عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 03 / 2008, 44 : 08 PM   رقم المشاركة : [16]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: رواية أحاديث الولد مسعود ....... طبعة أولى 1984

[gdwl]
الزناد


[align=justify]
أكتب من جديد .. أدخل في مساحات القلب من جديد .. يقول الفصيح : أنت تبكي يا ولد يا مسعود، أقول له : حبات الزيتون برك من دم .. تلهث مسامات جلدي .. أبكي من جديد .. أشهق... يضع رئيس التحرير يده على كتفي .. يقول برفق : مالك يا ولد يا مسعود ؟؟.. أحكي ... وأحكي .. أترك القلم .. أترك الأوراق .. أدخل في صبرا .. أدخل في شاتيلا .. تركض السكاكين مليئة بالحقد .. يسقط الأفق على الذراع الصغيرة التي تهشمت وتمزقت .. أتنفس بصعوبة.. يصبح العالم ضيقاً إلى حد الاختناق .. يناولني رئيس التحرير لفافة تبغ .. يشعلها .. يتصاعد دخان أسود .. تتراكم الجثث في الطرقات .. تهرب الصغيرة من حد السكين ، تركض في الشوارع الثكلى ترتمي فوق جثة أمها .. تصرخ تشهق .. تغيب .. يسحبونها .. يطرزون لحمها بالدم .. يتصاعد الدخان .. يقول الفصيح : الرجل حمدان يريدك .. أقول : لماذا برك الدم تتسع ؟؟ تركض.. ترتمي أصابعها الصغيرة على دفتر ما سلمت صفحاته من حقد النار والسكاكين .. تخرج أمي عارية تبحث عن نخلة تهزها ، فلا تجد .. الطرقات مغلقة بالدم .. بالجثث .. تهوي على الأرض .. تبتلعها السكاكين تخرج من آخر طعنة في الصدر .. تدخل في البحث عن نخلة تهزها ، فلا تجد .. ترفع يدها .. تهز أحد الأحجار القريبة فيساقط دمعاً ودماً .. وتساقط أمي حتى آخر نفس .. حتى آخر رمق .. وتكبر برك الدم .. تقول أم العبد : قم يا ولدي .. قم .. ولا أقوم .. لا أخرج من وجه أمي .. لا أخرج من حبات الزيتون التي سقطت مخضبة بالدم .. يتصاعد الدخان .. يغطي المدى .. وتكبر برك الدم .. تكبر .. تمتد في صبرا .. وشاتيلا .. ودير ياسين .. وكفر قاسم .. وأمي عارية إلا من يدين تبحثان عن ظل .. ولا ظل في الطرقات .. لا ظل في الوجود .. يقول الفصيح : أنت تبكي يا ولد يا مسعود .. تبكي !! ما بك يا ولد يا مسعود ، ما بك ؟؟ يضع رئيس التحرير يده على كتفي .. لا يقول أي شيء .. تتجمع السماء ، ولا مطر .. لا غيوم .. لا برق ولا شيء سوى الدخان الأسود ، يتصاعد ويتصاعد .. أم العبد تسحب الغطاء على جسد مرتعش .. تضع يدها على رأسي .. يقول الرجل حمدان : كنت بانتظارك يا ولد يا مسعود وما أتيت ؟ تقول أم العبد : ماذا جرى له .. لا أدري .. وتبكي أم العبد .. يقول الفصيح : لا تخافي يا خالة مجرد إرهاق .. واضحك .. أضحك حتى رعشة القلب .. أي إرهاق .. والدخان .. الجثث .. السكاكين .. الدم .. صبرا .. شاتيلا .. أمي العارية الباحثة عن ظل ..
يقول الرجل حمدان : عبد الرحيم سيذهب إلى الجنوب لمقاتلة عسكر اليهود .. من أجل ذلك طلبت حضورك .. سنجتمع جميعاً لوداعه .. سيذهب بعد غد ..
قالت أم العبد : الله معه .. الله مع كل رجالنا .. وحكت عن فاطمة التي من طبرية ، وعن أبي العبد الذي ما عاد ..
قال الرجل حمدان : غداً سنلتقي عندي في المخيم.. معافى يا ولد يا مسعود معافى .. خرج الرجل حمدان والفصيح معه .. وبقيت أم العبد التي من طبرية قربي .. قلت : ماذا جرى يا أم العبد ؟؟ ماذا جرى ؟؟ قالت أم العبد : لا شيء يا ولدي .. أنت متعب قليلاً .. قلت : أتعرفين أمي يا أم العبد .. ضحكت بحنو وقالت : عبد الرحيم سيذهب لمقاتلة عسكر اليهود ، سيلتقي فاطمة هناك ، سيقاتل معها .. صحت : أسألك عن أمي، أتعرفينها ..؟؟ لم تجب ، أخذت تحكي عن عبد الرحيم وفاطمة ومحمود الذي من جيش التحرير.. وسألتني فجأة : ألا تأخذني معك لأرى عبد الرحيم .. ؟؟ قلت : كما تشائين سنذهب معاً يا أم العبد .. وعندما سألتها من جديد عن أمي .. خرجت من غرفتي .. وتركتني مع النافذة المفتوحة .. قلت : أم العبد لا تعرف أمي .. أو ربما تعرفها ، ولكنها لا تجيب .. تركت أمي صورة معلقة على الجدار .. وأخذت تركض في شوارع صبرا .. وكانت ظلمة الليل أشد من السكاكين .. الكون ليل وظلام .. العالم ليل وظلام.. والسكاكين تقطع اللحم والقلب .. تشتد الظلمة .. والسكاكين تقطع .. يقول أبي : لا تنزل يدك عن الزناد .. تقول أمي : لا نخلة .. لا شجر.. لا ماء .. أدخل في الشوارع المسكونة بالدم ألهث .. أصيح .. يصيح أبي : الزناد .. الزناد .. أصيح : الزناد الزناد .. تصيح أمي : الزناد .. الزناد .. يقول عبد الرحيم : أنا ذاهب لمقاتلة عسكر اليهود .. تقول فاطمة : الزناد الزناد .. أصرخ .. أصرخ .. تهبط الشوارع .. تصعد الشوارع .. وفاطمة تقاتل عسكر اليهود ..

[/align]
[/gdwl]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس