18 / 03 / 2008, 09 : 09 PM
|
رقم المشاركة : [27]
|
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي
|
رد: رواية أحاديث الولد مسعود ....... طبعة أولى 1984
[gdwl]
[align=justify]
رويت ما رويت
انتظرنا على مضض .. وما طال الانتظار ولا طال المضض .. فقد أقبل الرجل حمدان ومعه عبد الرحيم .. وكان عناق و شيء من دمع .. أسئلة كثيرة ، وأجوبة .. ثم جاء دور الصمت .. وكل واحد منا يفكر بما شاء له هواه .. وبعد حين، أطلّ السؤال الملح ، قلت : أما وجدتما فاطمة التي من طبرية ؟؟ أجاب الرجل حمدان : بحثنا يا مسعود ، بحثنا ، بعضهم أخبرنا بأنها في الجنوب ، وبعضهم أخبرنا أنها ليست في الجنوب، وما بين هذا وذاك كانت حيرتنا تكبر وتكبر .. قال رشيد : لابد أن نجدها ذات يوم ، لابد.. ضحك عبد الرحيم وقال : والله لقد عشقت فاطمة هذه من كثرة ما سألت عنها ، وكل مرة أشعر بأنني أحبها أكثر .. وأصرّ الرجل حمدان: ذات يوم ستكون إلى جانبنا ونحن نقاتل عسكر الاحتلال .. قلت : لابد..
لم تكن أيامنا كما كانت من قبل فهنا ، كان الشعور بالجماعية يسيطر علينا.. ومن الصعب ، أن يبقى أحدنا وحيداً .. فالوقت مشحون بأحاديث كثيرة لا تهدأ .. وكلها تصب باتجاه واحد ، الإصرار على مقاتلة عسكر اليهود.. وكنا نستعد ، نتدرب .. نعمل نبني دقائقنا بناء متواصلاً لا يهدأ.. وكنت أفي بالوعد ، فأكتب لرئيس التحرير أولاً بأول .. وكان وقت الكتابة في المساء ، داخل الخيمة التي أصبحت تضم إضافة للولد مسعود الذي هو أنا ، ولرشيد الذي هو الفصيح ، الرجل حمدان وعبد الرحيم وثلاثة آخرين هم نايف العوض العبد الله الذي عشق ذات الخال وعشقته ، وفرّق الاحتلال بينهما ، فبقيت هي في الناصرة ، وخرج هو لاجئاً يحمل قلبه الملتهب .. وسمير الذي من اللد.. وأيضاً عامر الذي من قرية البروة التي ما أبقى عليها الاحتلال فنسفها ومحاها عن الأرض.. وما استطاع أن ينسفها في القلوب ، فحملها محمود درويش كما حملها غيره لتبقى أقوى من النسف والتدمير ..
وبينما كان نايف العوض العبد الله يتحدث للرجل حمدان عن ذات الخال .. كان صاحب البروة يحدثنا عن حالة الوجد والغليان .. قلت : أنا الولد مسعود أفهمها دون مقدمات .. قال : هات حدثنا.. فرحت أحدثه عن مسعدة فاستطاب .. قلت : أتعرف عرعرة ذات شجر الزيتون ؟؟ قال : أعرف عن كل قرية ومدينة في فلسطين الكثير… فانشرح الصدر مني ، ورويت ما رويت عن طفولة ما اكتملت كما تكتمل الطفولة عادة ، ولعنت الاحتلال ، فلعن .. وجاءت لعنة رشيد لتتبعها لعنة عبد الرحيم .. فقلت : وماذا عن نايف العوض العبد الله والرجل حمدان ؟؟ .. فلعنا الاحتلال ومن خلف الاحتلال ومن صنعه .. قلت : لا سبيل سوى القتال .. وتابع الرجل حمدان : هو الطريق الوحيد ، ولا سواه ..
[/align]
[/gdwl]
|
|
|
|