[منى القاسم]

كم مرة تردد السؤال في ذهني ...لماذا تشتري الأنظمة العربية الأسلحة؟

في بادئ الأمر خيل لي أن الأنظمة العربية تشتري الأسلحة و تكدسها لحمايتنا من العدو

الغربي ...ومن أجل أن نكون أنظمة عربية عظيمة تخيف و تتحدى الأنظم الغربية كأمريكة

و اسرائيل ...كنت أعيش هذا الحلم السادج طيلة أعوام ...الا أن أفقت اليوم من غبائي و

أذركت أن الأنظمة العربية تكدس كل أنواع الأسلحة لتوجهها اتجاه صدور ابنائها ان

خرجوا عن طوعها... فعلتها الجزائر ذات يوم في التسعينات ، عندما قام الجيش بمجازر

رهيبة ، أين وصلت الدماء الى الركب ، لم يكن أنداك تقدم وسائل الأعلام الى ما هو

عليه اليوم ، والا لكنتم رأيتم أبشع تقتيل و دبح و رؤوس معلقة على أشجار

الجبال ...كانت فضاعة الله لا يعيدها .....وها هي ليبيا اليوم تعيش أبشع المجازر ...لم

تكفيهم القنابل المضادة للطائرات ، لجؤ الى أبشع سلاح ...قصف بالطائرات على شعب

طلب بحقه في الحياة ...شعب ضعيف لا حول له ولا قوة ....ما أقترفه هذا المجنون جعلني

أذرك رحمة وليونة أيدي مبارك و بن علي على شعوبهم ....

رياح الثورة بعدما وصلة الى ليبيا زادت عاصفتها ....وأول ما حطت على الشعب حطت

بدماء ...وأصبحت الجمهورية الخضراء

جمهورية حمراء ...أن بلد عمر المختار تنزف ، و التعتيم الأعلامي لا زال مستمر في

أغلاط الرأي العام .

يبدو أن القدافي يريد أن يثبث جنونه أكثر ...فبعدما كان يتفوه بأقوال لا يقبلها عقل

سليم ...ها هو الآن يثبث جنونه بأفعال ربما حتى المجنون لا يفعلها ....ماذا يريد ؟
السلطة وتوريثها الى نسخته العصرية ، نجله الذي ظهر في خطابه وهو يلوح بسبابه تهديدا للمتظاهرين ....سيقطع ذلك السباب و ستقلع خيمة الأب التي ترافقه في

خرجاته ....وما خطابه الأخير سوى دليل على انهزامهم ...للأنهم يعلمون علم اليقين أن

الطوفان لن يقف امامه احد

ولا عاصم من طوفان عارم حقوق مهضومة وارادة مسلوبة

وانسانية محرومة

هل يستطيع احدمنعها...لا و الله لا.