عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 03 / 2008, 15 : 09 PM   رقم المشاركة : [31]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: رواية أحاديث الولد مسعود ....... طبعة أولى 1984

[gdwl]
[align=justify]
للمرة الأخيرة
أطلقت أمي العنان لزغرودة لفتها على شارع في القلب ، وكنت قد أصبت بجراح بشظية أشعلت خاصرتي بالنزيف وصدري بالدم .. وتذكرت .. تذكرت أنا الولد مسعود الذي من عرعرة القريبة من عارة الذي أحب مسعدة ، وبحث طويلاً عن فاطمة التي من طبرية ، تذكرت ، أنني أريد أن أكتب لكم للمرة الأخيرة ، وكانت أمي تريد أن تكتب لكم للمرة الأخيرة، ولكنها أطلقت العنان لزغرودة لفتها على شارع في القلب ..
وتذكرت ، تذكرت أنا الولد مسعود ، شاعرنا توفيق زياد الذي من الناصرة وهو يقول (أناديكم أشد على أياديكم .. وأبوس الأرض تحت نعالكم .. وأقول أفديكم ) فبكيت و ضحكت وأخذت أركض في عرعرة من مكان إلى مكان ، كانت الأرض ساخنة ، والأشجار ساخنة وحتى الوجوه ، كانت ساخنة .. ومن بينها أطلّ وجه مسعدة ساخناً من فرح ، ففرحت وصرخت: وأنا أحب الأرض ، وأحب مسعدة وأحب الأشجار ..
ودائماً تطلق أمي العنان لزغرودة لفتها على شارع في القلب ، وتزغرد: ماذا تريدين يا أمي ؟؟ تضحك أم مسعود ، وتضحك .. تأخذني إلى صدرها، تدور في الغرفة البعيدة .. فأرى أم العبد وهي تعانق أبا العبد الذي عاد محملاً بالأمل .. وأنا الولد مسعود ، أقفز من جذع ، إلى جذع ، وعرعرة تصبح امرأة تضع على رأسها طرحة العرس ، وتضحك ، فأضحك .. تدخل في مساماتي ، فأدخل في مساماتها .. ومسعدة تلف صدري برائحة البرتقال ، ورائحة الزيتون فأضحك .. أضحك .. وتطلق أمي العنان لزغرودة لفتها على شارع في القلب .. وللمرة الأخيرة ، كنت أريد أن أكتب لكم وأمسكت أمي القلم ، ووقفت أنا بين شجرة وأخرى سألتني أم العبد : كيف الحال يا ولدي مسعود ؟؟ ووضعت يدها على جبيني .. قالت أم العبد: حرارته مرتفعة.. وشعرت أنا الولد مسعود بسخونة الأرض وسخونة الأشجار ، وأخذت أقفز من مكان إلى مكان .. قال رئيس التحرير : يجب أن تكون الكلمات معبّرة عن حرارة في القلب .. عن حرارة في الشوق .. وكانت أمي تطلق العنان لزغرودة .. وأخذت أضم الأشجار .. الأرض .. عرعرة .. مسعدة ....كانت الشمس تقترب ، تدخل في مساحة القلب ، وكانت الجراح ، الخاصرة ، النزيف.. واقتربت أمي مني ، شدت على يدي، مسحت على جبيني .. قالت : ماذا تريد يا ولدي..؟ .. قلت : خذيني إلى عرعرة يا أمي .. وحملتني .. حملتني .. ومضت .. كانت الأشجار تقترب ، الأرض تقترب وعرعرة ..
وكنت أكتب ، كنت للمرة الأخيرة ، أصافح شجرة من أشجار عرعرة .. وكان نزيف .. وأمي .. وأغلقت قلبي على الأرض ، هناك في عرعرة على الأرض .. وضحكت ..
[/align]
[/gdwl]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس