رد: في ذكرى وفاة الأب الروحي لنور الأدب يوم خاص عن حيفا لمن يحب المشاركة
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
الأساتذة الأعزاء أشكركم جزيل الشكر ومن كل قلبي فأنتم أهلي بعد أهلي
حيفا من مدن ما قبل التاريخ، فقد عثر الباحثون على بقايا هياكل بشرية في أراضيها تعود بتاريخها إلى العصر الحجري. وكان العرب الكنعانيون هم أول من سكن مناطق حيفا وعمروها، وبنوا الكثير من مدنها وقراها.
كلمة حيفا عربية، أصلها من (حفّ) بمعنى شاطئ، أو من (الحيفة) بمعنى الناحية ، وقد أطلق عليها عبر العصور المختلفة أسماء متعددة، ولكنها احتفظت باسمها العربي.
وحيفا هي مركز القضاء، وتُعتبر ثاني المدن الكبرى في فلسطين بعد القدس، وتقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط بالقرب من رأس خليج عكا الجنوبي ولقبت بعروس المتوسط، وساحلها ممتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، على سفح جبل الكرمل.
بلغت مساحة مدينة حيفا عام 1945 حوالي (54305) دونما، وقُدّر عدد سكانها عام 1922 حوالي (24634) نسمة، وفي عام 1945 حوالي (138300) نسمة، وفي عام 1948 انخفض ليصل إلى (88893) نسمة، وفي عام 1970 بلغ حوالي (1700) نسمة.
وقد ساهم موقع حيفا الجغرافي في نموها العمراني والتجاري والسياحي، ومما زاد من أهمية المدينة وجود خط سكة حديد الحجاز الذي امتد عام 1905، وأيضاً خط سكة حديد حيفا - القاهرة، ثم ميناؤها الذي أنشأه العثمانيون عام 1908، الذي أُعتبر في عام 1947 من أكبر موانئ شرقي البحر المتوسط بعد الإسكندرية.
وتُعد حيفا كذلك النقطة البحرية التي كان ينتهي إليها خط أنابيب بترول العراق، بالإضافة لبناء مصفاة البترول التابعة لشركة التكرير المتحدة في حيفا عام 1933 كل هذه العوامل ساعدت على توسيع تجارة حيفا وصناعتها وازدهارها، ومن الصناعات العديدة التي قامت في المدينة صناعة الاسمنت، والسجائر، والمغازل، والأنسجة.
وقد كانت حيفا مركزاً نشطاً للحركة الثقافية والأدبية والسياسية، وللحركات العمالية التقدمية، وعلى أرضها قامت المنظمة السرية الثورية التي أسسها الشيخ عز الدين القسام.
كما كان يصدر في حيفا في الفترة ما بين 1908-1946 حوالي 19 صحيفة ومجلة، وانتشرت فيها المطابع والجمعيات والنوادي والفرق المسرحية. وفي أواخر عهد الإنتداب كان في حيفا حوالي20 مدرسة ما بين إسلامية ومسيحية.
وضمت حيفا العديد من المواقع والمناطق الأثرية التي تحتوي على آثار من العهود الكنعانية والرومانية والمسيحية والإسلامية، مثل : مدرسة الأنبياء، وكنيسة مارالياس المنحوتة في الصخر، وقرية رشمية وفيها قلعة بناها الفرنجة، وخربة تل السمك وتضم فسيفساء ومنحوتات صخرية رومانية، ومقام عباس وفيه معبد للمذهب البهائي، وعلى سفح جبل الكرمل تقع كنيسة مريم العذراء.
في الفترة ما بين 21-23 ابريل عام 1948 سقطت مدينة حيفا في أيدي المنظمات الصهيونية المسلحة بعد معارك دامية خاضها المجاهدون الثوار دفاعاً عن حيفا وقراها، وقد ارتكب الصهاينة بعد احتلالهم للمدينة مذابح تقشعر لها الأبدان، فقتلوا ونهبوا ما وجدوه في منازل العرب من مال ومتاع، وراحوا يلقون بجثث القتلى أمام الأشخاص الذين اختاروا البقاء في منازلهم ليخافوا ويتركوا منازلهم، كما حولوا المساجد إلى اصطبلات ووضعوا فيها الدواب. وزخر بحر حيفا بمئات السفن الصغيرة والقوارب، تقل أغلب السكان المهجرين قسوة إلى المنفى، وهجر من حيفا عام 1948 ما بين 75 إلى 175ألف عربي.
حيفا كلمة عربية أصلها من " حفّ " أو من الحيفة بمعنى الناحية ولها نفس المعنى في الكنعانية وهي مدينة فلسطينية تقع على جبل الكرمل وشواطئه، وهي من أقدم مدن فلسطين التاريخية ومن أهم موانئ شرق البحر الأبيض المتوسط ومقر سكة الحديد الرئيسية. تتميز المدينة بتعددية الطوائف التي تعيش فيها. يعود تأسيس المدينة حسب تقديرات علماء الآثار إلى عهد الكنعانيين من مدن ما قبل التاريخ، وعثر المنقبون فيها على بقايا هياكل بشرية تعود بتاريخها إلى العصر الحجري وآثار حضارات العصر الحجري القديم بمراحله الثلاث (نصف مليون سنة إلى 15 ألف سنة قبل الميلاد).
تعتبر حيفا اليوم مركزا ثقافيا لعرب الـ48 . في "بيت الكرمة" بـوادي النسناس يتم في شهر ديسمبر من كل عام المهرجان الثقافي "عيد الأعياد" بمناسبة عيد الميلاد المسيحي وكذلك عيد الفطر أو عيد الأضحى إذا وقع أحد منهما في الشتاء. في موسم الصيف من كل عام ينعقد فيه مهرجان "أسبوع الكتاب العربي".
أصل الكلمة
الصليبيون كانوا يسمون المدينة «كايفاس» (Caiphas) أو «كايفا» (Caifa). يعتقد المسيحيون أن الاسم مشتق من «كايافاس» (Caiaphas) الـأسقف الأعلى لأورشليم في وقت المسيح، أو من الاسم الكنعاي الآرامي للقديس بطرس كيفا). بالإضافة إلى ذلك، الاسمين سايكامينون (Sycaminon) أو سايكامينوس (Sykaminos) ومعناه "الفراولة البرية" يستخدمان أيضا. لكن كلمة حيفا عربية كنعانية أصلها من «حف» بمعنى شاطئ، أو الحيفة بمعنى الناحية. وذات الحيفة من مساجد النبي محمد بين المدينة وتبوك والتي بناها في حيفا العترة النبوية من سبط زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب " عرفوا لاحقاً بآل الخطيب" من أهل البيت حين تولوا نقابة الأشراف وعمارة مساجدها إمامتها.
في أوائل القرن العشرين كانت أكثر المدن الفلسطينية ثقافة ورفعة.
شجع ثيودور هرتسل اليهود على الاستيطان فيها في عام 1948 م تحول معظم سكان حيفا العرب إلى لاجئين حيث لم يسمح لهم بالعودة إلى مدينتهم. ومعظم البيوت العربية صودرت من قبل العدو الصهيوني المغتصب، ويعتبر السكان العرب الذين بقوا اليوم من أنشط عرب 48 في حماية الثقافة العربية.
حيفا في العصور القديمة : ما زال الغموض يكتنف نشوء المدينة، إذ لم يستطع المؤرخون تحديد الفترة الزمنية التي نشأت فيها المدينة، رغم أن معظم الحفريات الأثرية تشير إلى أن مناطق حوض شرق البحر الأبيض المتوسط، كانت أحد أهم المناطق التي أقام فيها الإنسان حضارته، نظرا لموقعها الجغرافي المتميز، ومناخها المعتدل وخصوبة أرضها، ووفرة المياه فيها، وقد تبين من خلال الاكتشافات الأثرية في المدينة أنها كانت من المدن التي استوطنها الإنسان منذ أقدم العصور . قد تقلبت عليها الأحوال فهدمت وخربت مرات كثيرة في عهود الأمم التي تقلبت على فلسطين، كالآشوريين، و الكلدانيين و الفرس و اليونان و السلوقيين . وفي عام ( 104 م) وخضعت حيفا للحكم المصري .
الفتح العربي الإسلامي : تم فتح حيفا في عهد الأموي معاوية بن أبي سفيان، وذلك على يد قائده عمر بن العاص عام 633 م، ونتيجة لذلك بدأت القبائل العربية بالاستقرار في فلسطين، وعلى وجه الخصوص في مناطق الساحل الفلسطيني، ومن أهم القبائل التي استقرت في منطقة حيفا قبيلة بن عامر بن لام في سهل مرج ابن عامر، وقبيلة بن لام في منطقة كفر لام، وبقيت حيفا جزءا من الدولة الإسلامية طيلة العهد الأموي والعباسي .
