18 / 03 / 2008, 34 : 08 PM
|
رقم المشاركة : [10]
|
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي
|
رد: رواية أحاديث الولد مسعود ....... طبعة أولى 1984
[frame="15 98"]
[align=justify]
أحلى على قلبي من العسل ..
قلت : يا ولد يا مسعود حاول ، فحاولت .. وأخذت أقرض الشعر على كل الأوزان التي خلفها الفراهيدي .. وهات يا شعر .. الفصيح قهقه حتى تمنيت أن تنشق الأرض وتبلعه .. ورئيس التحرير حوقل وضرب كفاً بكف .. وقال أصحاب الرأي السديد : الولد مسعود أراد أن يصبح شاعراً فنسي النثر وما قال شيئاً من الشعر وأنا ( أحلى على قلبي من العسل ) أليس الشعر أن تخلق مشكلة حولك ، أما كان المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس..؟؟!!.. وصحيح أنني لم أستطع ملء المكان الذي أجلس فيه ، ولكن الحقيقة تقال، فقد شغلت الكثيرين ، وكلهم اتفقوا على أنني لست شاعراً ، وهذا شيء عظيم ، فما من عادتهم أن يتفقوا ، وهاهم يتفقون ، والفضل في ذلك لي، وسيقول التاريخ ذات يوم ، إذا عنّ للتاريخ أن يذكرني ، وما أظن..!!.. سيقول : كان الولد مسعود أول من وحد آراء النقاد على شيء .. فأنا معجب بأول هذه .. فالعرب تقول : أول من وقف على الأطلال .. وأول من بكى واستبكى .. وسيكون لي نصيب في ( أول ) هذه ولابد ـ هذا إذا عنّ للتاريخ أن يذكرني وما أظن لن يذكرني أحد ولن يذكر شيئا من شعري - وعندها سيذكرون مسعدة المذكورة في شعري ، وتكون مسعدة قد دخلت التاريخ من أضيق أبوابه ، ولو أن الفصيح لم يقهقه ، ورئيس التحرير لم يحوقل ، لكنت ذكرتهما في أول هذه ، ولكن لا نصيب لهما في دخول التاريخ ـ هذا إذا عنّ للتاريخ أن يذكرني ـ وما أظن .. وها أنا أنفذ المثل القائل : ( اشتغل بقرش وحاسب البطال ) فقد تنطحت لمحاسبة الشعراء ، والمتشاعرين أمثالي .. ورحت أجلدهم بالنقد حتى قالوا : الفصيح متفاصحاً : ( طبل وزفه ، والعروس عمشه ) قلت : أنا شاعر وهم يقتلهم الحسد .. صاح الفصيح : ( لو بدها تشتي غيمت ) صحت : وما دخل الشتاء هنا .. ضحك زميلنا الجديد رسام الكاريكاتير وقال : ( مش كل الوقعات زلابيه ) فما عدت أفقه أي شيء .. وهنا ختمها رئيس التحرير قائلاً : ( الطول طول نخله ، والعقل عقل سخله ) فصحت : سيدخل التاريخ والله ، سيدخل التاريخ والله من أوسع أبوابه ، فقام الكاريكاتيري مودعاً ، وخاطبني بكاريكاتيرية قائلاً : ( لا كف ولا دف ولا نغم طيب ) فتبسمت وتبسم وتبسم الجميع .. فقلت : حلت وما أمحلت كما كنت متوقعاً ، وعدت إلى قرض الشعر بعد مغادرة زميلنا الكاريكاتيري .. وما أن بدأت أقرض ، حتى حدقت العيون ، واحمرّت ، وكادت تطلع من محاجرها .. فصحت : أنا الولد مسعود الذي من عرعرة القريبة من عارة سألملم الأوراق ، وإلى الفرار ، الفرار ..
[/align]
[/frame]
|
|
|
|