عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 03 / 2008, 40 : 08 PM   رقم المشاركة : [14]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: رواية أحاديث الولد مسعود ....... طبعة أولى 1984

الشيء بالشيء يذكر
[gdwl]
[align=justify]
والشيء بالشيء يذكر ، فقد سألني رئيس التحرير مرة : لماذا تضحك دائماً يا ولد يا مسعود؟؟ فأخذت أحكي عن الشمس التي تضحك، وعن مسعدة التي تضحك ، وعن الرجل حمدان الضاحك الضحوك .. فضحك رئيس التحرير منشرح البال والقلم .. وكتب يومها عن ( الأمل ) وحكى عن فلسطين الواقفة على رصيف الشمس .. فقلت : أنا الولد مسعود ( مثل غيمة شباط محركة الشتا ) أنا ( صاحبها ) وكنت أقصد فكرة الشمس .. فصاح رئيس التحرير : صاحب من يا ولد يا مسعود ؟؟ فشرحت ما شرحت ، دون جدوى حتى شرد ومن عادته الغضب بعد الشرود ، و ( اللي بتسمطه الشوربه بصير ينفخ ع اللبن ) وأنا الذي التعت من فورات الغضب ، قلت : أحدثه عن مسعدة فينشرح ، ولكن ( مش كل الوقعات زلابيه ) فما أن بدأت بعرعرة حتى حوقل .. قلت : أنصرف .. فانصرفت .. وحمدت الله على أنني من الأسماء القابلة للصرف ، وحمدته أكثر على أن الفصيح ما كان موجوداً ليمنعني من الصرف ، ولو كان لفعل ، فهو أدرى بالنحو وبمسائله..
وقد صفا ذات يوم ، فحكي عن أيام خلت ـ وحديث رئيس التحرير حلو إن صفا ـ وعن أيام الطفولة والشباب في فلسطين ، فسررت أنا الولد مسعود وصفوت .. واقترب في حديثه من حيفا وما أن وصل إلى عارة وعرعرة حتى هششت وبششت ، وكدت أطير فرحاً ، وقبل أن أطير ذهب في الحديث إلى غيرهما .. وكنت مثل الذي ( بترتح بحبال الهوا ) فأخذت أرجوه أن يعود إلى عرعرة ، فما عاد ، ولما ألححت ضحك .. قلت ( أجته ساعه رحمانيه ) وما كاد يعود ، حتى جاءنا زائر ليقطع ما كاد أن يوصل، فذهبت .. وأعود من ( الشيء بالشيء يذكر ) إلى ما أنا فيه ، فبعد أن عزّ على النفس إهمال الأصحاب لي ـ عزّ فعل ثلاثي لا أعرف معناه ـ فقد ظللت أمشي وأمشي ، حتى بلغ التعب مني كل مبلغ ـ فصاحة ما بعدها فصاحة ـ وكان عليّ أن أمشي مثلما مشيت إن أردت الوصول إلى غرفتي.. وكان عليّ أن ( أفعلها ) للمرة الألف بعد الألف ، في إزعاج صاحبة الدار أم العبد .. وهي امرأة كبيرة السن من طبرية، تملك هذه الدار المكونة من غرفتين ، غرفة لي ، وغرفة لها .. تأخذ أجرها شهراً ، لأنقطع عن الدفع خمسة شهور .. وكثيراً ما حدثتني عن أبي العبد الذي رحل منذ عشر سنوات وما عاد .. ترك لها هذه الدار القديمة المتواضعة ، ولا شيء غير ذلك .. وكانت تعمل في البيوت حينا ، تقدم بعض الخدمات البسيطة في مساعدة السيدات .. وأحياناً كثيرة تبقى في غرفتها أقرب ما تكون إلى المرض .. أم العبد هذه ، كانت تنزعج من عودتي في منتصف الليل .. فكانت تقول لي : هذه هي المرة الأخيرة وبعدها سأرميك في الشارع أنت ومتاعك ـ وما كان عندي متاع ـ وكانت معجبة بكلمة ( تقلع ) فكانت تصيح: عليك أن تقلع عن هذه العادة .. ولا أقلع .. ولا تنفذ تهديدها .. فهي طيبة إلى حد بعيد ، ومتسامحة إلى أبعد الحدود ، وكانت تقول دائماً وما تزال ( طول عمرك يا زبيبه فيك هالعود ) وأنا أفرح ( بالعود ) ولا أقلع .. أشعر أنها أمي فأسعد بذلك .. وأحدثها عن مسعدة فتضحك ، وتحكي لي عن أيام طبرية، وعن أيام اللقاءات الأولى مع أبي العبد .. وحين تصل إلى يوم رحيله ، تحزن ، وتشرد .. ولكنها تبقى مليئة بالحنان فأشرد معها .. وأتطلع إلى صورة أبي العبد ، وأتمنى أن يعود ذات يوم .. تقول لي : أنا أعرف أنه سيعود ، وتبكي.. أحدثها عن رئيس التحرير وعن الرجل حمدان وعن الفصيح وعبد الرحيم .. وعن أمي التي كانت تقول ( أمحلت ) فتضحك .. وتقول : أنت طيب يا مسعود فأسعد وانشرح وأغني :
درب العين بنعرفها كلها شجر زيتون
وحاجي تعن وحاجي تنوح بكره العودة يا عيوني

فتضحك أم العبد مسرورة .. وأضحك .. ويذهب التعب ، لأعود مسرعاً إلى أمي أم العبد ..
[/align]
[/gdwl]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس