سنقف هنا وقفة جادة مع عصارة فكر نيّر ورؤية ثاقبة لهذا العارف النحرير والشاعر الخطير
أستاذنا المتفكر البصير والمتمكن القدير الصالح الجزائري الكبير .
وتنسكب هنا تساؤلات الجزائري لعدة غايات أهمها الإيضاح للآخر وتفتيح ذهنه وحثه على المثابرة والعمل الدؤوب ‘
والإستنكار وإبداء الدهشة والرفض حيث بدأ :
بمطلع رائعته بالإستكار والتساؤل ..
منذ متىَ ..
الآتي سيحمل كل أحلام الفتىَ..؟
لماذا أيها الشعب الذرائعي تلقون بأحمالكم وأحلامكم على الآتي والغيب لماذا لا تعملون الآن ؟
لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد كأن الجزائري أراد قول هذا بصيغته البديعة ‘ أو أنه أراد أن يقول : كما قال الأديب السوري محمد الماغوط ( نحن محكومون بالأمل ) أو كقول الإمام علي كرم الله وجهه إذ يثنينا عن طول الأمل بوصفه من المهلكات , وهذا القول يحمل في طياته الكثير من التحليل والإسقاط . ولقد ووفق الجزائري الكبير بهذا المطلع الرائع
منذ متىَ؟
عام يمر ككل عامْ
مر الكرامْ..
منذ متى تمرالأعوام من دون أن تحرك ساكن ويسيطر الوجوم والجمود الكلي على حياتنا وهاهو يعود للإستنكار والرفض لكأني به يطلق نفير ثورته لتزعزع أركان الأصنام وها قد بدأت حقا
منذ متىَ ..
كم حبنا المزروع في عينيك ما نبتـَا ؟
والواقفون على الرصيف
بلا أملْ..
يتضورون ولا رغيفْ!
والعام مر على عجلْ..
عام يمر كما أتىَ..؟
وتعلو هنا صيحات الرفض لتحاكي الوطن
أنزرع نحن ولا نطال جنيا ممازرعنا
وهذه البطالة والعطالة والشعب الفقير لا يقوى على كسب قوته اليومي وهنا يشير إلى طول المدة الزمنية لهذا الحال أو ديمومة الحال على ماهو عليه بقوله :والعام مر على عجل عام يمر كما أتى
كأني به يقول : لا حركة ولا حراك لكأن الحياة باتت كالموت لا حراك فيها
منذ متىَ..
الآتي سيحمل كل أحلام الفتىَ ؟
وإلى متىَ..
سيظل يصرخ صامتـَا ؟
وإلى متىَ..
والأرض تنتظر المطرْ؟
والعام مرْ..
مشيرا للفقر والفاقة التي يعني منها الشعب والجدب الحاصل عطفا على المقطع السابق \مانبتا\
وهنا والأرض تنتظر المطر توكيدا من الشاعر على الشدة السغب والجوع والجدب الحاصل .
ويعود للحض على الثورة وعلى الإنتهاء من حالة الصمت والسكوت والخنوع .. أيها الناس أعلنوا صراخكم وكفاكم صمتا وتألم وقهر وإذلال من الداخل وأنتم صامتون
ليت الفتى يسقيك دمعا ً..
حينما عز المطرْ؟
وهنا تحتمل الإشارة وجهين قد يعني بها ليت ذاك الدكتتور الحاكم يتكرم بتقديم أضعف الإيمان لوطنه في الشدائد والنائبات .
وتحتمل الإشارة إلى الشعب المطهد نفسه ليته أقل مايمكن أن يبكي ويعلن نحيبه على الملأ.
وإلى متىَ..
متأجل فصل الشتـَا؟
وإلى متىَ..
وتأجلت كل الفصول..مؤقتـَا ؟
|