[رشيد الميموني]

في البداية دعيني أتفلسف قليلا و أتكلم عن الخاطرة وكيف تخيلتها ..
بدت لي كحديقة غناء ،أسيرفي وسطها .. أستمتع بأشجارها .. أتنسم عبيرأزهارها .. لكني لم أميز جميع تفاصيلها إلابعد أن صعدت إلى ربوة تشرف عليها .. عندئذ بدت لي تفاصيل معالمها وفسيفسائها .
اعجبني تقسيم الخاطرة وإن كنت متيقنا من أن سلوى لم تقصد ذلك لأن المبدع يكون في حالة شرود مع خواطره ..
التقسيم جاءعلى الشكل التالي :
1- المقطع الأول : ثلاث اسئلة تبدأ بـ"لماذا".. وهي مفعمة باللوم والعتاب .
2- المقطع الثاني : قصيرجدا وقد جاء ليؤكد أن اللائمة لا تنتظرردا كما يمكن للمخاطب أن يتخيل .

لا أطلب اجابات هنا ، لأنني شربتها افعالاً الى حد الثمالة ..... واستنشقتها عذاباً الى حد الإختناق .

3- المقطع الثالث وهو المحور .. والعنوان يدل على ذلك .. وتبدأ بنفس الكلمة .."مشكلتي معك" .. ذكرت ثمان مرات و هو ضعف عدد ما سبقها ... والغريب أن الزمن في هذاالمقطع متساو في العدد :
- أربع مرات "مشكلتي أنني كنت ".. أي الزمن الماضي .
- اربع مرات "مشكلتي أنني امراة .. مشكلتي أنني صادقة.. مشكلتي أنني أتعامل .. مشكلتي أنني أنانية،
اي الزمن الحاضر .
هل هذه مصادفة ؟ .. أقول نعم .. مصادفة رائعة .. لأن المبدعة - أكرر - ليس لها الوقت لتهتم بهذه التفاصيل .. فهي غائبة عن الوجود .. مندفعة في حدتها .. في ملامها و عتابها .
4- المقطع الأخير : وما أجمله .. يمتزج فيه الحب بالعتاب و الألم .. تجيءالنهاية لتؤكد للآخر أن قلب المحب فيه متسع للعفو والصفح .. وأن أذرع الحب قد طوقته ، فلا مناص له ..
دعني اهمس لك:
"اعلم بأنك تفقد اجنحتك في غيابي واعترف بأن هذه الحقيقة تحزنني وتخط سطراً في ديوان عذابي ، لا تستغرب سيدي ، فالقلوب الصادقة هي مدن محبة لا ترسوا على شواطئها إلا قوارب الحب والخير"

همسة عذبة تذيب كل قلب ولو قد من صخر .. جاءت لتعلن ربما عن انتهاء كل المشكلات و رسو القارب على شاطئ الحب و الخير ، ما دامت القلوب مدن صادقة .
متعك الله كما متعتني يا سلوى في هذه الرحلة التي انتهت بدون مشاكل والحمد لله .
لك مودتي