18 / 03 / 2008, 24 : 08 PM
|
رقم المشاركة : [3]
|
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي
|
رد: رواية أحاديث الولد مسعود ....... طبعة أولى 1984
مسعود يرغب أن يكون فاعلاً
[frame="10 98"]
[align=justify]
كان يوم نحس يوم قابلت رئيس التحرير وأجرى لي ، أنا الولد مسعود فحص مقابلة لتعييني محرراً متجولاً في جريدته .. فقد انهالت الأسئلة عليّ كالسياط ، وكنت أجيب ، بنعم ، ولا ... واغتظت مكوراً قبضتي حين قال لي رئيس التحرير : يا مسعود أنت ولد ذكي وجريء ولا تخاف .. لكنك لا تعرف شيئاً من لغة قومك ..
وزعلت منه كثيراً .. وقررت أن أطلّق هذه المهنة ، فهل هكذا هي الصحافة مهنة للشتائم .. وكان يوماً أغبر بسواده يوم سألني رئيس التحرير : يا ولد يا مسعود هل تدري لم سميت بذلك ؟ واكفهر وجهي وأرغيت وأزبدت وما ظفر مني بشيء أنا الولد مسعود الذي من قرية عرعرة القريبة من عارة.. وشغل بالي هذا السؤال إلى حين رجعت إلى بيتنا في المخيم .. وناديت أمي ثم سألتها السؤال نفسه ، تبسمت وأخبرتني : أنها لما جاءها المخاض بي ، أنا الولد مسعود ، وكانت قد أمحلت حسب زعم أمي في قرية عرعرة التي هي توأم روحي لقرية عارة ، لم يكن أبي حاضراً تلك المناسبة السعيدة، فقد كان مع الثوار يحارب عسكر اليهود ، وبني قريظة وقينقاع ومالف لفهم من الاشكناز والسفارديم .. وقالت أمي ، إنه لما جاءها المخاض وهي على تلك الحال ، اشتد الوضع عليها وابتأست وذرفت دمعاً غزيراً .. وفي ساعات الصباح الأولى ، شرفت أنا الولد مسعود من قرية عرعرة القريبة من عارة، إلى هذه الحياة ، وضعتني أمي ، كما قالت لي ، على خرقة بجانبها ..قالت لي متابعة : (يومها كنت تشبه الجرو الصغير ) وزعلت منها وعبست ، وطلبت أن تختصر في روايتها .. فمضت تقول وما أن أشرق الصباح علينا، أنا وأنت حتى جاء خالك يلهث تعباً ، وهو يقول : ابشري .. لقد شاهدت زوجك في قرية كفر قرع.. وقال لي ، سلم على ( سعدة ) وقل لها سآتي اليوم إلى البيت..
وعندها فرحت كثيراً ، وما دريت إلا وأنا أسميك ( مسعود ) وهكذا صرت-أي حضرتي - ابني (مسعود ) الذي جاء في يوم ( أمحلت ) فيه ، وكبرت ، أنا الولد مسعود ، حتى أصبحت كاتباً عند رئيس التحرير الذي فرح عندما حدثته عما قالته لي أمي .. وقال لي : ولكن هل تدري يا مسعود ماذا يعني اسمك، وما هو وزنه الصرفي في اللغة العربية ؟ وما دريت ما يقصد رئيس التحرير بسؤاله إلا عندما شاهدت صديقاً لي في بيروت يعرف في اللغة العربية ، نحوها وصرفها وفقهها .. وحين سألته أجابني قائلاً : مسعود يعني من وقع عليه فعل السعد ، والسعد هو الخير وما يفرح به المرء وهو على وزن مفعول ..
وهكذا صرت أنا الولد مسعود على وزن مفعول، وكم غاظني أنني دائماً مفعول .. دائماً مفعول ، ولست فاعلاً ..
[/align]
[/frame]
|
|
|
|