01 / 03 / 2011, 09 : 09 PM
|
رقم المشاركة : [9]
|
مشرف - مشرفة اجتماعية
|
ملف الشاعر الفلسطيني هلال الفارع - أدري بأنك أنتِ قاتلتي
أدب السجون
أَوْدَعْـتُ نَارَ الْوَجْـدِ طَيَّ خِطَابِي … وَأَنا أُغَــالِبُ فُرْقَـةَ الأَحْبَابِ
أُمِّي، أَبي، أُخْتِي، أَخِي، وَلَدِي، وَمَنْ … قَاسَمْتُهَا فَرَحِي، وَمُـرَّ غِيَابِـي
لَكِنَّنِـي سَطَّـرْتُ فيـهِ صَبَابَـةً … شَبَّـتْ حَرِيقًـا فَوْقَـهُ لِتُرَابِـي
أَنَا هَهُنَا أَبْكِي، وَيَقْتُلُنِـي الأَسَـى … وَيَكَادُ يَذْ وِي في السُّجُونِ شَبَابِـي
وَمَعِي أُلُـوفٌ أَوْرَقَـتْ أَيَّامُهُـمْ … حُزْنًا، وَهَمًّا، واجْتِرَاحَ صِعَـابِ
مِنْ كُلِّ شَيْخٍ، أَوْ صَبِيٍّ، أَوْ فَتًـى … أَوْ غَـادَةٍ مَحْفُوفَـةٍ بِـحِـرَابِ
لا شَيْءَ يَعْصِمُهُمْ، ولا حَامٍ لَهُـمْ … تُرِكُوا مَعَ الْجَلاَّدِ خَلْـفَ الْبَـابِ
تُرِكُوا وَكُحْلُ اللَّيْلِ زَادُ عُيُونِهِـمْ … وَكُؤوسُهُمْ مَلآى بِمَـاءِ سَـرَابِ
وَيَزِيدُهُمْ ثُكْـلاً تَشَتُّـتُ أَهْلِهِـمْ… وَهَوَانُ فُرْقَتِهِمْ علـى الأَعـرَابِ
طَالَ الْفِرَاقُ، وَإِنَّنِـي مُتَعَطِّـشٌ … لِغَدٍ يَزِفُّ إِلَـى النَّهَـارِ إِيَابِـي
مَا كُنْتُ أَقْصِدُ أَنْ أَغِيبَ، وَلَمْ يَكُنْ… هَذَا الْغِيَابُ بِخَاطِرِي، وَحِسَابِـي
أَتَغِيبُ عَيْنِي عَنْ عِنَاقِ ضِيَائِهَـا … وَتَغِيبُ عَـنْ أَجْفَانِهـا أَهْدَابِـي؟
واللَّهِ ما زالَتْ دُمُوعِي في النَّوَى … تُجْرِي على خَدَّيَّ مِلْحَ شَرَابِـي
وَتُرِيقُنِي شَوْقًا يَهُـزُّ جَوَارِحِـي … وَتَسُوقُنِي أَرَقًـا يَـؤُزُّ مُصَابِـي
أَنَا لا أَزَالُ هُنَا أُعَانِـقُ عَوْدَتِـي … وَأُذِيبُ فِيها حَسْرَتِـي وَصَوَابِـي
وَأُجَاذِبُ الذِّكْرَى بَقَايَـا لَوْعَتِـي … وَأُقَاسِمُ الأَصْحَابَ حُرْقَةَ ما بِـي
وَتَرُدُّنِي الْقُضْبَانُ عَـنْ حُرِّيَتِـي … وَأَنَـا أَرُدُّ الْقَهْـرَ بِـالإِضْـرَابِ
أَدْرِي بِأَنَّ السِّجْنَ أَشْبَعِنِي أَسًـى … وَيَكَادُ يَحْرِقُ جَمْـرُهُ أَعْصَابِـي
لَكِنَّ في عَزْمِي مَضَـاءً عَارِمًـا… يَكْفِي لِيُشْعِلَ في الظَّلامِ شِهَابِـي
أُمَّاهُ لا تَبْكِي، فَهَـذَا الْفَجْـرُ قَـدْ … أَوْحَى بِـأَنَّ لَدَيْـهِ أَمْـرَ مَآبِـي
أَمَّاهُ ( رُدِّي الشَّايَ ) إِنِّي قَـادِمٌ … وَمَعِي – كَمَا عَوَّدْتِنِي - أَصْحَابِي
وَقِفِي لَنَا بِالْبَابِ: ( أَهلاً يا هَلا ) … أُمَّاهُ زِيـدِي جُرْعَـةَ "التَّرْحَـابِ"
هَذَا أَنَا، مُـدِّي يَدَيْـكِ وَدَاعِبِـي … كَفِّي، وَشَعْرِي، وَاشْرَعِي بِعِتَابِي
مُدِّيهِمَا لأُذِيـبَ وَجْهِـي فِيهِمـا … وَأَذُوبَ حَتَّى يَرْتَـوِي تَسْكَابِـي
لا تَحْزَنِي مِمَّا تَرَيْنَ على يَـدِي… أَوْ فَوْقَ ظَهْرِي مِنْ سِياطِ عَذَابِ
هَذَا عِقَـابُ الغاصِبِيـنَ وَإِنَّنِـي … أَسْمُو على كُلِّ الْـوَرَى بِعِقَابِـي
هَذَا وِسَـامُ الثَّائِرِيـنَ فَبَارِكِـي … أُمَّـاهُ وَشْمًـا تَشْتَهِيـهِ ثِيَابِـي!!
|
|
|
|