عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 03 / 2008, 12 : 09 PM   رقم المشاركة : [29]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: رواية أحاديث الولد مسعود ....... طبعة أولى 1984

[gdwl]
[align=justify]
زيتونة في عرعرة !


ومن عملية إلى أخرى ، كنت أروي للأصحاب عن ذلك الشعور الذي يلازمني ملازمة الروح بالفخار .. وكان الصحاب يؤكدون على مثله، فأهلل .. وكانوا يضحكون ، كلما تطلعت من فوهة البندقية لأطل على الغد المشرق ، وما كان ضحكهم إلا الزاد الذي نتزود به ، ولا نستغني عنه،فدائماً عليك أن تضحك ، حتى وأنت تطلق الرصاص .. و إلا .. ماذا و إلا قال نايف العوض العبد الله ؟؟.. أجبت أنا الولد مسعود : و إلا سيطر علينا الكمد ، وأنا لا أحب الكمد ولا أستطيبه وكثيراً ما أحب ـ أنا الولد مسعود بطبيعة الحال ـ الضحك حتى من خلال الدمع .. وأسوق لك مثالاً لا علاقة له بالموضوع ، فحين حدثني الرجل حمدان ، عن الظل الذي يمتد من عرعرة إلى قلبي ما ضحكت ، بل صدقت وصدقت ، وصار هذا الظل جزءاً من حياتي ، وصدق أو لا تصدق، بأنني كثيراً ما أرى ـ أنا الولد مسعود بطبيعة الحال ـ عرعرة وعارة من خلال هذا الظل الذي حدثني عنه الرجل حمدان ما حدث .. والشيء بالشيء يذكر ـ كما يقولون ـ فقد وهبت طبيعة تقريب كل بعيد حتى يصير بمرأى مني ومسمع ، وهذا ما جعلني أركض كثيراً في شوارع عرعرة أو أزقتها ، وهذا أيضاً ، ما يجعلني أرى يوم العودة أقرب من قريب .. وحدث إن شئت أن تحدث ، عن الولد مسعود، الذي أبصر في طول القلب وعرضه ، ذلك الشراع المتوجه إلى البلد ، وهو يحمل الكثير من الأهل العائدين .. وبلغ إن شئت أن تبلغ ، أن الولد مسعود ما رأى الطريق إلا من فوهة بندقية.. وأنه ـ أي أنا الولد مسعود ـ ما دخل في حقيقة الحلم على حصان مجنح بخيال ، أو وردة مرسومة في دفتر، ولكن على مسافة زمنية اسمها النار ، الدم ، الشهادة ، الفداء ، فبغير هذا، وذاك ، وذلك ، لا يكون وصول ، ولا يكون وطن ، ولا يكون بلوغ مأرب ، أو فيء زيتونة أمام بوابة دار في عرعرة أو غيرها من العرعرات المحتلة ..
ويا .. صاحبي .. هكذا كان علينا أن نبني ، وأن نعمل ، وأن نقاتل .. وحين قالها نايف العوض العبد الله وهو يعبئ مخزن رشاشه برصاص جديد (الرصاص خبز الأرض المحتلة ) عرفت وعرف الصحاب ما كان يريد.. لذلك كان استعدادنا لعملية جديدة .. وما كان الرجل حمدان، الذي لهث متعباً حين قطعنا مسافة طويلة على الأقدام ، ما كان أقل منا فرحاً أو راحة ، وهو يطلق الرصاص ، ويذكرني بأمي ذات الصدر المفتوح .. وكنت أعرف ، أنهما الأرض وأمي جسد واحد وصدر واحد وقلب واحد ، وأن لحظة انتشارنا على الزناد هي الماء الطيب الذي يستطيع أن يجعل شجرة الزيتون في عرعرة تورق ..
ويا صاحبي .. سنكبر .. ونكبر .. ونرى أجنة اليمام في رحم الأرض .. حين تورق الأرض بأهلها العاشقين .. وعندها ، ستكون الرصاصة بعيدة عن اليد .. ولكننا الآن في الطريق .. نقاتل ونقاتل .. ونبحث عن فاطمة التي من طبرية إن سألت .. ولا نجدها .. ونعرف أننا سنجدها .. ونستطيع أن نضحك ، ونضحك .. لأننا يا صاحبي قوم يؤمن بالتفاؤل الدائم ، ولا نؤمن بسواه .. فبشر إن أردت أن تبشر ، أنه لابد من العودة .. لابد ..
[/align]
[/gdwl]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس