18 / 03 / 2008, 22 : 08 PM
|
رقم المشاركة : [2]
|
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي
|
رد: رواية أحاديث الولد مسعود ....... طبعة أولى 1984
أتمشى في الشوارع [align=justify]
[frame="10 98"]
عندما كنت في عرعرة القريبة من عارة ، قالت أمي : يا ولد يا مسعود عليك أن تحمل البندقية ، فحملت ... وعندما كنت في بيروت ، صاحوا بكل اللغات المتعارف عليها : عليك أن تسلّم فسلمت على صديق كان قربي ، فضحك الصديق، وضحكت أنا الولد مسعود ، وما عدت خائفاً من أي شيء.. وكم سرني أن يقال : الولد مسعود لا يخاف .. الولد مسعود قلبه قوي.. وصحت : اسمعي يا أم مسعود ، ابنك مسعود لا يخاف .. وما عاد (أمحلت ) كما كنت تقولين .. وتضحك أمي وتقول ما عدت ( أمحلت ) يا ولد يا مسعود ما عدت ( أمحلت ) ..!!.. ومن شارع إلى شارع كانوا يقصفون ، وكنت أنا الولد مسعود متعوداً على القصف ، ومتعوداً على التجوال .. وما أصابوا الولد مسعود الذي يتجول ولا يخاف ولا يخشى القصف .. وكان صديقي يضحك ويتجول معي .. وأقول له : اذهب واختبئ .. فيقول : ولماذا لا تختبئ أنت يا ولد يا مسعود .. فأقول : أنا الولد مسعود الذي لا يختبئ ولا يخاف.. وصديقي لا يريد أن يخاف .. يحضر الخبز والماء لامرأة عجوز فتقول : ( الله يصونك ويصون الولد مسعود ) وأصفق فرحاً وأقبل العجوز التي تشبه أم مسعود كثيراً ، ولكنها لا تقول (أمحلت ) ، ودائماً تمدح الولد مسعود وصديقه وتقول : ( الله يصونكن جميعاً ) وأنا أحمل الماء لها وأقبلها من جديد وأفرح لأنها تشبه أم مسعود .. ويعود القصف ، ولا أختبئ .. أتمشى في الشوارع ، أضحك ، وأحدث الأصحاب عن عرعرة وعارة ، وهم يضحكون ويفرحون .. وأحكي لهم عن مسعود الذي هرب من المدرسة فظنت أمي أنه أنا الذي هرب ... فأخذت تصرخ ، وتستغيث بأهل عرعرة أن يقبضوا على الولد مسعود .. فأخرجوني من المدرسة وضربوني وما عرفت السبب إلا بعد سنوات ، ومن يومها وأنا أكره هذا المسعود الآخر الذي تسبب لي بالضرب والأذى .. ويضحك الأصحاب من جديد ، ويشتد القصف وهم يضحكون .. وأنا الولد مسعود أحكي وأحكي ولا أخاف .. وكلما صاحوا سلم سلمت على صديق ، وضحكت ..!!..
وأنتم لا تعرفون أن الولد مسعود يحب ( مسعدة ) التي هي من عارة القريبة من عرعرة ، وأنه ما زال يسأل عنها القاصي والداني ، دون أن يعرف ما صارت إليه .. وكم حزنت مرة عندما أخبروني أنها تزوجت من مسعود الذي هرب من المدرسة في عرعرة .. ولكن آخرين كذبوا النبأ وما أتوا بنبأ آخر ففرحت وحزنت .. والولد مسعود كثيراً ما يفرح ويحزن في لحظة واحدة ، وهذه ميزة من ميزات الولد مسعود الذي هو من عرعرة القريبة من عارة ، والذي يحب (مسعدة) ولا يعرف أين هي وما صارت إليه.. وكثيراً ما كانت تأتي لتسلم على أمي وأنا أحمر خجلاً ولا أحدثها .. وما حدثتها أبداً إلا بالعيون ، ولكنني أحببتها وما زلت .. وكلما اشتد القصف ، أقول : أين أنت يا مسعدة لتري الولد مسعود الذي لا يخاف .. ومسعدة لا تأتي ولا ترى الولد مسعود..
[/frame]
[/align]
|
|
|
|