حيفا في عصر الغزو الفرنجي (الحروب الصليبية): ضعفت الدولة العباسية في أواخر عهدها، وعجز الخلفاء في السيطرة على أجزاء الدولة الإسلامية المترامية الأطراف، الأمر الذي أدى إلى تمرد بعض الولاة و إعلان قيام دويلاتهم المستقلة عن الدولة الام، وهو ما يعرف في التاريخ بعصر الدويلات، وقد ترتب على ذلك زيادة في ضعف الدولة الإسلامية وتشتتها وفرقتها، مما حدا بالدول الأوروبية إلى إظهار مطامعها بأملاك الدولة الإسلامية من خلال محاولاتها السيطرة على أجزاء من أراضي هذه الدولة بحجة حماية المناطق المقدسة ، وقد أدت هذه الأطماع إلى القيام بعدد من الحملات . ومع بدء الحملة الأولى على بلاد الشام بقيادة " جود فري " سقطت حيفا بيد الفرنجة عام 1110م على يد " تنكريد " أحد قادة هذه الحملة .
حيفا في العهد العثماني : انتقلت حيفا إلى العثمانيين في عهد سليم الأول 922هـ – 1516م . وقد أشير إليها في مطلع العهد بأنها مدينة في ناحية ساحل عتليت الغربي التابع لسنجق ( لواء ) اللجون، أحد ألوية ولاية دمشق الشام . بدأ العثمانيون منذ النصف الثاني من القرن السادس عشر يعمرون ببطء، وذكرت دفاتر التمليك (الطابو) أن مدينة حيفا كانت ضمن قطاع آل طرباي الذين اصبحوا يعرفون باسم الأسرة الحارثية في مرج ابن عامر 885 – 1088هـ / 1480- 1677م .
الاستيطان اليهودي الألماني في مدينة حيفا : بدأ هذا الاستيطان 1868م، من قبل مجموعة عائلات ألمانية قادمة من جنوب غرب ألمانيا، وقد أقام هؤلاء مستوطنة لهم في القسم الغربي من المدينة، حيث زودوها بكل وسائل الرفاه والتنظيم، فأقاموا المدارس الخاصة بهم وعبدوا الطرق وبنوا الحدائق، ووفروا كل مرافق الخدمات العامة فيها ، ونتيجة لذلك بدأ عدد سكان المستعمرة في التزايد . وتلاحق بناء المستوطنات الألمانية في منطقة الساحل ، حيث أقيمت مستعمرة ثانية عام 1869م في حيفا، ثم مستعمرة ثالثة بجوار سابقتها أطلق عليها اسم شارونا، وقد مهدت هذه المستوطنات في النهاية إلى إقامة أول حي ألماني على الطراز الحديث في المدينة، وهو حي "كارملهايم" في جبل الكرمل .
حيفا في عهد الانتداب البريطاني : بعد خروج بريطانيا منتصرة من الحرب العالمية الأولى عام 1918م، أصبحت فلسطين خاضعة لانتداب البريطاني الذي أقيم على أساس وعد بلفور الذي وعد الحركة الصهيونية بإقامة "وطن قومي" لليهود في فلسطين. في السنوات الأولى من فترة الانتداب شجعت سلطات الانتداب هجرة اليهود الأوروبيين إلى فلسطين وسهلت عليهم إجراءات شراء الأراضي وتآمرت معهم ضد السكان، بدأ عدد السكان اليهود في مدينة حيفا يزيد حتى أصبحوا قوة كبيرة في بداية أربعينات القرن ال-20. وقد بلغ عدد التجمعات اليهودية الجديدة التي أقيمت في قضاء حيفا خلال فترة الانتداب 62 تجامعا سكنيا.
في خطة تقسيم فلسطين من 1947 وقعت حيفا ضمن حدود الدولة اليهودية الموعودة حيث قررت لجنة الأمم المتحدة أن تكون المدينة الميناء الرئيسي لهذه الدولة. وفي 21 أبريل 1948 أبلغ الحاكم العسكري البريطاني العرب قرار الجلاء عن حيفا في حين كان قد أبلغ الجانب الصهيوني بذلك قبل أربعة أيام وكان هذه الإعلان إشارة البدء للقوات الصهيونية خطتها في الاستيلاء على المدينة.
حيفا العربية الفينيقية الكنعانية الموغلة في القدم منذ ما قبل التاريخ المدون وفيها اكتشف في مغارات وكهوف جبل الكرمل هياكل بشرية تعود إلى العمر الحجري القديم. والعرب الكنعانيون الفينيقيين هم أول من سكن حيفا وديارها وبنوا وعمروا الكثير من مدنها وقراها ولم تكن يوماً عبر التاريخ خارج هذا الاعتبار.
