[بوران شما]

الخطة الصهيونية للاستيطان في الضفة الغربية (1979-1983)- (من مواد الموسوعة الفلسطينية – القسم الأول- المجلد الثاني):
تسعى (إسرائيل) لضم الضفة الغربية من فلسطين إليها عن طريق تغيير معالمها السكانية والاقتصادية والاجتماعية تحت وطأة الاحتلال وحراب الجيش المستعمر . وقد بدأت (إسرائيل) عملية إنشاء المستعمرات في الضفة الغربية منذ أن احتلتها في عدوان حزيران 1967. وهي تستثمر في عمليات الإنشاء والإعمار المعونات المالية والاقتصادية والفنية التي تتلقاها من المنظمة الصهيونية العالمية والوكالة اليهودية والصناديق والمؤسسات الصهيونية واليهودية في بعض أنحاء العالم, والمعونات التي تتلقاها من الدول التي تساندها في سياستها الاستعمارية العنصرية مثل الولايات المتحدة الأمريكية .
تضع إدارة الاستيطان في المنظمة الصهيونية العالمية مشاريع الاستيطان وتخطط لها وفقاً للقرارات الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية ولجنة الاستيطان المشتركة بين الحكومة والمنظمة المذكورة .
وعلى هذا الأساس وضعت إدارة الاستيطان في المنظمة الصهيونية العالمية في تشرين الأول 1978 ما أطلقت عليه اسم " الخطة العامة لتنمية الاستيطان في يهودا والسامرة 1979-1983", وبنت تلك الخطة على الأسس التالية :
1) يرمي الاستيطان في جميع أنحاء (أرض إسرائيل) إلى " تحقيق الأمن" ولا سيما أن إنشاء عدد من المستعمرات في مواقع إستراتيجية يعزز- حسب ما جاء في الخطة – الأمن الداخلي والخارجي على حد سواء.
2) تنشأ المستعمرات المقترحة وفقاً لسياسة الاستيطان فتقام مجموعات من المستعمرات في مناطق استيطان متجانسة , وتكون مترابطة أو قابلة للترابط حتى يتسنى, بمرور الوقت, تنمية الخدمات ووسائل الإنتاج المشتركة. وعلاوة على ذلك قد يؤدي توسيع المستعمرات الريفية ونموها في المستقبل إلى نشوء مدن صغيرة منها تكبر بمرور الوقت .
3) يجب عدم تنفيذ إقامة المستعمرات حول مواقع وقرى "الأقليات" فحسب- "الأقليات" هو التعبير الحرفي الذي أطلقته الخطة على العرب الفلسطينيين أصحاب الوطن الشرعيين – بل بينها أيضاً, ولا سيما بعد أن نجحت التجربة الخاصة بذلك في الجليل وأجزاء أخرى من المنطقة . وبمرور الوقت "سيتعلم الجميع في ظل السلم , أو بدونه , العيش معاً, في الوقت الذي يعزز فيه كل منا علاقات حسن الجوار مع الطرف الآخر". وتنصح الخطة " كلا الشعبين , اليهودي والعربي , أن يتعلما ذلك بأسرع ما يمكن , لأن تنمية المنطقة وازدهارها سيكونان قبل كل شيء لصالح جميع المقيمين في هذه الأرض".
4) تتضمن الخطة إقامة مجموعات من المستعمرات تُحدد مواقعها وتتلاقى حدودها وتتشابك علاقاتها لتشكل حزاماً يطوّق مرتفعات "يهودا والسامرة" ويبدأ من منحدراتها الشرقية من الجنوب إلى الشمال " بين الأقليات وحولها على السواء ".
5) تكون أنواع المستعمرات متعددة , فمعظمها مستعمرات حضرية , وبعضها زراعية , وقسم آخر مختلط , وذلك حسب توافر وسائل العمل والإنتاج. ويعمل المستوطنون , أساساً, في مجالات الصناعة والسياحة والخدمات , بالإضافة إلى أقلية تشتغل بالزراعة المكثفة .
تضمنت الخطة القائمة على الأسس المذكورة والمحددة بمدة خمس سنوات (1979-1983) إنشاء 46 مستعمرة جديدة تقطنها 16000 أسرة . وافترضت الخطة أن يبلغ عدد الأسر في المستعمرات الجديدة 5,000 أسرة في السنة الأول(1979).
هذا عن المستعمرات الجديدة , وأما المستعمرات التي أقيمت ما بين 1967 ونهاية 1978 فقد تضمنت الخطة مشروعات لتوسيعها وتطويرها لتستوعب 11000 أسرة إضافية .
وقد احتوت نشرة "مجموعة دراسات الشرق الأوسط" على معلومات إحصائية عن المستعمرات الصهيونية التي تمّ إنشاؤها. ويمكن تلخيص هذه الإحصاءات بما يلي:
1) المستعمرات التي تمّ إنشاؤها حتى عام 1978: 68 مستعمرة يسكنها 90,147 نسمة , منها 11 مستعمرة قرب القدس .
2) توزع هذه المستعمرات إلى ثلاث فئات :
(1) الفئة الأولى: وتضم 32 مستعمرة أنشئت قبل وصول مناحيم بيغن إلى الحكم.
(2) الفئة الثانية: وتضم 32 مستعمرة أقيمت من تسلُم بيغن الحكم إلى التوقيع على اتفاقيتي كامب ديفيد.
(3) الفئة الثالثة: وتضم 14 مستعمرة أقيمت بعد التوقيع على اتفاقيتي كامب ديفيد.
يضاف إلى ذلك , حسب المعلومات الواردة في النشرة, أن خطة الاستيطان الصهيونية تتضمن إقامة 59 مستعمرة جديدة ابتداء من عام 1979 .
ومن الجدير بالذكر أن التعديلات التي تطرأ على خطط إقامة المستعمرات الصهيونية في فلسطين كثيرة لأنها تخضع لعوامل متعددة منها تصميم الصهيونية و (إسرائيل) على تطوير هذه الخطط والإسراع في تطبيقها ووضع العالم أمام الأمر الواقع , وهو الوجود الصهيوني المادي في جميع أنحاء فلسطين .