[بوران شما]

لا أدري ماذا أضيف بعد مداخلاتكم الكريمة , ولكني صدقاً أعيش هذه الأيام خوفاً وهلعاً من التدخل الأمريكي في ليبيا , بعد أن بدأت السفن الحربية الأمريكية طريقها في البحر الأبيض المتوسط إلى طرابلس .
أخشى أن يكون التدخل الأمريكي في ليبيا هو آخر أهداف الدكتاتور الليبي القذافي ليغرق البلاد في وحل الاحتلال والأطماع الأمريكية , لأن هذا التدخل سيدخل الليبيين في دوامة تسديد الديون وبيع النفط بأبخس الأثمان .
لكن أملنا كبيرا جداً من هؤلاء الثوار الليبيين أن لا يسمحوا لهذا التدخل ويقفوا في وجهه .
إن الأنظمة الفاسدة التي صادرت الحرية كان حتماً عليها أن تخضع وتركع للقوى الكبرى وتلتمس منها العون والتأييد , وهذا من الأسباب التي فجرت الثورات الشعبية في المنطقة بهدف التحرر من الاستبداد الداخلي والاستعباد الخارجي .
إن شعوبنا العربية في المنطقة دفعت ولا تزال ثمناً غالياً لاستعادة الحرية والعزة والكرامة . ولكن هذه القوى الغاشمة لا تريد أن تتخلى عن هيمنتها , فتحاول الالتفاف على الثورة والتدخل في مسار أحداثها لعلها تستطيع استعادة نفوذها واستقطاب نفر من أهلنا تدفعهم إلى مواقع التأثير والقرار , لذا تجدنا جميعاً ندين هذا التدخل الأمريكي العسكري على ليبيا وبشدة.
نلاحظ أن التصريحات التي تصدر من واشنطن وعواصم أوربية أخرى تطالب إنهاء فوري للعنف في ليبيا . التصريحات تقول بوضع حد للأزمة في ليبيا وهذا لا يشمل إسقاط نظام القذافي ولا الاستجابة لرغبات الشعب الليبي بالتحرر من نظامه دون الخضوع للاحتلال , وهذه الصيغة أيضاً هي التي استخدمتها هذه الأطراف في تعاملها مع زين العابدين بن علي وحسني مبارك قبل نجاح الثورتين الشعبيتين في البلدين بإطاحة نظامي الحكم فيهما.
أصبح واضحاً وجلياً للجميع أن الهدف الحقيقي هو النفط وليس الشعب الليبي مثل ما فعلوا في العراق , فالسيطرة على نفطه استوجب غزواً عسكرياً للعراق تحت شعار إشاعة الديمقراطية .
شيء مضحك أن نقول أن التدخل الأمريكي في ليبيا هو لإنقاذ الشعب الليبي من حاكمه الطاغية , ولماذا ؟؟؟ إن الشعب الليبي البطل قادر على الإطاحة بالديكتاتور مهما كلفه الثمن .
نعم أخاف من عراق جديد في ليبيا , وهذا يقتلني خوفاً , لذا فعلى الشعب الليبي الثائر أن يقضي على ديكتاتوره قبل وصول هذه البوارج البحرية الأمريكية .
آسفة على الإطالة , والشكر الكبير للأستاذة هدى الخطيب على فتح هذا الملف الهام جداً , في ظل هذا الوضع الخطير .
تقبلوا تقديري واحترامي .