ومدينة حيفا عروس البحر الأبيض المتوسط هي مركز لقضاء يحمل اسمها، وهي وجه فلسطين البحري ومنفذها الرئيسي للعالم الخارجي، وتتكون من أراضي سهلية منبسطة وأراضي مرتفعة، فأراضيها ترتفع عن مستوى سطح البحر بين 50 م إلى 546 م.
يحد حيفا وقضاؤها من الشمال قضاء عكا، ومن الجنوب قضاء طولكرم، ومن الشرق قضائي جنين والناصرة، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط، وكان يعتبر مرفأ حيفا ثاني أهم المرافئ العربية والذي افتتح عام 1933 وأحد أكبر وأهم موانئ البحر الأبيض المتوسط.
ارتبطت حيفا بشبكة طرق معبدة وخط حديد القنطرة، غزة، اللد، حيفا. وفي حيفا تم بناء مصفاة لتكرير البترول تابعة لشركة التكرير المتحدة عام 1933، وعلى ساحلها ينتهي خط أنابيب بترول العراق كركوك حيث يتم تكريره في مصفاة التكرير ومن ثم تصديره. كل ذلك ساهم في تطور ونمو حيفا واتساع التجارة والصناعة فيها.
ومن الصناعات التي قامت في المدينة: صناعة الإسمنت والسجائر والمغازل والأنسجة. وحيفا كانت مركزا نشيطا للحركة الثقافية والسياسية والعمالية، وعلى أرضها قامت المنظمة الثورية التي أسسها الشيخ عز الدين القسام، وفي حيفا صدر خلال فترة 1946 حوالي 19 صحيفة ومجلة، وانتشرت فيها المطابع والجمعيات والنوادي والفرق المسرحية.
إن زيارة هذا الإمبراطور الألماني لفلسطين عامة وحيفا على وجه الخصوص لهي دلالة مهمة وحقبة زمنية مميزة بعض الشيء وصفحة هامة في تاريخ فلسطين المعاصر في الحقبة العثمانية. خاصة التحالف المزدوج الذي نتج من خلاله بين الدولتين ليس فقط في المشاركة والتحالف الحربي. بل في تشييد ابرز معالم حيفا اليوم وبنية تحتية كاملة قام ببنائها الألمان الذين استوطنوا في حيفا بمنطقة أضحت مع مرور الزمن تحمل اسمهم إلى يومنا هذا وهي " الكولونية الألمانية " أو بما تسمى الآن جادة بن جوريون وهو الاسم المزيف والمغتصب !!
أن هذه الزيارة التاريخية لهذا الإمبراطور لبلاد فلسطين وسوريا لهي من نوادر الزيارات التي قام بها الأعلام الغربيين وخاصة لمدينة عربية مثل "حيفا".
وكان الكاتب خليل سركيس من أوائل الصحفيين الذين غطوا هذه الزيارة التاريخية للبلاد وخاصة في تلك الحقبة المبكرة من خلال معاصرته لتلك الزيارة. واستطاع في كتابة " ألشام قبل مائة عام " الذي طبع في نفس العام الذي زار الإمبراطور فلسطين وسائر مدنها، من تدوين وتسجيل الرحلة وما رافقها من استقبالات وحتى الحفلات بدقة بالغة وبتناهي وبلغة سلسلة وجميلة لكي تتناغم مع القارئ الذي حرم من عدسة التلفاز في تلك الفترة! فكانت الوقائع تنقل عبر صفحات الجرائد كما أنها فن وروبرتاج حقيقي لذا فلم تفته أدق التفاصيل ..
كما وصف معالم البلاد في فلسطين خاصة وسوريا الكبرى عامة، وخاصة بالقدس وحيفا وصفد رائعا بطرقاتها ومنشاتها وصفا حيا ورائعا .
وقد كان خليل سركيس واضع كتاب " الشام قبل مائة عام " شيخ الصحفيين في عصره وصاحب امتياز جريدة " لسان الحال " البيروتية ليكون الصحفي العربي الوحيد المرافق لموكب الإمبراطور لينقل من خلالها وقائع الرحلة ساعة بساعة ليقف الناس على أخبار الرحلة أولا بأول ..
حيفا في 24 تشرين الأول - توقع قدوم جلالة الإمبراطور إلى حيفا ...
كانت الباخرة الخديوية التي أقلت الإمبراطور الألماني تشق طريقها نحو ميناء حيفا الذي امتلأ بالقوارب من كل الجهات لغرض الاستقبال والترحيب بالضيف الكبير .
لم يكن من شاغل المدينة وأهلها إلا التحدث بقدوم الزائروانتظار جلالته لكي يطأ ارض المدينة ويحتفى بة كضيف كبير ولكي يكون المشهد النظير له للحشود المنتظرة...
