عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 03 / 2008, 11 : 09 PM   رقم المشاركة : [28]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: رواية أحاديث الولد مسعود ....... طبعة أولى 1984

[gdwl]
[align=justify]
ما تأخرت الدقائق

كانت الدقائق مشحونة بالترقب والتوتر وكانت اللحظات تنسحب ببطء.. وكلما اقتربت الشمس من مغيبها ، كنا نقترب من طلوع شمسنا الصغيرة ، التي لابد أن تشكل مع مثيلاتها ، شمسنا الكبيرة الرائعة .. قال نايف العوض العبد الله هذه عاشر عملية أشترك بها في الجنوب ..وقال سمير الذي من اللد: هذه الثامنة وتطلع عامر الذي من البروة بصمت وما قال أي شيء.. وكان رشيد الفصيح يعيد تركيب رشاشه بعد تنظيف كل قطعة فيه .. قلت في نفسي : الولد مسعود سيقاتل من جديد عسكر اليهود .. وشدت قبضتي على المخزن بقوة .. كان المخزن بارداً محايداً ، جامداً .. قلت : غداً سأكتب لرئيس التحرير .. قال ماجد قائد مجموعتنا : إذا أراد أحدكم أن يستوضح عن أي شيء ، فأنا على استعداد .. قلت : عندي سؤال .. ابتسم ماجد وقال: هات ما عندك يا مسعود .. فحكيت عن مسعدة وعرعرة القريبة من عارة.. قال : وأين السؤال يا مسعود ؟؟ ..ضحك الرجل حمدان وصاح : مسعود يريد أن يذكر مسعدة ولا يريد أن يسأل .. وقال عبد الرحيم : غريب يا مسعود، تحدث عن شيء يهمنا الآن .. قلت : لماذا لا نذهب إلى هناك ؟؟.. شدّ ماجد على يدي وقال : تأكد سنذهب ذات يوم .. ففرحت بذلك وانشرح الصدر مني والمخزن المليء بالرصاص .. وابتدأ التحرك ..
كنا عشرة أفراد وقائد مجموعتنا .. وكانت التعليمات مشددة بضرورة الحذر والانتباه .. الابتعاد عن أي خطأ .. تنفيذ العملية بشكل متكامل .. ولا أدري لماذا شعرت بشيء من فرح طفولي يباغتني .. تمنيت أن أصيح ،أن أركض، أن أضحك بصوت مرتفع .. وسحبتني إشارة قائد مجموعتنا من أفكاري ومشاعري .. فانبطحت كما فعل الباقون .. وأخذنا نزحف .. ولأول مرة شعرت بثقل الرشاش المرفوع على راحتيّ ، والقريب من وجهي .. الآن ، كان علينا أن نصمت وبشكل مطلق .. أن نتحرك بصمت .. أن نتنقل بصمت .. وأن نتحدث بصمت .. وارتعشتُ/ كانت الوجوه قريبة ، جامدة ، باردة../ قالت أمي : هؤلاء هم عسكر اليهود .. ولكن .. علينا الالتزام بالأوامر .. والتزمت على مضض، وعلى أكثر من مضض .. تجاوزناهم.. مضت دقائق .. وعدنا للتحرك السريع .. والزحف .. فالتحرك السريع وبعدها تمركزنا .. دقائق .. وستمرّ ثلاث شاحنات محملة بعسكر اليهود .. وما تأخرت هذه الدقائق .. وارتفعت يد قائد مجموعتنا .. أعطى الإشارة.. وما عادت يده إلى الارتفاع مرة ثانية ، حتى تبدد الصمت برصاص مفاجئ.. وأخذت الوجوه الجامدة الباردة تغرق بحيرة غريبة .. تبعثروا.. تشتتوا .. وارتسمت أمام ناظري فتحة في الصدر وأخذت شوارع صبرا وشاتيلا تسبح بالدم .. الدم .. الدم .. ورأيت طفلة تسقط ممزقة تحت السكين الغادرة.. وشددت على الزناد .. وبكيت .. بكيت .. هؤلاء هم الذين قتلوا أمي.. هؤلاء هم الذين أخذوا عارة وعرعرة وشردوني .. وركض طفل ما تجاوز السادسة من عمره يحاول الهروب من مخيم صبرا ، ضحك الجلاد، وعلقه على طرف الحربة الباردة .. صرخت بحرقة : هؤلاء هم .. وانتهى المخزن الثالث .. الرابع .. أطلقوا القنابل المضيئة .. الرصاص .. وكانوا خائفين .. وما كانت أمي تملك بندقية .. ورغم ذلك قتلوها .. كانت الطفلة تحمل دفتر رسم ، فسقط رأسها الصغير على الدفتر وأصبحت كل الصفحات حمراء .. أعطى قائد مجموعتنا أمراً بالانسحاب.. وانتهى المخزن التاسع .. وشيئاً فشيئاً كنا نتراجع ببطء .. أحاطوا بنا من كل جهة .. وحين تأكدوا من وقوعنا في الحصار ، ضمن الدائرة التي فرضوها علينا .. كانت مجموعتنا تقدم تقريراً كاملاً عن نجاح العملية .. وكنت بعدها أحدّث الرجل حمدان وعبد الرحيم ورشيد الفصيح ونايف العوض العبد الله وسواهم عن مسعدة ، وكانت خيمتنا مليئة بالدفء والفرح .. والشعور بالأمل ..
[/align]
[/gdwl]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس