[gdwl]
[align=justify]
اليوم الأول
أخذت أمرحب على الرجال أولاً بأول وأنا منشرح الصدر منطلق المحيا .. كانت معنويات الرجال على أحسن ما يكون .. والاستعداد على أشده .. فشددت على يد كل واحد منهم وشدوا فتألمت .. قلت : أياديكم صلبة يا رجال .. فضحكوا وقال أحدهم : ستصلب يدك يا مسعود ما دمت معنا ، فسعدت أنا الولد مسعود باليد التي ستصلب ..
طلبت الذهاب للبحث عن الرجل حمدان وعبد الرحيم وفاطمة التي من طبرية فقال محمود الذي من جيش التحرير الفلسطيني : سترى الرجل حمدان وعبد الرحيم عند الصباح فهم قريبون من مواقع جيشنا ، أما فاطمة هذه فلا أعلم عنها أي شيء ، قلت : الرجل حمدان يعرفها وكذلك عبد الرحيم قال : تذكرت ، سألني عنها الرجل حمدان ذات مرة ، ولكن لست أعرفها كما أخبرتك .. قلت : سنرى عند الصباح ، سنرى ..
كان الليل بارداً ، وكنت بين الحين والحين أنصت إلى حديث الرجال المليء بالأمل ، فأشعر بالدفء .. اقترب أحد الجنود وكان اسمه خالد قال لي : ما بك يا مسعود ، أراك تحب الوحدة .. قلت : إنني أفكر .. ضحك خالد وقال : نحن هنا أسرة واحدة ، ولا نحب الفردية.. قلت : ومن قال لك إنني أحب الفردية ولكن كما تعلم ، فهذا أول يوم لي في هذا المكان ، وغداً ستراني أشارك هذه الأسرة في كل شيء .. قال بهدوء لا تنزعج يا مسعود من كلامي ، فأنت تعلم أننا يد واحدة في مجابهة عساكر الاحتلال .. قلت : حتى الفصيح ذهب يبحث عن الرجل حمدان وعبد الرحيم وما عاد ..ضحك خالد: الفصيح الفصيح .. هل اسمه الفصيح ؟؟؟.. ارتسمت على شفتي ابتسامة تشبه ابتسامة أمي التي من عرعرة وقلت : من كثرة ما ناديناه بالفصيح تناسينا اسمه ـ حتى كدنا ننساه .. اقترب محمود منا وقال : عم تتحدثان ؟؟ قلت : يسألني خالد عن اسم الفصيح .. قال محمود : أتعلم ، هذا ما كنت أريد أن أعرفه منذ قدمته لنا اليوم ولكن ظننت أنه اسمه مما دعاني للصمت .. قلت : اسمه رشيد ، ولكن إن سألت كل من في جريدتنا فلن يعرفوا من هو رشيد، أما إن سألت عن الفصيح فسيعرفونه فوراً ..
قال خالد : أما زلت تشعر بالوحدة .. قال محمود: أي وحدة هذه ، كلنا هنا أسرة واحدة .. قلت : أنت تعرف يا محمود أنني لا أحب الفردية ولكن هو اليوم الأول .. قال : لابد أنك تفكر أين ذهب رشيد قلت : من رشيد هذا ؟؟ ضحكا معاً .. قال خالد : حتى أنت يا مسعود .. فتذكرت الفصيح وضحكت..
[/align]
[/gdwl]