أما الغرض من زيارته لفلسطين فهو لتدشين الكنيسة الإنجيلية الألمانية في القدس الشريف والتي أنشئت في أرض أهداها السلطان عبد العزيز لوالدة الإمبراطور السابق في عام 1869 ...
في حيفا برزت وكأنها بحلة جديدة من الزينة الفاخرة إجلالا للزائر وكانت الأبصار شاخصة إلى جهة البحر تنتظر بشغف وبذاهب الصبر قدوم اليخت الإمبراطوري الذي يقل الضيف ..
حين وصلت الباخرة أطلقت أسوار عكا واحدا وعشرين طلقة ترحيبا ..
ووطأت رجلي الإمبراطور ارض حيفا فابتسم له ثغرها وابتهجت باستجلاء طلعتهما القلوب والأبصار فضج الشعب المصطف على حافات الشارع بأصوات الترحيب وهتاف الحبور ....
كان مشهدا خياليا كما ذكر الكاتب المعاصر لتلك الزيارة كان الإمبراطور يمشي بين صفوف الجند وألوف الناس المحتشدة , التي كانت تهتف مرحبا بك مرحا , والإمبراطور يقابل الترحيب والهتاف بسلام عسكري أي يرفع يده إلى جانب جبهته اليمنى , وزوجته الإمبراطورة باحناء الرأس قليلا مع ابتسام لطيف ..
توارت الشمس في الأفق فبرزت مزينة بعقود من الأنوار وبحلة من الرايات العثمانية والألمانية التي كانت تخفق فوق صروح الدوائر الرسمية وغير الرسمية ...
كانت المصابيح الزيتية ترصع الجو بأنوارها البهجة والسهام النارية تشق كبد الفضاء , حتى استحال ليل حيفا إلى نهار لكثرة ما بدا فية من الأنوار الباهرة .
حيفا في 25 تشرين الأول 1898 ...
يذكر خليل سركيس في كتابة ..
" يكاد يتعذر على المرء لأول وهلة إثبات جميع دقائق الحوادث التي جرت في حيفا منذ أول هذا الأسبوع الى اليوم ..
لكثرتها وتشعبها ولذلك وافيت صحيفة " اللسان " برسالتي الثانية ببعض الأنباء التي اقتطفتها بسرعة كلية في أوقاتها .
كانت الحكومة العثمانية و بلدية حيفا ومجلسها قد رفعت عند نهاية آخر الطريق المؤدي إلى مساكن " النزالة الألمانية " الذي تعين لمرور جلالة الإمبراطور قوس نصر فائقة الإتقان في جمال صنعتها ودقة ترتيبها ..
كان الإمبراطور قد أظهر رغبتة في مكافأة بعض المأمورين والمسئولين من حيفا . فقد انعم على احمد أفندي شكري قائم مقام حيفا وبوسام آخر على رئيس بلدية حيفا نجيب أفندي ياسين .
ثم قام الإمبراطور بزيارة الطنطورة حيث كانت قد أعدت المضارب لأجل الاستراحة , "
يذكر خليل سركيس في كتابة ..
إمبراطور ألمانيا ... من حيفا إلى يافا ....
في الساعة التاسعة ونصف إفرنجية قبل الظهر , وصلت إلى حيفا الباخرة أزمير , التي قدمت من دار السعادة " اسطنبول " تقل الكثير من كبار الموظفين في الدولة العثمانية وأركان الحرب .
وتهيأت الأوامر لكي يتم سفر الإمبراطور من حيفا إلى مدينة يافا بحرا ولتستمر الرحلة لتشمل سائر المدن الساحلية والمركزية ولتكون هذه الزيارة تاريخية في صفحات مدينة حيفا الفلكلورية بالرغم من مرور مائة عام ونيف !
" ترجمة حياة الإمبراطور غليوم الثاني "
نجل الإمبراطور فردريك الثالث والإمبراطورة فيكتوريا كريمة ملك الانجليز . ولد في 27 كانون الثاني سنة 1859 . شرع والده بتعليمة وتهذيبة حتى أتقن الدروس واللغات وعلوم السلوكيات .
كان في حداثته شديد التعلق بالبرنس بسمارك فدرس علية فنون السياسة ونبغ فيها كثيرا .
في الخامس عشر من عام 1888 خلف والده في الملك فنودي به ملكا على بروسيا وإمبراطورا على جرمانيا باسم غليوم الثاني ..
اهتم في توسيع املاكة الخارجية وساعد شعب مملكتة على الاستعمار ...
يتبع...
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
|