وبحجارة أرضهم فقط، حتى الآن.. إنه لفخر يا سيدتي أن ينتمي إنسان مثلي إلى أولئك الأبطال، وأن يقبلوا انتماءه.. ثم، ماذا أفعل بقناعتي الأخرى وهي أن إسرائيل عدوة لي ولكل العرب بقدر عداوتها للفلسطينيين؟ أأقابل عداوتها بالحب، لا سمح الله؟ إنني لو فعلت أكون أبلهاً، ولا أظنني كذلك..
بالنسبة لسؤالك عن التقصير بخصوص كتابة العرب عن الأدب الفلسطيني في الداخل، وعدم إعطائه ما يستحق من الاهتمام.. فلهذا التقصير أسباب كثيرة، لعل من أهمها قلة ما يصل العرب خارج فلسطين من نتاج أهلها الأدبي.. فمعظم هذا النتاج ما يزال مجهولاً لكثير من العرب.. ولا يمكن للإنسان أن يكتب عما يجهل، حتى لو أراد.. ثم هناك ما نشهده جميعاً من تراجعات في المواقف العربية الرسمية وفي أوساط المثقفين، تجاه القضية الفلسطينية التي يعمل البعض اليوم على إزاحتها عن موقعها الحقيقي، أي كمحور لكل ما يعانيه العرب اليوم من ويلات، وما يحتمل أن يتعرضوا له في المستقبل من آلام وكوارث، على يد إسرائيل وحلفائها في العالم.. إن بعض العرب لا يريد أن يُصدق أن حلَّ كل مشاكل وطننا العربي مرهون بحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وأهلها، في الداخل والخارج.. وهذا سبب آخر أدى إلى التقصير في الاهتمام العربي بأدب الداخل الفلسطيني.. وثمة أسباب أخرى كثيرة، تضيق مساحة الوقت عن الإحاطة بها جميعاً.. وأنا أدرك مدى تعطش القارئ العربي لهذا اللون من المعرفة، من خلال ما كُتب عن كتابي (الانتفاضة في أدب الوطن المحتل)، وعن كتب أخي طلعت الكثيرة في هذا المجال مثل (الأدب الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني )، على الرغم من أن ما كتبناه، وما سبقنا إليه الشهيد غسان كنفاني، لا يعتبر إلا أقلَّ من القليل الذي ينبغي أن يناله أدب الداخل من اهتمام الأدباء العرب عموماً.. أرجو أن يكون سؤالك هذا فاتحة خير تدفع من يقرأه ويقرأ ردي عليه إلى الشروع مباشرة في نشر أدب الداخل ونقده وإعطائه ما يستحق من اهتمام.. ومرة أخرى أشكرك على سؤالي، وأرجو أن أكون دائماً عند حسن ظنك بي وظن أهلي في فلسطين أيضاً..

توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل