05 / 03 / 2011, 56 : 12 AM
|
رقم المشاركة : [17]
|
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني
|
رد: في ذكرى وفاة الأب الروحي لنور الأدب يوم خاص عن حيفا لمن يحب المشاركة
(حيفا) في شعر عبد الله منصور
١ آذار (مارس) ٢٠١٠بقلم ثامر إبراهيم المصاروة
فالشاعر قال في حبِّه «لحيفا»، ما لم يقله قيس في ليلى، فجاءت في شعره نبضًا يمور ألمًا ووجدانًا، فوصف تلك المرأة وما تحتويه من هموم وآلام، كما يجب علينا تخليصها منها مهما كان الثمن، فيقول :
لحيفا نطرّزُ خارطةً من شظايا
وزوبعةً من شجرْ
ونصطفُ في دبكةٍ للشهيد الأخير
فحيفا مخبأَةٌ في زوايا المرايا
حقول شعير
ونرجسة من حجر
وحيفا كشمسٍ معلقةٍ فوق صدر الصَّبايا
وتظهر «حيفا» برمز المرأة المتحدية الرافضة للاستسلام المفروض عليها، فـيقول :
سلامٌ عليك
توضأ بعشب الحقول
وخبئ سلاحَكَ في مقلتيك
فما زال سَيفُك يَعْربيًّا
وما زلتَ تعشقُ ظهرَ الخيولْ
فتصبح المرأة (حيفا) عند الشاعر قريبه منه في قربها وبعدها، ويدل ذلك على الحب الذي يكنّه لها، فهي في قلبه، وإن كانت بعيدة مكانيًا، فيقول:
لماذا أحنُّ إليكِ، وأنتِ قريبة؟
لماذا أحنُّ إليكِ وأَنتِ بعيدة؟
وقد صرتِ احتياجي
وكلَّ اكتمالي
وصرتِ الحبيبة
فالشاعر يقدم لنا صورة العاشق الولهان، الذي اكتوى بالحب والغربة، فهو دائم الاحتراق والاشتعال، فيسقط كل ذلك الحزن على محبوبته (حيفا)، حيث إنه دائم الأسئلة التي لم يجد لها جوابًا، ويدل ذلك على الضياع الذي يعيشه الشاعر مع محبوبته، فهو مُثقل بالهموم والأحزان والمآسي، فيقول :
وقفتُ حزينًا
وعيني تُسافرُ صَوْبَ الشمالْ.
أُنادي بملءِ اشتياقي
وكُلِّي ابتهالْ
وأسألُ عنكِ رفوفَ الحمامِ
هموم السَّهارى،
وطولَ الليالْ
ومن شدّة حب الشاعر «لحيفا»، اختلطت صورتها بصورة أمه، وكلامها يؤرِّق الشاعر ويبعثان له الحزن والاشتعال، يقول:
أَحيفا بَدَت؟…
أَمْ مناديل أُمِّي ملوّحة كالبيارق؟
أَحيفا نأَت؟
أَم حروفي التي أخذتْ شكلَ مَرْحلتي؟
فكلمات الشاعر جاءت مفعمة بالحزن والأسى والغربة في حديثه عن حيفا؛ لأنه يعكس مرارة الواقع، فكانت حروفه قنابل تشتعل في النص الشعري، الذي أخذ يصور مأساة الواقع الذي يعيشه، فيقول:
وهذي البنادقْ.
مُصوَّبةَ نحو قلبي
وقلبي مليءٌ بحيفا وأمي.
وإن كانتا قادتاني لكلِّ المشانق
|
|
|
|